الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات صناعة الكمبيوتر الصينية تركز على السوق المحلية

20 يونيو 2011 15:06
بدأت “كوانتا” أكبر شركة تعاقدية لصناعة الكمبيوتر الدفتري في العالم، في إنتاج أجهزة كمبيوتر من نوع “أيسر”. وتمثل هذه البداية انطلاقة لأكبر عملية تحول في صناعة الكمبيوتر العالمية والخدمات اللوجستية لأكثر من عقد من الزمان. وتحول تركيز أكبر شركات مبيعات الكمبيوتر في العالم والشركات التعاقدية الأخرى التي تخدمها، نحو السوق المحلية، مدفوعة بانتعاش سوق العمل وتكاليف الأراضي بالإضافة إلى نقص العمال في مراكز الصادرات الصناعية الصينية المنتشرة حول شنغهاي وحدود هونج كونج. وشيّد قطاع صناعة الكمبيوتر عدداً من المصانع الجديدة ومراكز التنمية والخدمات اللوجستية في مدن مثل شونج كوينج وشيندو في غرب الصين. واختارت “هيولت باكارد” الأولى في العالم و”أيسر” الثالثة و”أسوستيك” السادسة، أفضل شركات لصناعة الكمبيوترات في العالم، مدينة شونج كوينج لتكون مقراً لها. أما “ديل” الثانية في العالم، و”لينوفو” الرابعة ففضلتا مدينة شيندو عاصمة مقاطعة سيشوان. وقاد هذا النشاط إلى إنعاش شركة “كوانتا” الشريك الأكبر لشركة “أتش بي” والتي تقوم بتوريد العلامات التجارية الكبيرة الأخرى للكمبيوترات الدفترية. كما أنشأت “فوكسكون” التي تعمل على خدمة كل من “أتش بي” و”ديل” و”أبل” و”سوني” و”أسوستيك”، مرافق لها في مدينتي شيندو وشونج كوينج، بالإضافة إلى شركتي “كومبال” و”ويسترون”. ويقول هوانج كيجنانج، أحد المسؤولين الكبار في الحزب الشيوعي في منطقة ليانجيانج التي تضم المصانع الجديدة في شونج كوينج “نحن في طريقنا لأن نصبح أكبر مركز لصناعة الكمبيوترات الدفترية في العالم، حيث من المتوقع أن تبلغ عائدات هذا القطاع نحو 700 مليار يوان بناتج يصل إلى 100 مليون كمبيوتر دفتري في العام المقبل. ويشكل ذلك أكثر من ثلث إنتاج الكمبيوترات الدفترية في العالم”. وتتمتع شيندو بالطموحات نفسها، حيث من المنتظر أن يبلغ إنتاجها بحلول عام 2015 نحو 80 مليون كمبيوتر دفتري، ونحو 150 مليوناً من الكمبيوترات اللوحية والشخصية التي تشكل أكثر من ضعف إنتاج العالم من الكمبيوترات اللوحية في 2012. وانخفضت أسهم “هون هاي” مؤخراً إثر الانفجار الذي وقع في أحد مصانعها في شيندو مما يؤثر على طلب “أبل” حيث تقوم الشركة بتصنيع “آي باد” و “آي فون”. و”هون هاي” هي الشركة التايوانية الرائدة التابعة لمجموعة “فوكسكون للتقنية” أكبر شركة تعاقدية لصناعة الإلكترونيات في العالم. ويُذكر أن الشركة فرغت بالفعل من صناعة ثلث الكمية التي يحتاجها العالم من أجهزة “آي باد” قبل حدوث الانفجار. وذكرت مؤسسة “ريد تيك أدفيسور” الاستشارية أنه من المقرر أن يتراوح إنتاج المصنع في الربع الثاني من العام الحالي بين 1,5 إلى 2 مليون وحدة من “آي باد2”. وسيتم توريد الكميات المتبقية من جهاز “آي باد2” من مدينة شينزين التي تعتبر القاعدة الصناعية الرئيسة للمجموعة في الصين والتي بدأ التخلي عنها تدريجياً. ولم يشهد القطاع مثل هذا التحول منذ تسعينيات القرن الماضي عندما بدأت الشركات الصناعية التايوانية التي تعمل بالتعاقد في تحويل خطوطها الصناعية المكثفة إلى شرق وجنوب الصين مما أكسبها نصيب أكبر من الحصة السوقية لشركات التوريد المستقرة في جنوب شرق آسيا. وتعتبر الفرص مواتية في غرب الصين لاتساع رقعة النمو، حيث قامت “أتش بي” بتصدير أول شحنة لها في العام الماضي من الكمبيوتر الشخصي الذي تمت صناعته في شونج كوين. وبالرغم من أن “أتش بي” أكبر شركة لمبيعات هذه الكمبيوترات في العالم، إلا أنها لا تصنع بنفسها ألا قدر يسير منها. وذكر أوليفر أهرينز مدير “أيسر” في الصين أن الإنتاج في شركتي “كومبال” و”ويسترون”، سيبدأ في شهري يوليو وأغسطس. ومن المتوقع أن يأتي ما بين 50 إلى 60% من صادر الشركة العالمي على المدى البعيد من شونج كوينج. كما من المنتظر أن تحول الشركة التايوانية كل إنتاجها من الكمبيوترات اللوحية إلى الصين بحلول الربع الثالث من العام الجاري. ويقدر عدد العاملين لدى “فوكس كون” الآن بنحو 80,000 عامل في شيندو، العدد الذي من المتوقع أن يبلغ نحو 100,000 بنهاية العام الحالي و300,000 في المستقبل القريب. وذكرت كل من “أتش بي” و”لينوفو” أن تركيز مصانعهما الجديدة سيتحول إلى السوق المحلية، حيث يتم بيع أكثر من 50% من الكمبيوترات الشخصية في الصين في المدن الصغيرة بعيداً عن شنجهاي وبكين. وتقول “أتش بي” في مذكرة لها “إن تحويل المنتج قريباً من المستهلك في غرب ووسط الصين، يقود إلى خدمات لوجستية أفضل، ومن ثم تقليل تكاليف الترحيل. كما يمكن للمستخدمين في هذه المناطق سهولة الحصول على منتجات الشركة”. ويتميز المركز الصناعي الجديد بأهمية عالمية. ولتعويض موقعها المحلي، تم ربط شونج كوينج بخدمات الشحن القارية، حيث تم افتتاح خط خدمة جوي في مايو إلى أنتويرب في بلجيكا ثالث أكبر ميناء لشحن الحاويات في أوروبا بعد روتردام وهامبورج. كما تم تمديد خط السكك الحديدية الذي كان يصل في الماضي إلى موسكو فقط، إلى دويسبيرج في غرب ألمانيا ليكون قريباً من بلجيكا وفرنسا وهولندا. ومن المنتظر أن يقلل هذا الخط زمن الشحن إلى أوروبا التي تعتبر أهم سوق لشركة “أيسر” بنحو الأسبوعين. وتستغرق مدة الشحن من شنجهاي بين 24 إلى 28 يوماً، بينما من المتوقع أن لا تزيد عن 12 إلى 14 يوما من شونج كوينج. نقلاً عن “فاينانشيال تايمز” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©