الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن.. أزمة «الجمهوريين» مع «المحافظين»

8 أكتوبر 2017 22:12
من السهل إلقاء اللوم على الرئيس الأميركي والزعم بأنه السبب في الفوضى التي تتصف بها الأجندة التشريعية لـ «الجمهوريين»، لكن ترامب ليس السبب في أزمة «الجمهوريين» الحالية، لكنه أشبه بأثر جانبي. وبدأ بعض الأعضاء البارزين في فهم الرسالة. وتفيد بعض التقارير التي أعدها «ماكاي كوبينز» من مجلة «ذي أتلانتك» بأن نشطاء الحملة «الجمهورية» يشعرون بالحيرة – والانزعاج – من حقيقة أن ترامب لم يجفف المستنقع (يقضي على كل وأي أثر للفساد السياسي في واشنطن). وينقل «كوبينز» عن أحد الاستراتيجيين «الجمهوريين» قلقه من أن لا أحد يمكنه التنبؤ كيف سيظهر الغضب المستعر في الدائرة المحافظة نفسه خلال انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها العام المقبل - ولكن من غير المرجح أنه سينحسر قريباً. وقال لي يجب أن نكون صادقين حيال حقيقة أن هناك بعض الأشخاص الأقوياء داخل الحزب «الجمهوري»، والذين ليس لديهم أي اهتمام بالحكم. إنهم يركزون على قطع رأس قيادة الحزب، وليس لديهم أي اهتمام بزيادة قاعدة الحزب لتصبح أغلبية دائمة. وقال إن الخلل الناجم سيزيد فقط من غضب الناخبين. وهذا صحيح، لكنه ليس جديداً، ولم يكن جديداً عندما كان نشطاء «حزب الشاي» يحتشدون ضد الرئيس باراك أوباما، وأيضاً ضد زعماء التيار السائد لـ«الجمهوريين». إن مسألة القضاء على قيادة الحزب تعود إلى 5 أكتوبر 1990، عندما أدت ثورة ضد الرئيس بوش الأول والقادة «الجمهوريين» في الكونجرس إلى الهزيمة الأولية لاتفاق الموازنة والصعود اللاحق لـ«الجمهوري» السابق «نيوت جينجريتش» الذي أصبح فيما بعد رئيساً لمجلس النواب. وكان «جينجريتش»، بطبيعة الحال، نفسه ضحية لقطع الرأس، كما كان الحال مع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ «ترينت لوت» (جمهوري - ميسيسيبي)، بعد بضع سنوات، ورئيس مجلس النواب «جون بوينر» (جمهوري - أوهايو)، مؤخراً. والسمة المميزة لهذا الخلل هو وجود حزب سياسي نادراً ما يكون مهتماً، وغير قادر على نحو متزايد، بصياغة وسن سياسة عامة – أو ما يمكن وصفه بالحزب «الجمهوري» ما بعد السياسة. ومن السهل رؤية النتائج المترتبة على ذلك في الرعاية الصحية، خاصة مع حماس «الجمهوريين» لإيجاد شعار للعمل عليه (الإلغاء والاستبدال) بدلاً من طرح مقترحات لما يجب عمله بشأن الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. ولكن من الممكن أيضاً رؤية النتائج في جميع المجالات. فكروا، على سبيل المثال، في مسألة الرئيس القادم لبنك الاحتياطي الفيدرالي. «الديمقراطيون» لديهم آراء قوية بشأن الدور الذي يجب أن يقوم به الاحتياطي الفيدرالي. وبعض المتخصصين «الجمهوريين» وجماعات الضغط «الجمهورية» لديهم آراء قوية. ولكن معظم السياسيين «الجمهوريين» ليسوا منخرطين بما يكفي لإبداء الرأي. وفي الواقع، فإن العديد من المرشحين الرئاسيين «الجمهوريين» في الآونة الأخيرة كانوا إما من النوع الذي يرى أنه يجب أن يترشح لأنه مناسب بطبعه لأداء هذا العمل، وليس بحاجة لأي تفاصيل تتعلق بالسياسة مثل جورج بوش الأب وجون ماكين وميت رومني، أو من هؤلاء الذين يسخرون من الخبرة، مثل جورج دبليو بوش ودونالد ترامب. وإلى حد ما، كان ترامب على الأقل أكثر توجهاً نحو السياسة من رومني وماكين، إلا أن تصريحاته السياسية (مثل بناء الجدار وأخذ النفط) كانت هراء. ويبدو أن «الجمهوريين» في الكونجرس يحتاجون فقط إلى شخص ما للتوقيع على مشاريع القوانين التي يصيغونها ويمررونها بسهولة. وعندما يكون للجماعات المتحالفة مع «الجمهوريين» مطالب سياسية معينة، في مجالات مثل الأسلحة أو الإجهاض، فإن الحزب عموماً يفشل بطريقة مختلفة. أما الحزب الأكثر قدرة (مثل الجمهوريين في ثمانينات القرن الماضي) فإنه سيعمل مع الجمعية الوطنية للبنادق ومع المحافظين المسيحيين، لإيجاد وسائل لإدراج بعض النقاط المفضلة لهذه الجماعات في أجندة الحزب، بينما يرفض النقاط التي تكون ضارة من الناحية الانتخابية أو الموضوعية. وهذا عمل شاق، رغم ذلك. فهو يتطلب فهم القضايا نفسها وكيف الاستمرار فيها ضد تفضيلات سياسة الحزب الآخر. وهو أيضاً يحتاج إلى مفاوضات حقيقية ومؤلمة، والتي تجبر الجماعات المتحالفة مع الحزب على الاختيار من بين هذه الأمور المفضلة قبل المضي قدماً معاً. ومن الأسهل – على الأقل في البداية – قبول أي شيء تريده هذه الجماعات. ولكن النتيجة هي أن يكون الحزب لا يحظى بشعبية كبيرة أو لديه التزامات متضاربة في الداخل. وبعبارة أخرى، فإن هذا يجعل الحكم أصعب بكثير. ومشكلة الحزب «الجمهوري» ليست أنه «محافظ» أكثر من اللازم. ولكن المشكلة أنه توقف عن إيجاد حلول سياسية «محافظة» وكافية للمشاكل التي يتعرض لها الحزب. * كاتب في بلومبيرج فيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©