الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بكاء سحرة أم صياح ديكة؟

4 يوليو 2014 02:01
اليوم يحزم مرشّحان مؤكّدان لنيل كأس العالم أمتعتهما، ويعودان إلى بلديهما، إمّا تحت التصفيق أو التصفير.. قد يكون سحرة السّامبا، وفي هذا إعلان عن نكبة وطنيّة تنكّس فيها أعلام البرازيل، وتنتظر السيّدة ديلما روسيف ثورة الشّارع المؤجّلة، ويخرج رفاق نيمار من أبواب ضيّقة تحتّ السّباب والبصاق.. وقد يكون الخاسر في الموقعة السّهم الكولومبي الأصفر، الذي أتى على من كانوا في طريقه، ليعلن صراحة أنّه يرغب في الكأس انتقامًا لإيسكوبار الذي أسقطته رصاصاتٌ في مدينته قبل عشرين عامًا لأنّه سجّل هدفًا ضدّ مرماه.. وتكريمًا لفالكاو، الذي حرمته الإصابة في أن يكون عونًا لرفاقه في المونديال، والكولومبيون يعرفون أنّهم سيواجهون البرازيل المستفيد من كلّ شيء.. إلاّ إذا كانت أهداف جيمس وهجوم كولومبيا القاتل لا لبس فيها. هذه القمّة اللاتينيّة يعتبرها خبراء الكرة نهائيا قبل الأوان، لأنّ أحد الرأسين سيسقط في الحلبة، وأنّ أحد الأصفرين سيخرج باهتًا من موقعة فورتاليزا.. فهل ستنفع نصائح الطبيب النفساني الذي أحضره الاتحاد البرازيلي ليمنع لاعبي السّامبا من البكاء؟ أمّا قمّة أوروبّا فحتمًا ستجعل ديكة فرنسا لقمة سائغة في فم الماكنات الألمانيّة، أو ربّما تنجح الديكة في العبث بالماكنات، وفي الحالتين يكون جيرو ورفاقه جمعوا أغراضهم قبل المباراة، أو يكون مولر ورفاقه فعلوا الشيء نفسه.. فلوف الذي أرهقه محاربو الجزائر في مباراة دامت يومًا كاملا، يكون صبّ لعنته على كيشي ونسوره لأنّه لم يفعل الشيء نفسه ضد فريق ديشان، وبالتّالي ففارق الجهد يميل لفرنسا، لكن منطق المستحيل يجنح إلى الألمان.. وبين المنتخبين أكثر من ثأر، أكثره رسوخًا سقوط الديكة أمام المانشافت في نصف نهائي مونديال 1982.. وتعرّض الفرنسي باتيسون لكسر أنفه بقبضة شوماخر الحارس الألماني. ما يقوله الألمان هذه الأيّام أنّهم جاؤوا من أجل الكأس بعد سلسلة إخفاقات، وأنّ الجيل الحالي يستحقّ التتويج. ولعلّ ما يميّز الكرة الألمانيّة عن غيرها في العالم هو الاستقرار، إذ تكفي الإشارة إلى أنّه خلال مائة عام لم يتناوب على تدريب المنتخب سوى عشرة مدربين كلهم ألمان، ولاعبين ألمان مع تطعيم ببعض الأتراك والبولنديين أصلاً.. لهذا المستحيل ليس ألمانيا. أمّا الفرنسيون فإنّهم لا يعرفون ذات الاستقرار الألماني، إذ تكفي الإشارة إلى أنّه تداول المسؤولية في تدريب المنتخب خلال نصف قرن سبعة عشر مدرباً بينهم بعض الأجانب.. لم ينجح بينهم سوى هيدالجو وجاكي.. ثمّ إنّه منتخب يعتمد على أبناء المستعمرات القديمة من عرب وأفارقة.. وهنا يكمن الفارق. المؤكّد أن المونديال سيخسر اثنين من كبار الطبعة العشرين، وإن بدا نسبياً ترجيح كفّة البرازيل لما ذكر من اعتبارات المكان والجمهور والتحكيم والعامل النفسي والسياسي والاجتماعي.. وعيبٌ على البرازيليين أن يخسروا الكأس مرّة أخرى في الماراكانا، بعد الذي حدث في العام 1950 أمام الأوروجواي، التي هزمتها العضّة فوجدت النّاس من حولها منفضّة.. وهناك ترجيح قويّ لكفّة الألمان لامتلاكهم النفس الطويل، ولكون الديكة، ولو ارتفع صياحها، تشعر بعقدة التفوّق الألماني عبر التّاريخ، ليس في الكرة فحسب بل في كلّ شيء، ولم ينفع الحلف الذي أقامه شيراك وشرودر في هدم الجدار النفسي الذي يصعب تخطّيه، ولعلّ الأسوأ في كلّ هذا، أن ساركوزي لن يُصفّق للديكة هذه المرّة. وغدًا يوم آخر. mihoubimail@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©