الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خياطة الملابس مهنة الصبر المحترمة

خياطة الملابس مهنة الصبر المحترمة
20 يونيو 2011 19:51
خياطة الملابس واحدة من المهن ذات الصيت الطيب والمحترم في كافة المجتمعات، فهذه المهنة برغم بساطتها تحتاج لمهارات عالية وصبر ودقة، وتلعب الخبرة فيها دورا كبيرا في جذب الزبائن. عن مهنة الخياطة وشجونها ومتطلباتها يتحدث إلينا الخياط الباكستاني محمد حفيظ الذي يعمل في أحد أكبر محلات الخياطة في مدينة العين. تعلم حفيظ اللغة العربية بشكل جيد، نتيجة مخالطته للزبائن العرب على مدي 14 عاما قضاها كخياط رجالي، يقول حفيظ: عملت في بلدي كخياط رجالي أربع سنوات، ثم أتيت لمدينة العين، وتدرجت في المهنة وصار لدي من الخبرة ما أهلني على التعامل المباشر مع الزبائن وترك ماكينة الخياطة. اختلاف التصاميم يتابع شارحا مهمته :” أستقبل الزبائن وآخذ مقاساتهم وأسجلها وأتعرف إلى التصميم أو الموديل الذي يريدونه ونوعية القماش ولونه وأتفق معهم على السعر الذي يرتبط غالبا بنوعية القماش، ومن ثم أقوم بقص القماش وفق المقاسات التي أخذتها مستخدما المتر والمسطرة والمقص ليأتي دور الخياط الجالس خلف الماكينة بعد ذلك لخياطته ووضع التطريز المطلوب على حوافه وصدره وتركيب الأزرار أوالسحاب أو الكبسات وتعليق “الطربوشة” على الصدر وذلك وفق الموديل المطلوب من قبل الزبون وهذا كله في حال أن الزبون جديد يريد التفصيل لأول مرة أويحضر أحيانا كندورة له قديمة لنأخذ المقاسات منها، أما إذا كان زبونا قديما اعتاد على تفصيل كناديره لدينا فتكون مقاساته مسجلة على الدفتر ونعود إليها مباشرة ويبقى إليه اختيار الأمور الأخرى من قصة أو موديل ونوعية قماش ولون “ يوضح الخياط محمد أنواع الكنادير التي تخاط في محله المنقسم إلى قسمين أحدهما خاص بالأقمشة واستقبال الزبائن وهو الطابق العلوي المطل على الشارع والآخر وهو الطابق الأرضي الذي يعمل فيه الخياطون على قدم وساق في خياطة الطلبيات :” يعتقد الأغلبية أن الكنادير ثوب واحد يتشابه، لكن الحقيقة أن هذا الثوب الاماراتي المميز يختلف من موديل لآخر، والاختلاف يكون بسيطا وفي تفاصيل بسيطة كالتطريز أو “ الطربوشة”، المنسدل من الياقة وحتى منتصف الصدر على شكل خيوط متشرشبة وبشكل الياقة التي تختلف من موديل لآخر والجيوب كذلك خصوصا تلك الموجودة على الصدر، وبقصة الكندورة ومدى اتساعها من تحت الجذع ومن الأنواع التي نفصلها الكندورة العربية أو الإماراتية والكندورة الحجازية والكويتية والبحرينية والقطرية والعمانية التي تجد جميعها إقبالا من الجميع، خاصة أن العرب جميعا يعشقون تمسك الإماراتيين بتراثهم الغني وعاداتهم الجميلة، وتجدهم بعد فترة يحذون حذوهم ويرتدون الكنادير الإماراتية، خاصة في الأعياد وأيام الجمع “ طلب كبير يعج محل الخياط محمد بآلاف الرولات من مختلف أنواع الأقمشة المتفاوتة بدرجاتها اللونية وبسماكتها حيث يحرص عبر إدارته للمحل على شراء كميات كبيرة من الأقمشة نظرا للطلب المتزايد على الكنادير في جميع فصول السنة، خصوصا في موسم الأعياد والمناسبات التي يأتي الواحد منهم حينذاك لتفصيل 20 كندورة دفعة واحدة فيفصل له محمد أول كندورة ويدعوه لقياسها فإن أعجبته وكانت مقاساتها مضبوطة يتابع ذلك مع الكنادير الأخرى ولو احتاجت أي تعديل يعدلها ومن ثم ينسخ عنها الموديل والمقاس أو المقاس فقط مع تغيير الموديل وفقا لطلب الزبون. اختلاف الأقمشة وفي سياق الحديث عن الأقمشة يبين محمد أن أقمشة الصيف تختلف عن أقمشة الشتاء ففي الصيف تكون خفيفة جدا لتشعر من يلبسها بالبرودة مثل قماش نور النور وعفاف وسلامة والريم وغيرها أما الأقمشة الشتوية فهي سميكة مصوفة ومنها ما هو كشميري وهندي وإنجليزي ولكل سعره، أما الألوان فلا يوجد فرق كبير في الألوان بين الصيف والشتاء لأن الألوان التي يحبها الزبائن وأغلبهم إماراتيون فهي الأبيض الذي هو سيد الألوان ودرجات الأصفر والأزرق والرصاصي والبيج والأفوايت والبني أما الأسود فهو من الألوان غير الدارجة نهائيا. مشاكل الأقمشة الجديدة الخبرة الطويلة أفادت محمد في تمييز أنواع الكنادير عن بعضها ومعرفة ما يريده الزبون بالضبط وتمييز القماش صاحب الجودة العالية من غيره فيتجنب بذلك إحراجات مع الزبائن الذين يأتون لرد ما اشتروه إذا ما اكتشفوا سوء نوعية قماشه وخياطته بعد الغسيل، ويؤكد أن أغلب الخياطين يغبنوا عند شراء القماش من الموردين الذين يصفونه بأنه ذو جودة عالية وبعد شرائه وتفصيله للزبائن يتبين عكس ذلك مما يوقع الخياط بمشاكل مع الزبون لكن محمد تجاوز هذه المرحلة منذ زمن لأنه يستطيع أن يحكم على جودة القماش ونوعيته بمجرد مسكه بيده واختباره بحاسته السادسة أو بحاسة التجربة والخبرة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©