التونسية الأصل، الفرنسية النشأة، شروق رحيم، تعد واحدة من المصممين العالميين القلائل الذين حققوا قفزات ناجحة في عالم صياغة المجوهرات المقلدة والأكسسوارات، كما تعتبر من أهم أفراد جيل المجددين في هذا المجال، لتدخل تصاميمها الملونة الجريئة وبقوة في آخر اتجاهات الموضة العالمية خلال المواسم الأخيرة، وتحظى أفكارها الخلاقة باهتمام وترحيب واسعين في عالم الأناقة والجمال، راسمة عبرها نماذج خلاقة من الجواهر البديعة، من تلك التي تتسم بالمعاصرة، والإثارة، والتفرد، وتتميز بطرازها اللافت الجذاب.
أزهار البياتي (الشارقة) - مما لا شك فيه فإن شهرتها الواسعة والسرعة القياسية التي صعدت بها علامتها التجارية «Sho ro k»، في فضاء الموضة والأناقة، تعود لنهجها الفريد في أسلوب التصميم، وشغفها اللامحدود بالألوان الزاهية وبريق الأحجار، موظفة في مبتكراتها مواد وخامات غنية لناحية الشكل والطبيعة، منها المعادن والخيوط والبلاستيك والأحجار، مستخدمة بشكل معبّر وخاص، أشكالا وأحجاماً مختلفة من عناصر «سواروفسكي» المميزة، لتكون جوهر وروح صياغتها للمجوهرات، فتركبها بأناملها الرشيقة وتحولها مع بقية خاماتها الشيقة لقطع فنية غاية في الإبداع، وهي تشير لهذا الأمر، قائلة: «لطالما سحرتني كريستالات «سواروفسكي» ومدتني بالألهام والشغف، فطريقة قطعها وتقنية صناعتها تضاهي الألماس براعة وبريقاً، ملتقطة أشعة الضياء من حولها لتعكسها بأطياف تشتعل وتأفل مع اختلاف الحركة والزاوية، كما أنها تتمتع بالصلابة الكافية واللمعان الذي لا يخبو مطلقاً».
تألق وتفرد
ولعل أصول المصممة الشرقية وجذورها العربية وضعت بصمتها المميزة على طرازها وأفكارها في صناعة المجوهرات، حيث شكلت لها خزيناً ثرياً من الحضارة والتراث على الرغم من نشأتها الباريسية، وهي تفتخر بهذه الروابط، لتقول: «ربما كان لانحداري من مدينة «نابل» وجدتي التونسية فضل في تكويني كمصممة وما وصلت إليه، حيث تعد جوهرة الوطن القبلية التي اشتهر شعبها بفنون التطريز والحرف اليدوية ونقش الفخار، لأتشرب بدوري كل هذا العطاء والفن، وأحوله لنوع آخر من الإبداع».
أما مصادر إلهام شروق، فهي تستقيها من عالمها المحيط وما يتراءى إليها من خيال، مدفوعة بموهبة فذة وحماس كبير، لتصمم مجموعات مترفة من المجوهرات وتبتدع أشكالا متنوعة من الأكسسوارات، منها خط خاص بحقائب اليد والأحزمة المطعمة بالأحجار، وهي تصف نهجها هذا، موضحة: «عندما أصمم لا أفكر عادة بشيء محدد، ولكن من الطبيعي أن أنطلق من موضوع يجمع عناصر التشكيلة، ولكن أكثر ما يحفزني هو ابتكار قطعة ما تجعل من ترتديها سعيدة ومتألقة، وتشعرها بالفرادة والتميز، أما هدفي الثاني فهو أن تتميز هذه الجوهرة بالمرونة والقابلية الكافية التي ترتاح معها المرأة، لتتقلدها بفخر ليس فقط في سهراتها بل حتى في أوقات النهار».
زحمة التفاصيل
ولتحقيق هذا الغرض فقد ميزت شروق مبتكراتها اللافتة بخصوصية وبصمة، لتفرقها عن الآخرين، فصاغتها بسفسطائية وتعقيد، واعتمدت فيها زحمة التفاصيل، عاكسة من خلالها نماذج فنية تتمتع بالترف والثراء لناحية الألوان، الأحجار، والمواد، بحيث تبدو مثالية وشديدة الرقي والتكلف بحد ذاتها، فلا تتطلب ممن تتقلد بها أي إضافات أو مبالغة في التنسيق والاختيار، فيكفي لمن تضعها أن تتشح بفستان بسيط وناعم، وتغنيه بقطعة مجوهرة من شروق، لتبدو غاية في الأناقة والجمال، فتستقطب كافة الأنظار في الحل والترحال.
سوار جنفير لوبيز
ولحصر ما وصلت إليه هذه الموهبة الصاعدة في عالم التصميم، يكفي معرفة أن سيدة البيت الأبيض ميشيل أوباما، تزينت بحزام كريستالي من مجوهرات»Sho ro k»، أثناء زيارتها للمملكة المتحدة، كما تألقت نجمة الغناء والاستعراض جنفير لوبيز بسوار من إبداعاتها، مع العديد من الفنانات الأخريات، والنخبة من الشغوفات بالأناقة والموضة المعاصرة، بالإضافة لبروزها على أغلفة المجلات العالمية، وتصدرها في واجهات المحال الكبرى لتجاور أشهر الماركات كـ»ديور وشانيل وبرادا».
عدد اليوم
