الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأثاث الصيني يهدد مهنة التنجيد في المغرب بالاندثار

الأثاث الصيني يهدد مهنة التنجيد في المغرب بالاندثار
20 يونيو 2011 19:52
يعاني عمال تنجيد المفروشات من تراجع حرفتهم وغزو المنتجات الصينية حتى أن بعضهم ترك حرفته، وتحول إلى وسيط لبيع الأثاث الجاهز والمنتجات الصينية، بعد أن باتت ورشهم شبه مهجورة، ويتجمع العشرات منهم في أشهر مناطق صناعة وتجارة الأثاث حيث تشكل محالهم والورش الملاصقة لبعضها، سوقا خاصة يرتادها بعض الزبائن الباحثين عن عمال وحرفيين متخصصين في تنجيد الأثاث. تمسك بالحرفة رغم أن حركة البيع والشراء ضعيفة في هذه المعارض إلا أن الحرفيين يتمسكون بهذه المهنة، ويفتحون محالهم صباح كل يوم في انتظار الزبائن، في هذا السياق، يقول منجد الأثاث إبراهيم نهري إن أغلب الحرفيين والعمال المهرة في مجال تنجيد الأثاث تحولوا إلى باعة للأثاث الصيني، ومن لم يجد رأس مال اللازم اكتفى بدور الوسيط أو ناقل وحامل للأثاث. ويعزو نهري تدهور حرفته إلى غزو الأثاث الصيني، وارتفاع أسعار المواد الخام، مؤكدا أن ذلك أثر على جميع الحرف والصناعات المرتبطة بصناعة الأثاث، كالنجارة والخياطة وتجارة الخشب والقماش. ويشير إلى أن الأثاث الشعبي التقليدي لا يزال يؤمن للحرفيين القليل من الدخل، لكنه يعاني من منافسة شرسة بسبب إغراق الأسواق بالأثاث الصيني رغم الفرق الشاسع بينهما. وفي الجهة الثانية من سوق صناعة المفروشات يقف بعض العمال خلف قطعة أثاث قديمة تعلوها أكوام من التراب، بينما تبدو بعض المحال مغلقة داخل هذه السوق التي كانت أصوات الحرفيين وأدواتهم من مطرقة ومنشار وقوس لا تفارقها وارتبطت في أذهان الناس بالمناسبات السعيدة كشراء جهاز العروس أو تجديد أثاث البيت. وتتطلب مهنة التنجيد مجهودا عضليا كبيرا ووقتا طويلا وهي مرتبطة أكثر من غيرها من الحرف بالعمال المهرة الذين احترفوا هذه الصنعة وتميزوا فيها، ويعتمد التنجيد على القطن الطبيعي أو الاصطناعي كحشوة للفراش، وتتباين طريقة العمل حسب جودة القطن والمواد الأولية التي تساعد على إطلاق العنان لإضافات الصانع، كما يعتمد بعض العمال على الإسفنج في عملية التنجيد، لتحقيق المعادلة الصعبة وهي الجمال والراحة والاتزان وهي المعايير التي يبحث عنها الزبائن في اختيارهم للأثاث. براعة الصانع يقول هشام شيبوب، صاحب محل تنجيد وتصليح الأثاث، إن نجاح عملية تنجيد الأثاث يرجع إلى حرفية الصانع وبراعته، فبعد أن يحدد القياسات ونمط التنجيد الملائم للموديل الذي ينوي تركيبه يقوم شيبوب بتركيب الدعائم وتثبيت الحشوات والبطانات، ثم يقص ويخيط أغطية التنجيد ويثبت المكملات والاكسسوارات النهائية. وبالنسبة لعملية تصليح الأثاث وتجديده، يقول شيبوب “بعد أن نحدد الإصلاحات المطلوبة، ونتفق مع الزبون على نوعية وكميات المواد اللازمة، نقوم بفك ونزع الفرش والأغطية القديمة ونستبدل القطن إذا لزم الأمر أو نقوم بتنجيده وإعادته مع إضافة قطع إسفنجية جديدة لتثبيت القطن، ثم نأخذ القياسات إذا أراد الزبون استبدال الثوب فقط دون الحشوة، وبعد تثبيت الدعامات ندف القطن بعناية داخل الفراش ونثبت الإسفنج ونضرب الحشوة ونمددها باليد، ثم نخيط الثوب”. مشواره وعن مشواره في هذه الحرفية، يقول شيبوب إنه كان يعمل تحت إشراف منجد أثاث معروف، وكان عمله الأساسي في بداية احترافه لهذه المهنة هو أن يقوم بنزع التنجيد القديم عن مقاعد الأثاث، وفك دعائم التنجيد، وبعد فترة أصبح يشارك في تركيب وتثبيت الحشوات وخياطة الأغطية، ثم أصبح يقوم مقام “المعلم” في تركيب وتثبيت القطن ودعائمه بكل سهولة ويسر. وعن أدوات المنجد يقول “تختلف حسب طبيعة العمل هل هو تركيب أثاث جديد أم تنجيد وإصلاح القديم كما أنها تختلف إذا كان الحرفي يعمل في مجموعة أم أنه يعمل منفردا، وأهم هذه الأدوات هي القوس والمطرقة والعصا والإبر بأحجام مختلفة”. عن تأثير هذه المهنة على صحته، يقول صاحب محل تنجيد وتصليح الأثاث، هشام شيبوب “مهنة التنجيد مهنة يدوية خالصة، تتطلب مجهودا كبيرا والتعامل مع مواد مختلفة مثل القطن والإسفنج والمواد الكيميائية اللاصقة، والتي تصيب الشخص بالأمراض الصدرية جراء التعرض لغبار القطن وكثرة الشوائب والأتربة فيه، كما تسبب جلسة المنجد أثناء عملية الندف التي تستغرق وقتاً طويلاً آلاما في الظهر”. قياس الإتقان يشير هشام شيبوب إلى أن براعة المنجد تقاس بدرجة إتقان العمل والسرعة في إنجازه بحيث يكون شغل اللحاف والفرش متزن ومريح والغرز متقاربة ومخفية، وكلما كانت المقاسات ونوعية الأقمشة والألوان متناسقة كان ذلك دليلا على براعة الحرفي، كما أن تزيين الاكسسوارات مثل المخدات والمساند وتفكيك الكتل المتلبدة في القطن وفصلها عن الشوائب دليل على إتقان العامل لحرفة تنجيد الأثاث.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©