الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ظاهرة رونالدو بين سنوات المجد وفصول المعاناة

16 مايو 2006
بقلم: جونزالو إسباريز:
يملك رونالدو الكثير من المواهب والإمكانات منها القوة الجسمانية المثيرة للإعجاب وقدرات يحسد عليها في التعامل مع الكرة ورؤية فريدة تسمح له بالتفوق على حراس مرمى الفرق المنافسة·ولكنه في نفس الوقت تعرض لسلسلة من المحن ليعاني من الجانب السيئ مثلما استمتع بالجانب الحسن لكرة القدم والشهرة الطاغية في حياته·
وكان فوز المنتخب البرازيلي بلقب بطولة كأس العالم في 'كوريا الجنوبية واليابان' عام 2002 انتصاراً شخصياً لرونالدو قبل أي شيء·وقال: 'لم أكن أعتقد أبداً وحتى في أحلامي أن ذلك من الممكن أن يحدث· وكان حدوث ذلك شيئا رائعا في حياتي· وكانت سعادتي بلا حدود'·
وعاش رونالدو الحلم على مدار شهر كامل في 'كوريا الجنوبية واليابان'·ولم يكن هو الوحيد الذي استمتع بالحلم بل شاركه زملاؤه بالمنتخب البرازيلي حيث تحقق الحلم وفاز الفريق بكأس العالم للمرة الخامسة في التاريخ·
ولم تكن الكأس هي المكسب الوحيد لرونالدو في البطولة فقد توج أيضاً بلقب هداف البطولة برصيد ثمانية أهداف كان منها هدفان في المباراة النهائية للبطولة والتي فاز فيها المنتخب البرازيلي على نظيره الألماني 2/صفر·
ولم يصل أي لاعب إلى هذا العدد من الأهداف في بطولة واحدة لكأس العالم منذ أن سجل الالماني جيرد موللر عشرة أهداف في بطولة كأس العالم 1970 بالمكسيك·
وحل رونالدو في المركز الثاني خلف حارس المرمى الالماني أوليفر كان في قائمة أفضل اللاعبين في البطولة خاصة وأن الاختيار جاء من خلال تصويت جرى قبل المباراة النهائية التي هز فيها رونالدو شباك أوليفر كان بهدفين'·
ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنصف رونالدو في نهاية نفس العام 2002 ومنحه جائزة أفضل لاعب في العالم في ذاك العام وذلك للمرة الثالثة التي يحصل فيها اللاعب على هذه الجائزة وكانت الاولى له بعد العودة من الاصابة والمشاكل البدنية التي أبعدته عن الملاعب طويلا قبل كأس العالم 2002
وقال رونالدو 'كانت أفضل انتصاراتي هي العودة للعب كرة القدم وتسجيل الاهداف·وكان الفوز بكأس العالم هو مكافأة مجموعة اللاعبين الذين تعاونت معهم لتحقيق هذا الهدف كما توج هذا الفوز مجهودي وصراعي للتعافي من الاصابة·وأعتقد أنه حتى وإن خسرنا أمام ألمانيا في المباراة النهائية كنت سأحتفظ أيضا بانتصاري الشخصي'·
نوبة صرع
وكان التغير في حياة رونالدو قد بدأ في مباراة نهائية أخرى لكأس العالم وهي نهائي بطولة 1998 بفرنسا·
وكان كل شيء رائعاً قبل المباراة النهائية التي جرت باستاد دي فرانس حيث كان رونالدو ضمن صفوف الفريق البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة وإن لم يشارك في أي دقيقة مع الفريق في هذه البطولة التي كان فيها ضمن البدلاء·كما توج رونالدو بلقب أفضل لاعب في العالم عامي 1996 و1997 وفاز في عام 1997 أيضا بجائزة الكرة الذهبية التي تمنح لافضل لاعب في أوروبا إضافة إلى نيله عددا من الجوائز الاخرى·
ولكن رونالدو أصيب بنوبة صرع في الليلة السابقة للمباراة النهائية التي التقى فيها الفريق البرازيلي مع نظيره الفرنسي صاحب الارض·وقد ألقت نوبة الصرع التي لم يعرف سببها حتى الان بظلالها على أداء اللاعب في المباراة النهائية ففشل في هز شباك الحارس الفرنسي فابيان بارتيز·
ومنذ ذلك اليوم شهد مستوى رونالدو تراجعاً ملحوظاً حتى تعرض للإصابة بتمزق جزئي في أربطة وأوتار الركبة اليمنى خلال مشاركته مع ناديه السابق انتر ميلان الايطالي في إحدى المباريات في نوفمبر 1999
وبعدها بستة أشهر وفي الوقت الذي استعد فيه رونالدو للعودة بقوة إلى الملاعب عانده الحظ مجدداً وأصيب بقطع كلي في نفس الوتر ليغيب عن الملاعب 20 شهراً أخرى شهدت عودته غير المنتظمة إلى بعض المباريات·
ومع اقتراب موعد بطولة كأس العالم 2002 ساورت الشكوك بعض عشاق السامبا البرازيلية خوفاً من غياب رونالدو عن صفوف الفريق في هذه البطولة خاصة وأنه لم يخض مع فريق انتر ميلان في العامين السابقين للبطولة سوى 22 مباراة·
ولكن رونالدو تخطى الصعاب وقفز إلى القمة ولم يستطع أن يصف شعوره بالسعادة بعد الفوز بنهائي كأس العالم 2002 في استاد يوكوهاما الدولي خاصة وأن هذا الانتصار بدد الذكريات الحزينة للهزيمة أمام فرنسا في نهائي كأس العالم 1998وقال رونالدو آنذاك 'لا أريد تذكر ذلك· أحاول ألا أفكر في كأس العالم 1998 وقد مرت أربع سنوات وتغير الوضع'
ورغم ذلك تظل الإصابات أمراً لا يمكن نسيانه فعندما ينظر إلى قدمه يرى آثار الإصابات ظاهرة حتى الآن'·
وقال رونالدو 'انتهى الكابوس وأردت العودة للملاعب وتسجيل الاهداف·لا أريد أن أتذكر معاناتي على مدار عامين وإنما أتذكر فقط سعادتي بالعودة إلى الملاعب·وسواء فزنا أو خسرنا في المباراة النهائية كان الانتصار الاكبر لي هو عودتي إلى الملاعب'·
تاريخ جديد
وما من شك في أن رونالدو كان القائد الاول والحقيقي للمنتخب البرازيلي في هذه البطولة رغم أن صفوف الفريق كانت عامرة بالنجوم الكبار مثل ريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس وكاكا ودينلسون وكافو·
وظهر رونالدو في هذه البطولة بمظهر شخصي جديد حيث حلق شعر رأسه تماما باستثناء خصلة منه في مقدم الرأس وبالتحديد فوق جبهته ولكن ولده رونالد طلب منه إزالة هذه الخصلة حينما عاد إلى البلاد· وبعد البطولة أعاد رونالدو كتابة كتابه حول كيفية أن تصبح مهاجماً جيداً·
وهز رونالدو بأهدافه شباك جميع الفرق التي واجهها المنتخب البرازيلي في البطولة عام 2002 باستثناء المنتخب الانجليزي في دور الثمانية حيث سجل هدفاً في مرمى تركيا لتفوز البرازيل 2/1 وآخر في مرمى الصين لتفوز البرازيل 4/صفر وهدفين في مرمى كوستاريكا لتفوز البرازيل 5/2 في الدور الاول·
وأضاف رونالدو لرصيده هدفاً آخر في مرمى بلجيكا في الدور الثاني (دور الستة عشر) وحرم من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم مواطنه جيرزينيو في كأس العالم 1970 بالمكسيك حيث ما زال جيرزينيو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي يسجل هدفا على الاقل في كل مباراة بإحدى بطولات كأس العالم·
وقال رونالدو 'لم أكن أفكر في تحطيم أي أرقام قياسية فقد كنت أريد فقط تسجيل الاهداف لنتمكن من الفوز بالمباريات·والرقم القياسي الوحيد الذي كنت أفكر فيه هو فوز البرازيل باللقب الخامس لها في كأس العالم·
ومثلما هو الحال لباقي اللاعبين البارزين في تاريخ كرة القدم سخر رونالدو مهاراته ولمساته الساحرة لخدمة فريقه في اللحظات الحاسمة'·
وفي الدور قبل النهائي سجل رونالدو الهدف الوحيد لفريقه ليفوز على المنتخب التركي 1ر· وكان هدفا رائعا حيث راوغ عدداً من مدافعي تركيا في مساحة ضيقة من الملعب قبل أن يحرز الهدف الرائع·
وقال رونالدو 'كان هدفا مماثلا لاهداف المايسترو روماريو الذي تخصص في هذا النوع من الاهداف·لقد تعلمت منه بعض الطرق·فهو صديق حميم· لقد كان هدفا مهما بالنسبة لي ويجب أن أقول أنه كان أيضا هدفا جميلا'·
ونجح رونالدو في التحدي الكبير عندما سجل هدفي المباراة النهائية في شباك أوليفر كان حارس مرمى المنتخب الالماني والذي قاد الفريق إلى المباراة النهائية أمام البرازيل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©