أقول للوالدين لا تتعجبا إذا صادق أطفالكما الصغار الدمي·· صحيح الدمية جماد لا حس ولا حركة لها·· لكنها لا تعرف الغدر والغش والخيانة والطعن ورسم خطط المكر والكذب، وإخفاق المرء في الحصول على الصديق الوفي الأمين الناصح يرجع إلى الطبيعة البشرية المتغيرة والخطأ في الاختيار ثم سعينا الدائم للحصول على الصديق الوقتي لتحقيق أهدافنا ثم نبحث عن صديق آخر لتحقيق مصالح ومكاسب أخرى وهكذا·
والسبب الآخر ضعف الثقة المتبادلة وانعدامها بين الناس والتعامل بلغة المال والشيكات مقبولة الدفع، أما العلاقات الإنسانية والصداقات لم تعد لها المصداقية والقيمة·
أما المحبة والصدق والصداقة والوفاء والأمانة كلها رموز ودلالات لزمن مضى أو أنها تدرس في الكتب فقط ولا تطبق· نعم في حالة عدم وجود الصديق الوفي فإن الوحدة خير من جليس السوء، يقول 'الرسول صلى الله عليه وسلم ' مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة'·
اذاً حسن اختيار الأصدقاء من الأمور المهمة في حياة الإنسان وخاصة صحبة الأصدقاء الملتزمين دينياً وأخلاقياً ونحن كمسلمين علينا أن نختار الصديق الذي يراعي الله في سلوكه ويتخذ من 'المصطفى صلى الله عليه وسلم' القدوة والأسوة الحسنة والتأكيد على اختيار الصديق بناء على العقل قبل العاطفة وأن يتصف بالوفاء والإخلاص والمحافظة على الأسرار وإذا وجدنا صديقاً مخلصاً فيه عيب بسيط علينا أن نصلح هذا العيب أو أن ننبه إليه، وأحيانا قد يكون العيب أو أن ننبه اليه· وأحياناً قد يكون العيب فينا إن لم نحسن اختيار الصديق· وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم 'المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل'·
وأهم صفات الأصدقاء أن يكون التفاهم بينهم تماماً مع الاحترام المتبادل وتقديم النصيحة والمشورة ، إذا لزم الأمر والعمل على كسب ثقة الصديق حتى يشعر بالراحة النفسية والثقة، وأحد الحكماء، يقول 'الصديق من صدقك'·
العقيد محمد صالح بداه
عدد اليوم
