مكاسب هامشية تلون أسهم دبي بالأخضر

دبي - عاطف فتحي:
فشلت سوق الأسهم المحلية في التقاط إشارات إيجابية من إقرار التعديلات على القواعد المنظمة لإعادة شراء الشركات المساهمة العامة لأسهمها، وشهدت غالبية الأسهم المتداولة انخفاضا سعريا متباينا فيما استمرت معاملات سوق دبي المالي ضمن المنطقة الحمراء خلال أغلب فترات التداول أمس قبل أن تتسلل على استحياء إلى المنطقة الخضراء مسجلة ارتفاعا لا يكاد يذكر قدره 1,77 نقطة ونسبته 0,38% لكنها أنهت يومها خضراء على أي حال! وأعرب محللون عن استغرابهم لطريقة تعاطي السوق مع إقرار مجلس الوزراء أمس الأول لمذكرة وزارة الاقتصاد التي تسهل على الشركات إعادة شراء الأسهم بحد أقصى 10% خاصة أن مختلف أطراف لعبة الأسهم سواء من مستثمرين أو وسطاء أو مدراء صناديق علقوا آمالا كبارا على هذه الخطوة طوال الأسابيع الماضية· وقال حمود عبدالله، مدير 'الإمارات الدولي للوساطة' لـ'الاتحاد' إن ما حدث الأمس أمس مستغرب فقد كان الجميع يتكلم عن هذا الأمر وينتظر ردة فعل ايجابية من جانب السوق لكن في تقديري فإن ضعف الثقة وغياب التفاؤل لم يوفرا فرصة كافية ليحدث الإعلان عن إقرار التعديلات الأثر المنتظر، والأمل في هذه الحالة في تعامل أفضل عندما يبدأ التنفيذ· وأشار عبدالله إلى أن أحد الأسباب الرئيسية التي تقف وراء ضعف تجاوب السوق مع إقرار التعديلات هو محاولة بعض المستثمرين الضغط على الأسعار للنزول بها نوعا ما ومن ثم الدخول والشراء مجددا خاصة أن جانبا من هؤلاء باع في الفترة الأخيرة وتحديدا مع وصول سهم اعمار مثلا إلى 13 درهما· وأضاف:'لم تعد عمليات الشراء قوية مثلما حدث لبعض الأيام مؤخرا ومن ثم يدرك المستثمرون خاصة الكبار أن بمقدورهم الضغط على الأسعار وتنزيلها تمهيدا للدخول من جديد· وقال عبدالله:' تم إنجاز التعديلات بسرعة غير اعتيادية وأعتقد أن من قاموا على هذا العمل يستحقون منا الإشادة فقد كان إنجاز أمر مماثل يستغرق ما لا يقل عن 9 شهور في أقرب تقدير وهو ما يعكس إدراك الجهات المسؤولة لطبيعة الوضع في السوق وحرصهم على توفير آليات تساعد السوق على الخروج من هذا الوضع·
وأضاف:' أعتقد أن الكرة الآن في ملعب شركات المساهمة العامة التي ينبغي أن تبادر إلى الإعلان عن خططها في هذا الشأن، ولا شك أن تنفيذ عمليات إعادة الشراء سيحدث نوعا من التماسك في السوق ويوقف نزيف الخسائر، وهو ما توضحه تجربة البنك العربي في الأردن التي تركت أثرا إيجابيا على بورصة عمان في الأيام القليلة الماضية·
وأعرب مراقبون عن اعتقادهم أن الوصول إلى مرحلة بدء تنفيذ عمليات إعادة شراء الشركات لأسهمها يحتاج إلى مزيد من الوقت بحيث تستكمل التعديلات الجديدة دورتها القانونية والإجرائية تتقدم الشركات الراغبة بطلبات لهيئة الأوراق المالية تبدي فيها رغبتها في الإقدام على خطوة من هذا النوع· وقال أحد المحللين لـ'الاتحاد' انه ينتظر أن تتواصل التذبذبات السعرية ويستمر ضعف النشاط إلى حين بدء تنفيذ إعادة الشراء الذي سيضخ سيولة مؤسساتية متوسطة الأمد إلى السوق بما يسهم في حدوث نوع من الاستقرار ويساعد على معاودة الارتفاع من جديد خاصة على الأسهم التي ستطالها عمليات إعادة الشراء أو على كثير من الأسهم إذا ما تم تنفيذ إعادة الشراء على أسهم قيادية لعب دورا في توجيه السوق وفي مقدمتها سهم إعمار·
واستمر الضعف النسبي للمعاملات في سوق دبي المالي قياسا لبداية الأسبوع حيث وصل إجمالي قيمة المعاملات أمس إلى 1,4 مليار درهم من خلال إنجاز 11650 صفقة على 179,6 مليون سهم، وارتفع المؤشر بصورة طفيفة للغاية عند الإغلاق ليصل إلى 469,39 نقطة، على بعد 5 نقاط فقط من أدنى مستوياته للعام الحالي، علما انه كان قد تراجع خلال المعاملات إلى أدنى مستوى وهو 456,66 نقطة بينما كان أعلى مستوى يصل إليه أمس هو 478,75 نقطة· واقتصر ارتفاع الأسعار في دبي أمس على أسهم 4 شركات هي اريج وارامكس وتبريد واياك، فيما تصدر سهم إعمار قائمة الأسهم الأنشط من حيث قيمة التداول حيث تم تداول 60,5 مليون سهم من أسهم اعمار بقيمة 686,7 مليون درهم، وهبط السهم خلال المعاملات إلى أدنى مستوى وهو 10,95 درهم بينما كان أعلى مستوياته 11,85 درهم،وتراجع السهم بمقدار 5 فلوس وبنسبة 0,44% إلى 11,35 درهم عند الإغلاق· وتم إبرام صفقات على 60,8 مليون سهم من أملاك بقيمة 467,6 مليون درهم، وحافظ السهم على سعر إغلاقه السابق عند 7,68 درهم علما انه هبط خلال المعاملات إلى 7,45 درهم وكان أعلى سعر وصل إليه هو 7,95 درهم·