طهران والعواصم-وكالات الانباء: عرض الاتحاد الاوروبي رسميا على ايران امس استعداده لمساعدتها في مجال انتاج الطاقة النووية المدنية اذا وافقت على وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم· فيما سارع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الى الرد بان بلاده ترفض اي اقتراح اوروبي يطالبها بوقف التخصيب وابلغ سفراء الترويكا (بريطانيا وفرنسا والمانيا) في طهران ان اي مطالبة بوقف التخصيب هي مطالبة غير منطقية وغير مقبولة وسترفض دون شك·
وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا للصحافيين 'نريد ان نبرهن للايرانيين اننا لا نعارض استخدامهم للطاقة النووية لاغراض سلمية ونعتزم عرض برنامج تعاون يشرح لهم بوضوح انهم ان ارادوا بناء مفاعلات لانتاج الكهرباء بالطاقة النووية يمكنهم الافادة من تعاون الاوروبيين واعضاء آخرين في الاسرة الدولية والحصول على التكنولوجيا النووية المدنية الاكثر تطورا في هذا المجال لكن اذا رفضوا العرض فهذا يعني انهم يسعون الى شيء آخر'·
ولم تتسرب سوى معلومات محدودة عن برنامج التعاون الاوروبي بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل وان كانت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك قالت انه يتضمن عناصر التكنولوجيا النووية الحديثة التي لا تنطوي على مخاطر الانتشار النووي وعناصر اقتصادية وسياسية، واضافت 'يقلقنا عدم تعاون الايرانيين مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن نؤكد ان الاوروبيين مصممون على التوصل الى حل دبلوماسي· فيما قالت الوزيرة الفرنسية للشؤون الاوروبية كاترين كولونا 'نمر بمرحلة حساسة في المفاوضات'·
وقلل سولانا من اهمية تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي اكد تمسك طهران بتخصيب اليورانيوم ورفض الاقتراح الاوروبي وقال إن ايران ليست على علم بعد بالاقتراح· ولم يدل بتفاصيل سوى ان الاقتراح سيتضمن مقترحات جريئة وسخية في القطاعين الاقتصادي والنووي وربما الامني مقابل التخلي عن الطموحات النووية· مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي يريد ان يقدم العرض خلال الاسابيع المقبلة بالتزامن مع الموافقة على قرار لمجلس الامن يدعو ايران الى وقف تخصيب اليورانيوم او مواجهة عواقب مثل العقوبات·
وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان اسلبورن 'اعتقد ان ايران ستتحرك··سيدرك الايرانيون ان الاوروبيين شجعان وانهم يعرضون شيئا مهما جدا، انها واحدة من الفرص الاخيرة لحل النزاع من وجهة النظر الدبلوماسية'· فيما ذكر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أن برنامجا أوروبيا جديدا للتجارة والحوافز الفنية الذي يهدف إلى إقناع إيران بوقف برنامجها النووي يمكن أن يكون جاهزا بحلول نهاية الاسبوع·
الى ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس إن على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات سريعة للتعامل مع الازمة الايرانية قبل أن نواجه انتشارا كبيرا للأسلحة النووية، وأضاف إن الجهود الدبلوماسية لحل النزاع المحتدم بين طهران والغرب شجعته إيران، لكنه اشار الى إن الجهود الدبلوماسية المكثفة لحل هذه القضية سلميا والسعي لتسوية عن طريق المفاوضات مشجعة·
وفي المقابل، اعلن المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام أمس ان بلاده مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة لكن فقط اذا جرى على قدم المساواة· وقال إن الشروط لمثل هذا الحوار هي ان يجري في جو خال من الهيمنة وضمن شروط عادلة لا امبريالية، وأضاف 'لكن الولايات المتحدة لا تنوي اجراء محادثات مباشرة مع طهران معتبرة ان الامم المتحدة هي افضل منبر لاجرائها'· في وقت كررت الولايات المتحدة موقفها المتمثل فى ان الامم المتحدة هي افضل سبيل للخروج من أزمة الملف النووي، وقال مستشار البيت الابيض لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي 'لقد عرض الاوروبيون اقتراحاتهم على ايران قبل حوالى عام ونصف واشرنا الى اننا سنوفر كافة التسهيلات المطلوبة حيث يمكن للمجتمع الدولي والولايات المتحدة ان يوضح للايرانيين ما يتعين عليهم فعله'، واكد ان الولايات المتحدة لا تنوي اقامة محادثات مباشرة مع طهران وتعتبر ان الامم المتحدة هي افضل مكان تتم فيه هذه المحادثات، وقال ان عددا من البلدان اطلقت محادثات مع ايران ونحن نؤيد مبدأ المحادثات·
وأكد هادلي ضرورة استصدار قرار في مجلس الامن ضمن الفصل السابع يشير بوضوح لايران بما عليها ان تقوم به لطمأنة المجموعة الدولية الى انها تخلت عن طموحاتها في مجال التسلح'، واضاف 'سننظر في عقوبات محتملة يمكن ان تتقرر في حال لم تقم ايران بالخيار الصائب'، واستطر قائلا 'سننظر ايضا في الفوائد التي يمكن ان نقدمها في حال اتخذت ايران القرار الصحيح··هناك العديد من الفرص بالنسبة لايران للقيام بالخيار الصحيح وهو تلبية مطالب المجموعة الدولية وتقديم ضمانات بانهم لا يطورون قنبلة نووية وذلك عبر التخلي عن عملية التخصيب'·
وقال دبلوماسيون غربيون إن ايران ليست مؤهلة للتمتع بهذه الحقوق الا اذا استطاعت إثبات أن أغراضها سلمية بحتة، وأضافوا إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة محمد البرادعي ابلغ قادة الغرب بشكل غير رسمي بانه قد يكون عليهم قبول برنامج ايراني للتخصيب على نطاق محدود تحت إشراف الوكالة لانها مسألة كرامة وطنية بالنسبة لايران والإصرار على الغاء اي تخصيب ليس من شأنه سوى ان يؤدي إلى تعزيز موقف المحافظين الايرانيين الذين يعارضون التوصل لاي حل وسط·
عدد اليوم
