السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوزيل.. «البحث عن الذات»!

أوزيل.. «البحث عن الذات»!
4 يوليو 2014 01:41
تأمل ألمانيا أن يكون الهدف الذي سجله صانع ألعابها مسعود أوزيل في مرمى الجزائر في الدور الثاني قد حرر هذا اللاعب من الضغوطات التي يواجهها في المونديال الحالي، وذلك بعد الانتقادات التي تعرض لها في مباريات فريقه الثلاث الأولى في دور المجموعات. ولا يختلف اثنان على الموهبة التي يتمتع بها أوزيل الكردي الأصل، والذي يملك فنيات عالية، لكن ما يؤخذ عليه في أغلب الأحيان بأنه لا يضرب بقوة في المناسبات الكبيرة، وهذا الأمر صحيح الى درجة كبيرة أكان في صفوف منتخب ألمانيا أو مع الأندية التي لعب فيها وآخرها أرسنال. ولفت أوزيل الأنظار في مونديال 2010 في صفوف «المانشافت» وتألق تحديداً في مباراتي الدور الثاني وربع النهائي ضد إنجلترا (4-1) وضد الأرجنتين (4- صفر)، لكن بريقه خبا في نصف النهائي ضد إسبانيا عندما خرج فريقه خاسراً. واستمر الأمر في المباريات الكبيرة في صفوف ريال مدريد الإسباني المنتقل إليه من فيردر بريمن، حيث حملته الصحافة مسؤولية خسارة فريقه القاسية أمام برشلونة صفر- 5 في ديسمبر عام 2010 عندما كان خيالاً في الملعب واستبدله مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو بين الشوطين. وتكرر الأمر الموسم الفائت في صفوف أرسنال في مواجهة بايرن ميونيخ الألماني في الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا، حيث أهدر ركلة جزاء كانت ستضع المدفعجية في وضع جيد في مطلع المباراة، ثم قدم أداءً باهتاً للغاية لدرجة بانه قدم اعتذاراته الشخصية لأنصار الفريق في اليوم التالي للمباراة. ربما كان صانع الألعاب صاحب الرؤية الثاقبة والتمريرات البينية الرائعة في حاجة إلى هدف ما في هذه البطولة لكي يتحرر نهائياً وهذا ما حصل ضد الجزائر وسيكون فريقه في أمس الحاجة إليه في مواجهة فرنسا اليوم في الدور ربع النهائي على ملعب ماراكانا الشهير. واعترف أوزيل بأنه لم يظهر حتى الآن، كما يشتهي في العرس الكروي الحالي وقال في هذا الصدد: «أريد أن أظهر بمستوى أفضل وأرغب في إظهار هذا الأمر على أرضية الملعب». وأضاف موجها انتقادا شخصياً لنفسه: «لا يتعين علي أن أغضب عندما أفقد الكرة لأنها أمور تحصل للاعب يحب تمرير كرات ماكرة، لكن من غير المسموح لي على الإطلاق أن أقف في مكاني والإفصاح عن غضبي، يجب أن أستمر في بذل الجهود». ولم يقم أوزيل بأي تمريرة حاسمة في المونديال الحالي وهو الذي كان يتصدر هذا الاختصاص في ريال مدريد، حيث كان الممون الرئيسي لزميله النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وواظب على هذا الأمر في صفوف أرسنال. يؤكد أوزيل أن الدفاع عن ألوان «المانشافت» كان خياره الأول والوحيد على الرغم من جذوره التركية. ولد أوزيل ابن السادسة والعشرين من عمره في ألمانيا وترعرع فيها من أبوين تركيين، وقرر تمثيل منتخب ألمانيا على الصعيد الدولي، علماً بأنه خاض مباراته الرسمية الأولى مع «المانشافت» في فبراير عام 2009. كان تألقه اللافت في نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 وقيادته منتخب بلاده إلى المركز الثالث جواز سفره للانتقال من فيردر بريمن إلى ريال مدريد العريق. يتكلم أوزيل التركية بطلاقة وهو فخور بجذوره، لكنه أيضاً يفخر بالدفاع عن ألوان المنتخب الألماني ويكشف: «أنا من الجيل التركي الثالث الذي ولد في ألمانيا وترعرع فيها، وأشعر بالراحة جراء ذلك». أبصر أوزيل النور في مدينة جيلزينكيرشن الصناعية، وسرعان ما بلغ القمة في صفوف ناديه شالكه، حيث خاض أول تجربة له في دوري أبطال أوروبا، وفي تلك الفترة كان أوزيل يقود خط الوسط في منتخب ألمانيا في الفئات العمرية، وكانت نقطة التحول في مسيرته عندما انتقل إلى صفوف فيردر بريمن في يناير عام 2008، حيث شهدت مسيرته انطلاقة صاروخية، بعدما حل بدلاً من صانع الألعاب البرازيلي دييجو الذي انتقل إلى يوفنتوس الإيطالي. نجح أوزيل في قيادة بريمن إلى إحراز لقب بطل كأس ألمانيا بتسجيله هدف المباراة النهائية الوحيد في مرمى باير ليفركوزن على الملعب الأولمبي في برلين. وكانت الأسابيع القليلة التي تلت التتويج من أهم المراحل في مسيرة أوزيل، إذ إنه فرض نفسه الملهم لمنتخب بلاده في بطولة أوروبا 2009 لتحت 21 عاماً في السويد، إذ قدم مستويات رائعة واختير أفضل لاعب في المباراة النهائية التي أنهاها «مانشافت» بفوز كبير على إنجلترا 4- صفر، وذلك بتسجيله هدفا وصناعة آخرين. كافأ المدرب يواكيم لوف هذه الموهبة الصاعدة من خلال منحه الفرصة لخوض أربع مباريات في تصفيات كأس العالم، فلم يخيب أوزيل الآمال خصوصاً أنه كان وراء التمريرة التي سجل منها زميله ميروسلاف كلوزه هدف الفوز في المباراة الحاسمة ضد روسيا في موسكو في أكتوبر 2009. يقول لوف عنه: «أوزيل هدية لكرة القدم الألمانية». يتمتع أوزيل بالتواضع خارج الملعب، لكنه يصبح شخصاً آخر عندما تطأ قدماه المستطيل الأخضر، وهو يستطيع أن يلعب على الجهة اليسرى وخلف المهاجمين، ما يمنحه الحرية لكي يجعل دفاعات الفرق المنافسة تعاني. «لطالما بحثنا عن لاعب رقم 10، والآن وجدناه»، هذا ما قاله بدوره المهاجم ميروسلاف كلوزه عن أوزيل، مضيفاً «مسعود فرض نفسه في هذا المركز مع ألمانيا»، إنه إضافة رائعة لنا»، فيما قال لوف: «إنه لاعب يتناسب تماماً مع أفكاري، يلعب على أعلى المستويات، بإمكانه ان يفتك الكرة بسهولة وأن يطلق بعدها الكرة نحو المرمى، انه صانع العب وبإمكانه أن يقوم بتمريرات تتسبب بخلق المساحات في دفاعات الخصم». (ريو دي جانيرو- أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©