عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - نمت تداولات الأسهم عبر الإنترنت في سوق أبوظبي للأوراق المالية، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 110% لتصل إلى 8,2 مليار درهم، مقارنة مع 3,9 مليار درهم خلال العام الماضي بأكمله، بحسب إحصاءات السوق.
وشكلت التداولات عبر الإنترنت 16% من تداولات السوق خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، والبالغة 51,5 مليار درهم بيعاً وشراءً، مقارنة مع 17,7% من تداولات السوق لعام 2012 والبالغة 22 مليار درهم.
وعزا مسؤولون في سوق أبوظبي وشركات وساطة ارتفاع تداولات الأسهم عبر الإنترنت إلى تزايد أعداد المتداولين الشباب المتابعين للمواقع الإلكترونية المخصصة لمتابعة حركة تداولات الأسهم لحظة بلحظة، إضافة إلى سهولة وسرعة تنفيذ الطلبات أون لاين مع الوسيط مقارنة بتنفيذها من خلال الاتصال الهاتفي.
ووفقا لسوق أبوظبي، استحوذت 11 جنسية من بين 61 جنسية تتداول إلكترونياً في السوق على 84% من التداولات الإلكترونية للسوق خلال الأشهر الخمسة، وبلغت قيمة تداولاتها نحو 6,9 مليار درهم. والجنسيات الـ 11 هي الإماراتية، والبريطانية، والأردنية والبحرينية والسعودية، واللبنانية والعمانية والمصرية والسورية والكويتية والقطرية.
وقال راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية لـ«الاتحاد» إن تداولات عبر الإنترنت باتت تشكل جزءاً كبيراً من تعاملات السوق، وسط توقعات بأن تستحوذ على نسبة كبيرة من تداولات السوق مع انتشار ظاهرة التداول الإلكتروني في أوساط شباب المستثمرين.
وارتفعت تداولات سوق أبوظبي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام بنسبة 135% لتصل إلى 51,5 مليار درهم بيعا وشراءً، مقارنة مع 21,94 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وارتفع مؤشر السوق خلال هذه الفترة بنحو 35,4% ليكون ثالث أفضل الأسواق العربية والخليجية أداءً منذ بداية العام بعد سوقي دبي والكويت.
وقال نبيل الرنتيسي مدير عام شركة ميناكورب للأوراق المالية، والتي تسمح لعملائها بالتداول الإلكتروني، إن التداول على الإنترنت يستحوذ على 20% من إجمالي تعاملات الشركة يوميا، مضيفاً أن شريحة كبيرة من المستثمرين تجد في التعاملات الإلكترونية الفرصة الملائمة لتنفيذ طلباتها، سواء بالشراء أو البيع بسرعة، مقارنة بتنفيذ الأوامر من خلال الاتصال الهاتفي بشركة الوساطة.
وأوضح أن قاعات التداول التي توسعت فيها شركات الوساطة خلال سنوات الطفرة باتت شبه خاوية من المستثمرين، بل إن بعض الشركات قامت بإلغائها، بعدما فضل العديد من المستثمرين التداول من محال إقاماتهم، سواء من المنزل أو العمل أو حتى من المقهى.
وأضاف أن العديد من شركات الوساطة تقدم حالياً خدمة التداول عبر الإنترنت لعملائها، وذلك لتلبية الطلبات المتزايدة من المستثمرين على استخدام هذه الآلية في التداول التي تقدم مزايا عدة.
وارتفع عدد شركات الوساطة التي تقدم خدمة تداول الأسهم عبر الإنترنت إلى 32 شركة من إجمالي 48 شركة تزاول نشاط الوساطة المالية في أسواق الأسهم المحلية.
وأفاد الرنتيسي بأن الأجانب والموظفين والشباب هم أكثر شرائح المستثمرين تداولاً عبر الإنترنت، حيث يتيح لهم التداول الإلكتروني متابعة السوق عن قرب من خلال شاشة التداول عبر أجهزة الكمبيوتر وتنفيذ طلباتهم بسرعة ويسر، من خلال الموقع الإلكتروني مع الوسيط.
وتوقع أن تشهد التداولات الإلكترونية ارتفاعاً ملموساً خلال الفترة المقبلة، مع انضمام أسواق الإمارات إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق العالمية الناشئة، وذلك باستقطاب شرائح جديدة من المستثمرين الأجانب الأكثر تعاملاً مع التداول الإلكتروني.
وقال متعاملون، يمزجون بين التداولات الإلكترونية والعادية مع شركات الوساطة، لـ»الاتحاد» إن تداولات الأون لاين أصبحت تشكل حيزاً كبيراً من تعاملاتهم بالأسهم بسبب سرعة تنفيذ الأوامر بيعاً وشراءً.
وقال بدر حسن الزرعوني (مستثمر) إنه ينفذ تعاملاته عبر الإنترنت منذ إطلاق الخدمة عام 2006 ولجأ إليها تفادياً للزحام الذي كان يجده في قاعة التداول، مضيفاً أن الميزة في التداولات الإلكترونية أن المستثمر ينفذ طلبه بنفسه وبسرعة، بعد متابعة دقيقة لشاشة التداول عبر جهاز الكمبيوتر.
وأوضح أنه لم يعد يذهب إلى قاعة التداول في السوق كما كان يحدث قبل 5 سنوات، بعدما أصبح بإمكانه تنفيذ تعاملاته من المنزل أو العمل، مؤكداً أن الفترة الأخيرة أثبتت جدوى التداول إلكترونيا مع عودة النشاط للأسواق، وزيادة الطلبات على شركات الوساطة.
وأفاد راشد علي الزعابي بأن خدمة التعامل عبر الإنترنت تستحوذ على اهتمامات الشباب أكثر من كبار المتعاملين خصوصاً الذين يتابعون المواقع الإلكترونية التي تتابع حركة الأسواق على مدار ساعات التداول، ويجد فيها الشباب فرصة جيدة للبيع والشراء.
وأضاف انه يجلس يومياً مع عدد من أصدقائه في احد المقاهي طيلة ساعات التداول، ويقوم بتنفيذ أوامر البيع والشراء، من خلال الكمبيوتر اللوحي، موضحاً أن هذه الخدمة أسهمت في سهولة وسرعة التعامل بالأسهم.
ووفقا للإحصاءات، شكلت تداولات الإنترنت للمستثمرين المواطنين خلال الأشهر الخمسة 7,8% من إجمالي التداولات الإلكترونية للسوق وحوالي 25% من إجمالي إجمالي تعاملاتهم في السوق البالغة 15,9 مليار درهم.
وبلغت قيمة تعاملات المواطنين إلكترونياً نحو 4 مليارات درهم من تداول 3,7 مليار سهم، جرى تنفيذها من خلال 35997 صفقة، ويقدر عدد المستثمرين المواطنين في سوق أبوظبي بنهاية مايو الماضي بنحو 566,595 مستثمراً.
وحل البريطانيون في المرتبة الثانية من حيث التداول الإلكتروني بقيمة تعاملات 594,2 مليون درهم شكلت نحو 1.1% من إجمالي التعاملات الإلكترونية لسوق أبوظبي، وذلك من خلال تداول 456,3 مليون سهم جرى تنفيذها من خلال 3404 صفقات. وجاء الأردنيون ثالثاً بتداولات إلكترونية قيمتها 486,6 مليون درهم شكلت 0,94%، وذلك من تداول 526,8 مليون سهم من تنفيذ 8541 صفقة.
وتصدر المستثمرون البحرينيون القائمة كأكثر الجنسيات الخليجية تداولاً عبر الإنترنت بقيمة 476,5 مليون درهم بنسبة 0,92% من تداول 414,2 مليون سهم من خلال تنفيذ 3692 صفقة، يليهم السعوديون بتداولات إلكترونية قيمتها 360,1 مليون درهم بنسبة 0,69% من تداول 407,2 مليون سهم من تنفيذ 2814 صفقة.
وتداول العمانيون إلكترونياً من أسهم سوق أبوظبي بما قيمته 215 مليون درهم بنسبة 0,33% وذلك من خلال تداول 135,7 مليون سهم من تنفيذ 1337 صفقة، يليهم الكويتيون بقيمة 64,4 مليون درهم بنسبة 0,12% من خلال تداول 44 مليون سهم من تنفيذ 1039 صفقة، وأخيراً يأتي القطريون بقيمة تداولات إلكترونية 16,8 مليون درهم بنسبة 0,032% من تداول 1,4 مليون سهم من خلال 80 صفقة.
وجاء السوريون ثانية بعد الأردنيين في قائمة المستثمرين العرب المتداولين عبر الإنترنت بقيمة 297,5 مليون درهم بنسبة 0,57% من تداول 337 مليون سهم عبر تنفيذ 4159 صفقة، وجاء المصريون بقيمة 285 مليون درهم بنسبة 0,55% من تداول 357 مليون سهم من تنفيذ 4892 صفقة، وبلغت قيمة التداولات الإلكترونية للمستثمرين اللبنانيين 215 مليون درهم، بنسبة 0,41% من تداول 204,9 مليون سهم من تنفيذ 2040 صفقة.
وحافظ الهنود على صدارة القائمة الآسيوية بتداولات إلكترونية قيمتها 182,1 مليون درهم، بنسبة 0,355 من إجمالي التعاملات الإلكترونية للسوق، وذلك من تداول 176 مليون سهم من تنفيذ 2817 صفقة.
عدد اليوم
