الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا اللاتينية... وجوه سياسية جديدة

30 يناير 2010 22:27
ماريفيلي بيريز ستابل زميل مركز «الحوار بين الأميركتين» وأستاذ بجامعة إنترناشيونال يونيفيرسيتي في فلوريدا السياسة تتغير في كل مكان، وهذه حال الأنظمة الديمقراطية، وبخاصة عندما تستيقظ المعارضة وتهزم أو تهدد الرؤساء الذين في السلطة. ووفق هذه القاعدة، انتخب الشيليون في السابع عشر من يناير سيباستيان بينيرا رئيساً لهم، وهي المرة الأولى منذ 52 عاماً التي يفوز فيها سياسي محافظ في الانتخابات. وقد يكون من المغري وصف انتصاره كانتصار لـ"يمين" على "يسار"، وهو نذير نحس بالنسبة لـ"اليسار" في أميركا اللاتينية؛ ولكن انتخابه يمثل المسار العادي للديمقراطية: ذلك أنه عاجلا أو آجلا، ستنهزم الأحزاب الموجودة في السلطة. في الداخل، من غير المرجح أن يبتعد "بينيرا" عن سياسات ميشيل باشيليه الاجتماعية. أما في الخارج، فالأرجح أنه سيمضي في اتجاه مختلف، حيث من المحتمل ألا تحظى مطالبة بوليفيا بمنفذ ذي سيادة على المحيط الهادي باهتمامه، مثلما أنه من المتوقع ألا يكون صبوراً مع هوجو شافيز وحلفائه. وبالمقابل، فإنه بات لدى الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي أخيراً صديق في أميركا الجنوبية. والواقع أن لدى "بينيرا" تفويضاً واضحاً ليركز عليه، غير أنه سيتعين عليه أن يراقب الجناح اليميني لـ"التحالف من أجل التغيير"، والكثير من أعضائه "بينيتشيون"، وذلك لأن الرئيس المنتخب كان يروج للاتفاقات وحكومة متنوعة سياسياً، الأمر الذي فاجأ "البينوشيين" وأثار استغرابهم. ومهما يكن، فمن دون أغلبية برلمانية، سيكون "التحالف" مطالَباً بالتواصل والتقرب. اليوم، يوجد "يسار الوسط" في المعارضة بعد عقدين أمضاهما في السلطة. ولكن "الديمقراطيين المسيحيين" يمكن أن ينشقوا، وبخاصة إذا خطب ودهم بينيرا، مثلما يقوم بذلك اليوم، وإن كانت القوانين الانتخابية في تشيلي تقوي وتدعم نظام تحالفين. ولعل الأهم من ذلك أنه يتعين على "يسار الوسط" أن ينتبه إلى التحالف "الجمهوري القومي السالفادوري"، الذي انقسم، وزعيم حزب "التحرير الوطني" موريسيو فيونز، الذي يبقي على "اليسار" بعيداً حتى الآن. إلى ذلك، تولى بورفيريو، أو "بيبي" لوبو رئاسة هندوراس يوم الأربعاء الماضي، وعقب تنصيبه، ذهب مع رئيس جمهورية الدومينيكان "لينويل فيرنانديز"، ورئيس جواتيمالا "ألفارو كولوم" إلى السفارة البرازيلية لمرافقة الرئيس السابق "مانويل زيلايا" إلى المطار؛ حيث سافر إلى الدومينيكان على متن طائرة فيرنانديز. لتنتهي بذلك فصول الأزمة الهندوراسية التي بدأت مع إمساك "زيلايا" بالسلطة وتعمقت مع الانقلاب المدني في الثامن والعشرين من يونيو الماضي. ولحسن الحظ، فإن الكونجرس الهندوراسي أصدر عفواً يشمل كل الأحزاب في البلاد. ويذكر أن "لوبو" حقق فوزاً كاسحاً في نوفمبر الماضي (56 في المئة مقابل 38 في المئة لمنافسه الليبرالي)، في انتخابات عرفت أعلى عدد من الأصوات (2.3 مليون) التي يتم الإدلاء بها في تاريخ هندوراس. وعلى الرغم من أن نسبة المشاركة في الانتخابات عادلت تقريباً نسبة المشاركة المسجلة في 2005 (50 في المئة)، إلا أن لدى "لوبو" تفويضا واضحا وقويا خلافا لزيلايا (حيث فاز بـ50 في المئة مقابل 46 في المئة في 2005). وقد أرسلت الولايات المتحدة وكندا وعدد من بلدان الاتحاد الأوروبي وبعض حكومات أميركا اللاتينية ممثلين لحضور مراسم تنصيب لوبو. واليوم، كل ما على لوبو أن يقوم به هو حكم البلاد حتى لا تنفجر أزمات هندوراس الطويلة – الفقر، التمييز، نقص الشفافية، قلة الفرص بالنسبة لمعظم المواطنين، انعدام الأمن – في وجهه. وفي هذه الأثناء، تواجه الثورة البوليفارية متاعب كثيرة. وعلى غرار 2007، فإن قناة "آر. سي. تي. في" هي السبب. فوقتئذ، أمر شافيز بتقييدها وجعلها من قنوات "الكابل"؛ أما اليوم، فقد منعها تماماً. وفي كلا المرتين خرج الطلبة إلى الشوارع احتجاجاً، غير أنه في هذه المرة يواجه شافيز أيضا مشاكل من الداخل ومن ذلك: استقالة ثلاثة وزراء، سوء إدارة الاقتصاد على نحو خطير، وشبكة فساد رسمي آخذة في التوسع. وبالتالي، فلا غرو أن ثلثي مواطنيه يريدونه أن يغادر السلطة في أجل أقصاه 2012. وعلى غرار فيديل كاسترو، ينظر شافيز إلى الرئاسة باعتبارها حقا من حقوقه الثابتة، حيث يهدد المتظاهرين بالقمع . وقد لقي اثنان منهم مصرعهما، بينما أصيبت أعداد منهم بجروح. والواقع أن المعارضة تشعر بثقة واطمئنان بشأن الانتخابات التشريعية في ديسمبر المقبل، لكن إذا بدا أنه سيخسرها أو أن خصومه سيحصلون على أقلية قوية، فإن شافيز قد يحرك الأمور لصالحه. ماذا عسانا نقول عن هايتي؟ بالنسبة لسكان مدينة ميامي الأميركية، فإن الهايتيين يمثلون جيراننا وأصدقاءنا وزملاءنا، وبالتالي فإن المأساة قريبة منا. وحين أشاهد صور المباني الحكومية المنهارة، ومن ذلك القصر الرئاسي والبرلمان، أقول في نفسي: لقد انتقلت هايتي من دولة فاشلة إلى دولة منعدمة. لكن لدى النخب الهايتية فرصة أخيرة لإصلاح الأمور. وبمساعدة من العالم، فإنهم قد ينجحون. ولكن بالمقابل انظروا إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. 2010، عام حافل بالتطورات السياسية في أميركا اللاتينية، حيث تجرى في البرازيل وكوستاريكا وكولومبيا انتخابات رئاسية، ثم هناك عدد من الانتخابات التشريعية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©