الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ألمانيا وفرنسا.. «سهرة أوروبية» بـ «دراما كلاسيكية»

ألمانيا وفرنسا.. «سهرة أوروبية» بـ «دراما كلاسيكية»
4 يوليو 2014 14:44
ستكون المواجهة الأولى من ربع نهائي مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم بين ألمانيا وفرنسا اليوم على ملعب «ماراكانا» في ريو دي جانيرو الأعرق على الورق كونها تجمع بطلين سابقين من القارة الأوروبية اشتبكا في مباراة تاريخية عام 1982. تقلص عدد المنتخبات الـ32 الى ثمانية، وإلى جانب هذا اللقاء المسمار، تواجه البرازيل المضيفة وحاملة اللقب خمس مرات كولومبيا اليوم أيضاً، فيما تلتقي غداً الأرجنتين حاملة اللقب مرتين مع بلجيكا وهولندا وصيفة النسخة الأخيرة مع كوستاريكا، والفائز من مباراة «ماراكانا» يواجه المتأهل من لقاء البرازيل وكولومبيا. ألمانيا بلغت ربع النهائي بعد أن ثأرت لخسارتها أمام الجزائر قبل 32 عاماً وردت لها الدين عندما هزمتها بشق الأنفس 2-1 بعد التمديد الاثنين الماضي في بورتو أليجري، أما فرنسا فواصلت زحفها من دون ضجيج بفوزها الصعب على نيجيريا 2- صفر في برازيليا، في مباراة تألق فيها لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي بول بوجبا الذي بدأت المقارنة بينه وبين لاعب الوسط السابق باتيرك فييرا. وكان مشوار الفريقين مشابها إلى حد ما في الدور الأول، فحصدا 7 نقاط والصدارة، ألمانيا على حساب برتغال كريستيانو رونالدو (4- صفر) بينها ثلاثية لتوماس مولر، غانا (2-2) عندما كادت تخسر لولا الهدف الخامس عشر في النهائيات لميروسلاف كلوزه، والولايات المتحدة (1- صفر) بهدف مولر التاسع في المونديال، وفرنسا على هندوراس (3-صفر)، سويسرا (5-2) والإكوادور (صفر- صفر) حيث تألق المهاجم كريم بنزيمة وسجل ثلاثة أهداف حتى الآن. وتمني فرنسا النفس بأن يقف التاريخ إلى جانبها مجدداً وذلك لأن منتخب «الديوك» وصل على الأقل إلى الدور نصف النهائي في المناسبات الخمس الأخيرة التي تجاوز فيها الدور الأول، وذلك عام 1958 (حل ثالثاً) و1982 (حل رابعاً) و1986 (حل ثالثاً) و1998 (توج باللقب) و2006 (وصل إلى المباراة النهائية). استدعى ديشان (45 عاماً) تشكيلة متوازنة بين النجوم على غرار فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الألماني) الذي غاب في اللحظة الأخيرة بسبب الإصابة وكريم بنزيمة (ريال مدريد الإسباني)، وبعض الوجوه الشابة القادرة على منحها السرعة والنشاط على غرار لاعبي الوسط بوغبا وبليز ماتويدي وماتيو فالبوينا ويوهان كاباي. وخفف ديشان، قائد منتخب 1998، من حدة التوقعات المتصاعدة بعد الفوز على نيجيريا والحديث عن إحراز اللقب: «أنا واقعي، وهدفي على غرار اللاعبين هو مباراة اليوم، الكل بمقدوره أن يحلم، وأنا أيضاً، لكني براغماتي وواقعي، وما يهم فقط اليوم». أما ألمانيا، فتعتبر من أنجح الدول في تاريخ المسابقة، فأحرزت اللقب في 1954 و1974 و1990، حلت وصيفة في 1966 و1992 و1986 و2002، وثالثة في 1934 و1970 وفي آخر نسختين عامي 2006 و2010. وبعد الجزائر التي أطاحت بها بمؤامرة مع النمسا في 1982، تواجه ألمانيا مرة جديدة خصما يريد الثأر منها بعد حادثة أليمة في النسخة عينها في إسبانيا، في مدينة إشبيلية، ارتكب حارس مرمى ألمانيا هارالد طوني شوماخر خطأ رهيباً ضد مدافع فرنسا باتريك باتيستون عندما اجتاحه عمداً في الدقيقة مانعاً الأخير من التسجيل في مرماه، ثم أهدرت فرنسا تقدماً رائعاً في الوقت الإضافي 3-1 عبر ماريوس تريزور والن جيريس، قبل أن يعادل كارل هاينتس رومينيجه وكلاوس فيشر (102 و108)، لا بل لم تنته القصة هنا، فتقدم لاعبو ميشيل هيدالجو 3-2 في ركلات الترجيح قبل أن يهدر ديدييه سيكس ومكسيم بوسيس وتتأهل ألمانيا إلى نصف النهائي ثم تخسر أمام ايطاليا 3-1. أما الفرنسي ويلي سانيول مدرب بوردو الحالي الذي يعرف الكرة الألمانية عن غيب لاحترافه 8 مواسم مع بايرن ميونيخ الألماني، فرأى أن ألمانيا: «فريق بطولات يلعب دوما في المربع الأخير، كانت ألمانيا محظوظة للتعادل مع الجزائر في الشوط الأول، بعدها رأينا تفوقها البدني، وبهذه الميزة كانوا أفضل وليس من خلال طريقة اللعب. يفتقد الألمان لعدة لاعبين بينهم ماركو رويس، ولا يملكون رأس حربة حقيقي، صحيح أن مولر يسجل لكنهم يفتقدون إلى مهاجم حقيقي، يمكن لماريو جوتزه وباستيان شفاينشتايجر ومسعود أوزيل أن يصنعوا الفارق سويا، لكن ليس بحلول فردية، فيما كان رويس قادراً على هذا الشيء بمفرده». وقارن سانيول بين التشكلتين: «الفريقان يشبهان بعض قليلاً مع لاعبين أو ثلاثة سريعين في المقدمة، وأسلوب سريع نحو الهجوم، لكنهما قد يعانيان دفاعياً». وعن المباراة التاريخية بينهما، قال سانيول: «بصراحة، اللاعبون لا يفكرون بخسارات أو انتصارات الماضي، بل فقط في المباراة الحالية. هذا عمل الصحافة، البعض يتحدث عن مونديالي 1982 و1986 وآخرون يتذكرون الفوز 3-صفر في شالكه (2003)، أو الفوز في بريمن 2-1 مع لوران بلان (2012)، في كأس العالم، ينغلق اللاعبون على أنفسهم، ويحضرون المباريات بطريقة مماثلة». لطالما فرضت فرنسا احترامها على الساحة الدولية بفضل لاعبين أسطوريين، على غرار ريمون كوبا وبلاتيني وزيدان، اقتربت من التتويج عدة مرات، وأخففت في المربع الأخير في 1982 و1986، لكنها انتظرت حتى 1998 على أرضها حتى تحرز لقبها العالمي الأول، اتبعته بكأس أوروبا 2000، كادت تكرر فعلتها في 2006 لكن ركلات الترجيح في النهائي أمام إيطاليا ونطحة زيدان مهدتا لفضيحة جنوب أفريقيا 2010. في المقابل، ومنذ إحرازها لقبها الأول تحت مسمى ألمانيا الغربية في سويسرا 1954، ثم الثاني على أرضها في 1974 والثالث الأخير في إيطاليا 1990، لم تنتظر ألمانيا 24 عاماً، كما هذه المرة من دون تذوق طعم التتويج في الحدث العالمي، لدرجة أن بعض أعضاء الفريق على غرار الموهوب جوتزه لم يكونوا قد أبصروا النور في 1990 عندما قاد لوثار ماتيوس تشكيلة المدرب فرانز بيكنباور الى اللقب. واعتبر ماتيوس الذي خاض 25 مباراة في المونديال (رقم قياسي)، أن مشكلة «الماكينات» الألمانية تكمن في الدفاع حيث استخدم قلبا الدفاع بنديكت هوفيديس وجيروم بواتنج في مركزي الظهير: «إذا لعبت في مركز غير اعتيادي تفتقد للإيقاع ولا يمكنك تقديم الإنتاجية عنها، وهذه كانت مشكلة كبيرة أمام الجزائر». أما الحارس السابق أوليفر كان قائد منتخب 2002 فرأى أن: «الخلطة ليست ناجحة حتى الآن، يجب أن يحصل توازن بين المهاجمين ولاعبي الوسط المبدعين على غرار أوزيل، عندما تستثمر كثيرا في الهجوم وتبحث عن الحلول والمساحات، فلا تجد غالبا فرص التسجيل»، لكن كان (45 عاماً) رأى أن مباراة الجزائر قد تحفز الألماني على تحقيق التقدم: «لا أتذكر بطولة لم تخض فيها ألمانيا مباراة سيئة». وانزعج قلب الدفاع بير مرتيساكر عندما سأله صحفي من قناة «زد دي اف» المحلية عن سبب «ثقل وضعف» الألمان في مباراة الجزائر: «لا يهمني الأمر، نحن في ربع النهائي وهذا المهم. هل تعتقد لأننا في دورالـ16 يجب أن يحصل استعراض مثل السيرك أو ما شابه؟». وعن سبب اعتماد لاعبي المدرب يواكيم لوف أداء استعراضياً، قال مرتيساكر: «ماذا تريدون؟ كأس عالم ناجحة أو الخروج بعد خوض مباريات جميلة؟ لا أفهم هذه الأسئلة، بلغنا الدور التالي، نحن سعداء وسوف نستعد لفرنسا». وعن الصعوبات في مواجهة الجزائر برر المدرب لوف: «خسرنا الكرة كثيرا في الشوط الأول، ارتكبنا أخطاء أساسية سمحت للخصم بالمرتدات خصوصاً بالكرات الطويلة والسريعة». أما فيما يخص مباراة فرنسا، رأى لوف: «لطالما كانت مباراة فرنسا وألمانيا كلاسيكية، درامية، وفيها الكثير من التشويق، تطورت فرنسا كثيرا معه ديشان بعد 2010 و2012، وأصبحت قوية في المعارك الفنية، ودفاعها ووسطها فيهما الكثير من ميزات ديشان، من حيث التنظيم والعدوانية». واستبعد لوف أي أهمية لمباراة 1982 الشهيرة: «ألمانيا-النمسا 1982 وألمانيا- الجزائر وألمانيا- فرنسا، لا تلعب اي دور في حساباتنا وأحاديثنا لأن اللاعبين لم يبصروا النور آنذاك، لا يريدون الحديث عن ذلك أبداً، مؤخرا لعبنا مع فرنسا في باريس عام 2013 وفي بريمن قبل عام، هذه هي المباريات التي يجب أن نحللها». (ريو دي جانيرو - أ ف ب) ورقة المباراة اليوم والتاريخ: الجمعة 4 يوليو 2014 التوقيت: 8 مساءً الدور: ربع النهائي الملعب: ماراكانا في ريو دي جانيرو الحكم: الأرجنتيني نيستور بيتانا «الخطأ الشنيع» مشهد الرعب في «فيلم 82» «لا يمكن لأي فيلم في العالم، أو أي مسرحية أن تجعلك تعيش أحاسيس ومشاعر كما فعلت مباراة ألمانيا الغربية وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم 1982»، بهذه الكلمات تحدث رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي مشيل بلاتيني عن هذه المواجهة التي دخلت أسطورة نهائيات كأس العالم، وقبل 32 عاما وفي مدينة إشبيلية الإسبانية، ارتكب حارس مرمى ألمانيا هارالد شوماخر خطاً شنيعاً ضد لاعب فرنسا باتريك باتيستون عندما اجتاحه عمداً مانعاً الأخير من التسجيل في مرماه، قبل أن يهدر المدافع الفرنسي ماكسيم بوسيس ركلة ترجيحية منحت الفوز لألمانيا. وسيعيد التاريخ نفسه عندما تلتقي فرنسا وألمانيا اليوم في ربع نهائي مونديال 2014 وقال مدرب منتخب فرنسا ميشيل هيدالجو بين عامي 1976 الى 1984 في حديث لوكالة فرانس برس قبل سنتين في ذكرى مرور 30 عاماً على تلك المباراة المشهودة «أعاني حتى الآن عندما تمر مشاهد تلك المباراة في مخيلتي، بالنسبة إلي كانت أمسية سوداء». وأضاف هيدالجو: «لم أر في حياتي أجواء داخل غرفة الملابس، كما رأيت بعد تلك المباراة، هناك لاعبان لن أفصح عن هويتهما قمنا بمساعدتهما على النهوض للاستحمام بثيابهما، كلاهما لم يكونا قادرين على التخلي عن ملابسهما لحجم الصدمة». وتعود الصورة الصدمة إلى الدقيقة 57 عندما اجتاح شوماخر باتيستون المنفرد به على مشارف المنطقة، فسقط الأخير على الارض مغمياً عليه، وقد فقد بعض أسنانه، قبل أن ينقل على وجه السرعة إلى اقرب مستشفى للعلاج، لم يعاقب الحكم الهولندي تشارلز كورفر شوماخر على ما قام به حتى أنه لم يرفع في وجهه البطاقة الصفراء. وقال كورفر في تصريح لوكالة فرانس برس بعد 30 عاما على هذه الحادثة: «للأسف لم أر ذلك الاصطدام العنيف، لأنني كنت أتابع الكرة»، غير أن مساعدي قال لي: إنه بحسب رأيه فان التدخل لم يكن مقصوداً». ومن المشاهد التي ميزت تلك المباراة أيضاً، تسديدة مدافع فرنسا ماريوس تريزور على الطاير مانحة التقدم لفرنسا 2-1 في الدقيقة 95 من الوقت الإضافي، والفرحة التي لا توصف لألن جيريس بعد تسجيله الهدف الثالث بتسديدة قوية من مشارف المنطقة (98). اعتبر الجميع بأن فرنسا حسمت النتيجة في مصلحتها، لكن الماكينة الألمانية تحركت ونجح كارل هاينتس رومينيجه الذي شارك في وقت متأخر رغم إصابته في تقليص الفارق (102)، قبل أن يدرك كلاوس فيشر التعادل 3-3 ويفرض اللجوء إلى ركلات الترجيح. وفي حصة تنفيذ ركلات الترجيح، أخطأ الألماني أولى شتيليكه أولاً وراح يبكي، قبل أن يجفف شوماخر دموعه بتصديه لمحاولتي ديدييه سيكس وماكسيم بوسيس. ويلخص تريزور ما حصل بقوله لوكالة فرانس برس «على الرغم من أنني سجلت هدفاً في مرمى ألمانيا، فإن تلك المباراة تبقى أسوأ ذكرى في مسيرتي». والتقى المنتخبان مجدداً في المونديال بعد أربع سنوات في المكسيك، لكن فرنسا لم تكن في أفضل مستوى لها في ظل إصابة صانع ألعابها ميشيل بلاتيني ففازت ألمانيا 2- صفر في نصف النهائي، ثم اكتفت فرنسا بالمركز الثالث بفوزها على بلجيكا 4-2، في حين حلت ألمانيا وصيفة للأرجنتين ونجمها دييجو مارادونا (2-3). (ريو دي جانيرو- أ ف ب) الإنفلونزا تضرب «7 ماكينات» كشف يواخيم لوف المدير الفني الوطني للمنتخب الألماني أن الحمى، التي أصابت سبعة من لاعبيه جراء الإنفلونزا قبل يوم واحد من مباراة الفريق أمام فرنسا في دور الثمانية من مونديال 2014 ليست بالخطيرة. وقال لوف في تصريحات للشبكة الإذاعية الألمانية: «إنهم يعانون من نزلة برد خفيفة، لا أريد تضخيم الأمر». وأشار لوف إلى أن اللاعبين يشكون من التهاب الحلق نتيجة اختلاف درجات الحرارة والتعرض لمكيفات الهواء. وكانت المشاكل الصحية للاعبي المنتخب الألماني من أكبر التحديات، التي واجهت لوف في دور الستة عشر أمام المنتخب الجزائري، حيث اضطر إلى استبعاد ماتس هوميلس المصاب بالإنفلونزا بالإضافة إلى لوكاس بودولسكي، الذي يعاني من الإرهاق العضلي. يُذكر أن الحالة الصحية للاعب هوميلس قد تدهورت بشكل ملحوظ في اليوم التالي للمباراة، مما أثار قلق المدير الفني الألماني الذي أعرب عن أمنيته بعدم تكرر الأمر مع باقي اللاعبين. ورغم ذلك، أكد أندرياس كوبكه مساعد لوف أن 22 من أصل 23 لاعبا جاهزون للاشتراك في مباراة اليوم، وقال: «سنرحل جميعاً إلى ريو دي جانيرو». ويبقى المدافع شكودران مصطفي هو اللاعب الوحيد من بين قائمة لوف الذي تأكد غيابه عن ما تبقى للمنتخب الألماني من مباريات في المونديال الحالي بسبب أصابته بتمزق عضلي في مباراة الجزائر. وخاض المنتخب الألماني مرانه أمس الأول خلف الأبواب المغلقة، وعن هذا الأمر قال كوبكه: «لا يمكننا التدرب أمام الجمع في حين نستعد لخوض دور الثمانية في المونديال». وناقش الجهاز الفني للمنتخب الألماني عودة قائد الفريق فليب لام إلى موقعه الأصلي كمدافع أيمن بدلاً من اللعب في منتصف الملعب، وهو المركز الذي لم يكن أداؤه فيه كافياً أو مقنعاً. وبهذا، يبقى مركز مدافع الارتكاز في قلب الملعب حائراً بين باستيان شيفانيشتايجر وسامي خضيرة وتوني كروس. وتشير كل التكهنات أن لوف ربما يدفع بأندريه شورله منذ البداية، بعد الدور البارز الذي لعبه في فوز فريقه على الجزائر وإحرازه الهدف الأول في المباراة آنذاك، وقال شورله مهاجم نادي تشيلسي الإنجليزي: «أنا بحالة جيدة وأشعر برغبة كبيرة في اللعب». (سانتو أندريه - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©