الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنانيون يقبلون على تربية الثعابين بعد قلع أنيابها السامة

لبنانيون يقبلون على تربية الثعابين بعد قلع أنيابها السامة
20 يونيو 2011 19:52
تجذب الاستعراضات التي يقوم بها محترفون بتربية الثعابين، العديد من المتفرجين لاسيما الأطفال منهم، الذين يحبون متابعة هذه الاستعراضات بشغف وعناية. وفي لبنان أخذت تربية الثعابين بالانتشار تدريجياً، بعدما أصبحت هذه الهواية محببة ولها جمهورها ومريديها. ولا عجب فإن تربية الحيوانات والطيور بدأت مع الحمام والعصافير والسلاحف، لتستمر مع الكائنات الغريبة والخطرة، مثل التماسيح الصغيرة والذئاب والثعالب والفهود والأسود. المشهد يثير القلق والخوف والهلع. أنفاس المتفرجين تتابع بلهفة وصلة من “السيرك” الشعبي، يقوم ببطولتها أحد مدربي الأفاعي والثعابين، وهو “يدلل” إحداها بحب وحنان، فيمتع الجمهور باللعب معها، في لقطات عديدة، لاسيما عندما تعمد إلى الالتفاف حول رقبة المدرب أو خصره، لفات خانقة يكاد فيها يعتصر من كثرة الشدّ، وسط صيحات الحضور الذين تظهر عليهم علامات الرجفة لرؤيتهم تلك الحيوانات ولو عن بعد. هواية غريبة “الفكرة جاءت “بنت ساعتها”، لكنها بدت “مجنونة” وقتها، لتتحول بعدها إلى هواية أثارت استغراب ودهشة الأهل والأصدقاء”. هذا ما يقوله محمد صاغية عن هواية تربية واقتناء الثعابين. ويضيف “بدأ الأمر، عندما اشتريت ثعباناً صغيراً أعجبني شكله في أحد الأقفاص بمحل يبيع جميع أنواع الطيور والحيوانات الأليفة وغيرها، وكان طوله لا يتجاوز المتر الواحد، وجذبني لونه وحركات سيره، فشعرت برغبة في اقتنائه، وبعدما تلقيت من صاحب المحل، إرشادات أولية عن كيفية تربيته وتدريبه، والمعاملة اللازمة للتكيف في حياته الجديدة، بعيداً عن التربة والعشب الأخضر، والأنفاق الصغيرة في الأرض”. ويتابع “بعد فترة من الزمن، بعد أن توطدت العلاقة نوعاً ما معه حيث كنت أخرجه من القفص، ليسرح ويمرح داخل غرف المنزل بحرية وآمان، وطبعاً بعد أن قمت بخلع نابيها الأماميين، لإزالة خطر السم منهما”. ويضيف صاغية “هذه الهواية ليست عادية أو بسيطة كما يتصورها البعض، لأنه مجرد أن تقتني كمية من الثعابين وتتولى تربيتها والاعتناء بها، فإن من حولك سينظرون إليك، وكأن بك مساً من الجنون، لاسيما أنه عليك مسؤولية كبيرة، ففي بعض الأحيان قد تضطر إلى إهداء أحدهم هدية قيمة هي عبارة عن ثعبان نادر الوجود في النسب والنوع، ولا بد أن يكون أليفاً لا يؤذي صاحبه، وأسس تربيته يجب أن تكون صحيحة وسليمة، لأن أي تبدّل في العلاقة والمزاج، ستجر إلى مشاكل وأذى نحن بغنى عنهما، خصوصاً في حال استعمل العنف مع الثعبان، عندئذ يتحول الثعبان إلى ثعبان شرس ويحاول القيام بالالتفاف حول جسد الإنسان من الخصر تعبيراً عن ضيقه ونفوره وتذمره”. عن الطعام الذي يفضله الثعبان، يشير صاغية إلى أن الطعام يتنوع حسب كبر وحجم الثعابين، ولا بأس من اللحم “المفروم” قطع صغيرة والبيض، وأحياناً يصطاد في الحديقة فئرانا صغيرة يستمتع بالتهامها وتعتبر من الأكلات الشهية لديه. بيئات متنوعة هواية وتربية الثعابين تظهر أهميتها في الاستعراضات التي تقام داخل “السيرك”، وفي حدائق الحيوانات المنتشرة في بعض المناطق اللبنانية، والتي تعتبر مقصداً للأطفال ومتعة في التفرج عليهم داخل الأقفاص وهم يتلوون على بعضهم، أو يثنون أجسادهم على شكل تابلوهات استعراضية ورياضية. وتجذب الاستعراضات هذه والتي يقوم بها اختصاصيون ومحترفون بتربية الثعابين أعدادا كبيرة من المتفرجين والزوار، ولا بد للخوف أن ينتاب الأطفال، وهم يتابعون رقصاتهم وتنقلاتهم، خصوصاً حين يخرج الثعبان من يدي صاحبه ومدربه أو حين يلتف على عنق وخصر المدرب، حيث لا شجاعة لدى المتفرجين على متابعة المشاهد، وأساس الرعب حكايات تروى عن علاقته بالبشر والإنسان، والعدوانية لدى الأصناف الشرسة. عن الثعابين وأسرار حياتها، يقول حسان الخليل، أحد أصحاب محال بيع الطيور والحيوانات الأليفة، إن هذه النوعية تعيش في السهول والوديان والجبال وداخل الكهوف والمغاور وفي بعض الأنفاق، وتستطيع الحياة في بيئات مختلفة ومتنوعة. وهناك أيضاً ثعابين بحرية تنتشر في الخليج العربي والمحيط الهندي والهادي وفي أستراليا واليابان وفي المناطق الاستوائية والدافئة، وتتجاوز أنواعها الـ 60 صنفاً، من أشهرها ثعبان البحر وهو أصفر البطن ويعتبر الأكثر انتشاراً. وتفضل الثعابين الحياة في المياه البحرية الضحلة، وعند مصبات الأنهار وبين الشلالات، وتتكاثر في وسط البحار، ونادراً ما تزحف إلى الشاطئ، وتتغذى على الأسماك وبيضها، وتستعمل “السم” لدى اصطياد فرائسها عندما تسري فيها مادة التخدير، وهذه الفئة تشبه الثعابين الأرضية، إن كان ذلك من ناحية الجسم أو الغدد أو الفقرات. تصنيف الأفاعي عن ثقافته الواسعة والمعلومات التي يملكها عن حياة الثعابين وأسرارها، يقول الخليل إنه اكتسبها من الكتب والمراجع ومن الحلقات التي تعرض في التلفاز عن طريقة عيشها. ويضيف أن هذا العالم كبير جداً، وبحاجة إلى مجلدات ضخمة لكي نفهم نمطه ومزاجيته. إضافة إلى الثعابين البحرية هناك الأصناف الأخرى التي تعيش في المياه العذبة، ومعظمها ينتشر في أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا وشرق آسيا، وتتغذى على الأسماك البرمائية الصغيرة وديدان الأرض والضفادع، ويتميز البعض منها بامتلاكه أنيابا خلفية لا تشكل خطراً على الإنسان ويهمها درجة الحرارة في حياتها التي تكسبها النشاط ليلاً. وظهرت تربية الثعابين كهواية منذ عشرات السنين، وبدأت الانتشار تدريجياً في معظم أنحاء العالم، فتحولت الهواية إلى شبه احتراف لدى الكثيرين، الذين انصرفوا إلى متعة تربية الثعابين، بالرغم من الأخطار المحدقة بها، وأيضاً لحاجتها إلى معرفة ودراسة وصبر، في كيفية متابعة كل ما يتعلق بها، لناحية المستلزمات الضرورية والغذاء والأقفاص والديكور والحرارة والفرش والرطوبة والإضاءة، والمتابعة والإشراف ضمن تقنية علمية حديثة. ويتفق مختصون في تصنيف الثعابين على أن الأنواع البحرية تقريباً كلها سامة وخطرة، وسمومها فعّالة وقوية، إذا ما تمت مقارنتها بالأنواع البرية. والأصناف الأولى (البحرية) تفرغ سمومها في أجسام فرائسها بسهولة، بواسطة الأنياب الأمامية الموجودة في الفك العلوي، ونسبة الوفيات من جراء لدغاتها للإنسان وحالات الوفاة القائمة تبلغ العشرة في المائة، بينما لدغات الثعابين البرية وحالات الوفاة التي تبلغ الـ 22 بالمائة، وهذا يعود إلى الاحتكاكات معها في البرية والأحراش ورياضة المشي في الجبال والوديان والصيد. صيد الأفاعي تربية الثعابين شقت طريقها إلى العلن منذ مئات السنين بل الآلاف، وهذه الهواية توارثها الآباء عن الأجداد في كثير من الدول، وانتشرت في الأسواق الشعبية والمهرجانات وفي ألعاب “السيرك”، حيث كان أهل الاختصاص يقدمون استعراضاتهم أمام جمهور كبير من المشاهدين والمتفرجين. ويقول صائد الأفاعي محمد أبو بلال إنه كان يبحث عن الثعابين في الجبال والأودية والمغاور، وكان يشعر بوجودها من خلال حالات معينة اكتسبها من عادات وطرق عيشها”. ويضيف “عند عثوري على البعض منها، لاسيما النوع الضخم، كنت أؤمن لها كل وسائل الراحة والرفاهية من مأكل ومشرب وغذاء دائم، حتى أعطيها الطمأنينة عبر الاعتناء الكلي وتوفير الظروف المناخية والبيئية المشابهة لنشأتها في الأدغال والبراري. وفي بعض الأحيان علمت بعض الثعابين على سماع الموسيقى الهادئة”. ويضيف “هذه الهواية أصبحت عندي مهنة أعتاش منها، وقد اكتسبت خبرة جيدة ومعقولة من خلالها، فأنا أصطاد العديد منها حتى وهي داخل الجحور، فأقوم بتربية الأنواع النادرة، والأصناف الباقية أبيعها في معظم الأحيان لبعض المحال التي تتعاطى بيع الطيور والحيوانات الأليفة، وأكثرية الثعابين تباع لخارج لبنان”. عن أنواع الثعابين، يجيب أبو بلال “هناك نوعان السام وغير السام، وأيضاً هناك ثعابين تتميز بأنياب أمامية متحركة وأخرى بأنياب ثابتة وأخرى بأنياب خلفية، أما لناحية تصنيف أنواعها، فنرى ثعابين المستنقعات والبحار والمحيطات، والثعابين الصحراوية وثعابين الأشجار والصخور”. وحول وجبات التغذية ومتطلباتها، يقول “من الضروري تغذية الثعابين على الأشياء التي تحبها، مثل الحلزون والبيض والطيور والحيوانات الصغيرة وغيرها، لأن البعض منها يتأثر عندما يتغذى على غير ما اعتاد عليه”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©