الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصدفية» خلل مناعي غير معدٍ يصيب الجلد

«الصدفية» خلل مناعي غير معدٍ يصيب الجلد
20 يونيو 2011 19:54
يشكو أكثر من 90 مليون إنسان حول العالم من الإصابة بمرض الصدفية، وتصيب حوالي 2 إلى 4% من الناس، وهو مرض يغير طبيعة الجلد ويحوله إلى قشور أشبه بالقشور السميكة الجافة. وكثير من المرضى يلتبس عندهم الأعراض مع الإصابات الجلدية الأخرى. وعادة ما تسبب أعراض الصدفية آلاماً مزعجة، ناهيك عن الحرج الشديد الذي يتعرضون له في حياتهم العامة من خشية الآخرين حولهم من انتقال العدوى لهم. ما حقيقة المرض؟ وما هي أسبابه؟ وأعراضه؟ وما هي الآفاق العلاجية الجديدة التي يعلق المرضى آمالهم عليها؟. الدكتور شريف صقر - أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية، يجيب على هذه التساؤلات، ويقول:” الصدفية مرض جلدي مزمن يظهر نمطياً في شكل بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي، ولها أحجام مختلفة وتظهر غالباً على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأسفل الظهر والكاحل وعلى أظافر اليدين والقدمين والصدر والبطن وظهر الذراعين والساقين وراحتي اليدين وأخمص القدمين، كما تظهر أيضاً حول المنطقة التناسلية، وتحت الصدر، وتميل إلى أن تكون أقل قشرة ولها سطح مصقول. وقلما تؤثر الصدفية على الوجه. ولا تنتج عن الحساسية أو العدوى أو الطعام أو الضغط العصبي أو غير ذلك، والأرجح أن تكون نتيجة خلل في جهاز المناعة يؤدي إلى مهاجمة الجسم، كما أنها ليست معدية. وهي لا تسبب ندوب ونادرًا ما تسبب سقوط الشعر. وهي تؤدي إلى حفر وتغير لون في الجلد، وأحياناً تسبب تشقق الأظافر”. وتظهر الأعراض عادة على المراهقين والشباب وتستمر طوال الحياة، وتزيد أو تقل درجتها دون سبب واضح ولا تترك ندوباً كما أشرنا. والصدفية ليس لها أسباب محددة حتى الآن، ورغم أنها تحدث بين أفراد العائلة الواحدة، إلا أنها ليست وراثية. وقد لوحظ أنها تصاحب أمراض المفاصل شبه الروماتزمية أحياناً، رغم عدم تبين العلاقة بينهما حتى الآن. وقد تحدث الصدفية بصورة حادة ولكن أغلب حالاتها مزمنة. وفي الحالات العنيفة تؤدي لقشور وشقوق وقشرة متورمة على راحتي اليد والقدمين، ويمكن أن يظهر الطفح أيضاً على الأعضاء التناسلية مع تساقط القشرة المتينة للجلد، وأحياناً وفي حالات نادرة يحدث التهاب المفاصل الكبرى والعمود الفقري. كما أنها توجد في البيض أكثر من السود”. تأثير أشعة الشمس يكمل الدكتور صقر:” الصدفية تحدث خللاً في نمو واستبدال الجلد. فالجسم يستبدل طبيعياً خلايا الجلد كل 48ساعة لكن الصدفية تزيد من سرعة هذه العملية بمعدل 5 إلى 10مرات مما يؤدي إلى حدوث القشور على الجلد. وأشعة الشمس تساعد على التخلص من بقع الصدفية وإذا لم يتمكن الشخص من تعريض نفسه لأشعة الشمس فيمكن تعريض المناطق المصابة إلى الأشعة فوق البنفسجية، كما أن الأجواء الدافئة والرطبة تفيد كثيراً في تحسين حالة المصاب والجو الجاف يزيد من شدة الصدفية”. العلاج يقول الدكتور صقر:” لا يوجد علاج شاف للصدفية بنسبة مائة في المائة حتى الآن، لكن توجد أدوية تحد منها وتهدئها، وفي بعض الحالات يتم الشفاء في حدود ضيقة، وعلاجها موضعي بالمراهم والدهانات، والآخر ضوئي باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، وهناك العلاج الكيماوي عن طريق الحقن أو الفم، والعلاج البيولوجي بعقار”اميفايف”. ويضيف الدكتور صقر:” هناك اتجاه طبي يؤكد فاعلية العلاج بالغذاء، وما من شك في أن الغذاء له علاقة بمضاعفات المرض، فبعض الفيتامينات والمعادن قد يكون لها تأثير سلبي على مريض الصدف أو الصدفية عندما يتم تناولها بشكل عشوائي أو بكميات كبيرة. مثلا حبوب الفيتامين C وحبوب الحديد سيكون لها تأثير سلبي على مرضى الصدفية، وتسبب في زيادة انتشاره في جسم المريض. ومن الطبيعي أن يكون الإنسان مشككا في علاج طبيعي رخيص وسهل للصدفية. لكن لا يمكن أن ننكر هذا التأثير. كما أن هناك بعض الأدوية التي تسبب زيادة في الصدفية كبعض أدوية (ضغط الدم والذبحة الصدرية - التهاب المفاصل - الآلام العامة مثل التهاب وألم الأسنان) وبعض الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب أو الهوس، كذلك بعض علاجات الملاريا وبعض الأمراض الجلدية الأخرى مثل الحزاز وحساسية الشمس، لذلك ينصح المريض باتباع الوصفات العلاجية من قبل الطبيب المعالج فقط، دون الاعتماد على الاجتهاد، أو الوصفات الشعبية الشائعة، فما يناسب حالة قد لا يتناسب مع حالة أخرى بكل تأكيد”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©