الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتفال بنتاجات ذوي الإعاقة يعكس نجاح العلاج والتأهيل

احتفال بنتاجات ذوي الإعاقة يعكس نجاح العلاج والتأهيل
18 يونيو 2012
وسط حضور كثيف من أولياء الأمور وأجواء احتفالية مدهشة، نظم مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الانسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، فعاليات النتاج التعليمي والرياضي السادس لشعبة التنمية الفكرية الذي عكس نجاح عمليات التأهيل والعلاج. وأقيمت الاحتفالية تحت شعار «بكرة نهار جديد»، وحملت الفعاليات أهدافا تعليمية تدعم مهارات الطالب الإدراكية الحركية والحسية والسلوكية والاجتماعية، فكانت أنموذجاً لمسرح الطفل التربوي ورسالة من خلالها يتواصل الطالب مع الآخرين. أحمد السعداوي (أبوظبي) - اشتملت الفعاليات التي أقيمت بمقر المركز الكائن في منطقة المفرق، أنشطة ترفيهية وعروضاً مسرحية شارك فيها أطفال المركز الذين أظهروا مواهب وقدرات فنية عالية عكست نجاح عمليات العلاج والتأهيل التي خاضوها عبر البرامج التأهيلية التي نظمتها مؤسسة زايد العليا وبإشراف مجموعة من أبرز المتخصصين في مجالات التعامل مع ذوي الإعاقة والارتقاء بقدراتهم وطاقاتهم بما يجعلهم أكثر إيجابية في سائر مناحي حياتهم. إدراك التراث وبدأت الفعاليات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت أحد ذوي الإعاقة من منتسبي المركز وهو الطالب ناصر الحوسني، ثم توالت فقرات الحفل التي استهلها نشيد العلم، الذي أداه مجموعة من طلاب شعبة التنمية الفكرية، وصحبه عرض أدائي متحرك اتخذ شكلاً بالغ الروعة، حيث تحرك الأطفال في صفوف منتظمة حاملين أعلام الإمارات وملوحين بها عالياً في صفوف منتظمة جاءت من أرجاء المسرح صعوداً إلى خشبة المسرح لتضج القاعة بتصفيق الحضور إعجاباً بهذا الشكل الاستعراضي الجديد الذي نفذه الطلاب والمتمثل في فقرتهم الإنشادية التي حملت طابعاًِ وطنياً تفاعلياً حين تجمعت صفوفهم وسارت بين صفوف الحضور إلى أن اعتلوا خشبة المسرح. ثم كان عرض مميز لرقصة الحربية أداها بعض منتسبي المؤسسة، بينوا فيها اعتزازهم بتراث الأجداد وإدراكهم لما يعنيه هذا التراث وعهدهم بالمحافظة عليه دوماً، حيث شكلوا حلقات راقصة غاية في الروعة والإدهاش، في حين شاركتهم هذا الأداء الجميل واحدة من زهرات شعبة التنمية الفكرية، في رداء تراثي مبهج الألوان، وانضم إليهم لاحقاً طالبان في أردية أهل البحر الإماراتيين الذين شكلوا ركناً رئيساً في حياة المجتمع الإماراتي عبر الزمن. حفل التخرج وردة جميلة الشكل بديعة الألوان كونتها ثمان من زهرات شعبة التنمية الفكرية، عبر استعراض مميز قدمن فيه حركات إيقاعية على أنغام موسيقية هادئة صحبتها أغنية جميلة باسم «أمي وردة» وتحكي عن الأم ودورها كعطر فواح داخل جدران المنزل بحسب كلمات الأغنية. رشاقة وتناغم حركي بديع ذلك ما اتسم به العرض التالي الذي قدمه ثمانية من أشبال مؤسسة زايد مع أنشودة بعنوان «الحمد لله»، تفيض كلماتها بالاشراق والأمل في غد جميل مليء بالسعادة والتفاؤل والنشاط وتدعيم روح التعاون بين الجميع. تالياً كان استعراض دوار الشمس والزهور، والذي كان الأكثر إبهاراً في هذه الأصبوحة المليئة بالحب والنشاط، حيث تشارك 12 من زهرات وأشبال الشعبة وقدموا عرضاً استعراضياً غنائياً جميلاً، تمايلت فيه أجسادهن الرشيقة بحركات إيقاعية مبهرة عكست لياقتهن البدنية العالية والتدريبات التي خضعن لها حتى تمكن من انتزاع إعجاب واندهاش الحاضرين وتصفيقهم الحار تشجيعاً على ما قدمنه من جميل الفن. ثم قُدمت فقرة استعراضية بعنوان»حفل التخرج» أداها ستة من طلبة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة من خلال ظهورهم في أردية وقبعات مشابهة لتلك الأردية التي يتقلدها الطلاب في حفلات التخرج وعكست الأغنية المصاحبة للفقرة أهمية النجاح في حياة الفرد وضرورة انتهاجه طريق التعليم بما يتناسب مع قدراته وإمكاناته. نشاط وحيوية غير مسبوقين عبر واحد من أجمل الاستعراضات التي يمكن أن تقدمها مجموعة من الأطفال من ذوي الإعاقة في أعمارهم المبكرة، عبر مزيج جميل من منتسبي شعبة التنمية الفكرية الذين اتخذوا أشكال الفراشات الجميلة بألوانها الزاهية في صحبة ألحان موسيقية وأصوات غنائية لمجموعة أطفال صدحوا بأطايب الكلام عن جماليات الطبيعة ومكوناتها خاصة داخل الحدائق والبساتين. تناغم الحركة الإبهار والجمال كانا ملازمين للفقرة النهائية التي عكست تناغماً حركياً بديعاً بين مجموعة من طلاب شعبة التنمية الفكرية الذين قدموا عرضاً مبهراً ليكن مسك ختام هذه الفعالية المشهودة، حيث قدموا رقصة المولوية الشهيرة في منطقة المغرب العربي ولكن تم تقديمها بصبغة إماراتية خالصة بفعل القدرات الإبداعية لمنتسبي مؤسسة زايد، الذين أطلوا على المسرح في أردية سوداء مميزة، مع قفازات عاكسة للإضاءة، فكانت بحق من الفقرات الجميلة في هذا الاحتفال المبهج. وتوالى تقديم فقرات عديدة منها فقرة العاب وتمارين رياضية ، فقرة الندى ، فقرة الألوان ، فقرة التوازن، فضلاً عن النتاج الرياضي للطلاب على مدار العام من اعداد القسم الرياضي بالمركز، إلى أن كان الوداع الجميل من جميع الطلاب الذين شاركوا في هذا الاحتفال المميز، حيث اصطفوا جميعاً وأخذوا يلوحون للحضور تعلوا وجوههم البسمة والسعادة وكأنها رسالة شكر غير منطوقة لكل من حضر وساهم في إنجاز وإنجاح هذه الفعالية التي عكست وبوضوح مدى التقدم الذي وصل إليه استيعاب هؤلاء الطلاب وقدراتهم على تقديم نتاجات متميزة. عرض تربوي إلى ذلك قالت هيا عبد الله حماد مديرة مركز ابوظبي للرعاية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا، إن هذه الفعاليات الجميلة المصاحبة للحفل الختامي لنتاجات التعليم الرياضي السادس لشعبة التنمية الفكرية خدمة التعليم التعاوني بالمركز، تدعو الطلاب الذين قدموه أن يشعروا بالفخر بما قدموه من إبداعات ونتاجات قبل أن يفتخر المركز بنجاح جهوده التأهيلية مع هؤلاء الطلاب. وقدمت الشكر إلى القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الدعم اللامحدود في بناء وحضارة هذا الوطن والاهتمام بكل أبنائه بما فيهم ذوو الإعاقة، وتوفير كل سبل الدعم لهم. وأشارت إلى أن فكرة هذا النشاط عبارة عن عرض مسرحي تربوي تعليمي يوصل للمشاهد المنهج عن طريق المسرح والتعبير عنه بالتناغم مع الموسيقى والحركة. كما أن هذا النشاط عبارة عن عملية تعليمية تدعم مهارات الطالب الإدراكية الحركية والحسية والسلوكية والاجتماعية ويعتبر العمل نموذجا لمسرح الطفل التربوي ورسالة يتواصل بها الطالب مع الآخرين وأضافت أن تنظيم هذا الاحتفال الذي يقام للعام السادس على التوالي هو عرض نتاجات التعلم للطلاب من ذوي الاعاقة الذهنية للتعريف بمشاركاتهم من خلال البرامج التربوية التي ينظمها المركز لتلك الفئات على مدار العام الدراسي 2011 / 2012، وسعياً لتحقيق الهدف الرئيسي الذي تعمل له المؤسسة وهو دمج تلك الفئات في المجتمع ككل. قدرات متميزة وأضافت أن النتاجات التي قدمها الطلاب وتم عرضها على الحضور أظهرت بوضوح مدى التقدم الذي وصل إليه استيعاب هؤلاء الطلاب وقدراتهم على تقديم نتاجات متميزة، وأن التعليم التعاوني واحد من أفضل الممارسات التعليمية العالمية التي تعنى بتقديم خدمات تعليمية وعلاجية لذوي الاعاقة، كما أنه يعتبر معياراً معترفا به للتدريس لتلك الفئات، وهذا البرنامج تم تطبيقه بمركز ابوظبي تحت إشراف وإدارة فريق من الاختصاصيين متعددي التخصصات يشتركون في تطبيق خطط فردية قائمة على برنامج التعليم التعاوني ويعد أحدث البرامج المطبقة في الوقت الحالي على مستوى العالم لتعليم وتدريب ذوي الإعاقة. شريحة مهمة من جانبها قالت مريم آل علي المشرفة الإدارية بالمركز إن إقامة هذا الحفل تحت شعار «بكرة نهار جديد»، يحمل معاني الاشراق والتجدد والاصرار على تنفيذ الرؤى المستقبلية لهذه الشريحة المهمة في المجتمع وهو ما تحقق مع أبنائنا من ذوي الإعاقة عبر السنوات الماضية وما نطمح للوصل إليه مستقبلاً تبعاً للخطط القادمة. وبينت آل علي أن هناك عدة أهداف تسعى المؤسسة لتحقيقها من خلال التعليم التعاوني، وتتمثل في دعم مهارات الطالب الادراكية الحركية والحسية والسلوكية والاجتماعية من خلال عمليات تعليمية ممنهجة ومدروسة، يعتبر العمل أنموذجاً لمسرح الطفل التربوي ورسالة يتواصل بها مع الآخرين، المسرح منشط تربوي وروحي ومنفس للطالب في التعبير والحركة والحضور والانتماء إلى المجموعة، يتعلم الطالب مهارة الانتباه والتركيز في أداء الحركات بالتوافق مع الآخرين، المسرح علاج إرشادي لمشكلات الانطواء والعزلة والخجل وضعف النطق، تنمية إبداعات الطلبة والمعلم وتوسيع مدارك الآفاق والتوجهات عندهم في التطوير المهني، إدخال البهجة والفرح في نفوس أهالي الطلبة وتعزيز ثقتهم بأبنائهم، تشجيع المعلم على نهج التعليم المسرحي في خطته التعليمية كالتعبير بالحركة والجسد والصوت أو بمؤثرات أخرى يكتسبها ويضيفها لهم، إضفاء أجواء الصداقة وتعزيز الخبرة الانفعالية بين الطالب والمعلم. مهارة العمل الجماعي قالت شهيناز كريمي رئيس شـعبة التنمية الفكرية «خدمة التعليم التعاوني» في المركز إن الهدف من برنامج التعليم التعاوني هو إعداد برنامج عملي من المناهج التي تعلمها الطالب من مهارة الملاحظة والاستنساخ والاستدلال، واستخدام استراتيجيات تدريس داعمة ومميزة تواكب التطور في العصر، والعمل على صقل المواهب الإبداعية للطلاب تؤهلهم للمشاركة والمنافسة في المسابقات المحلية والخارجية. وأوضحت أن البرنامج يعمل على اتقان العمل الجماعي في مهارة التعامل واحترام الأدوار والسلوك الإبداعي الذي ينمي ثقة الطالب بذاته ويشجعه على المبادرة، مؤكدة أن التنويع في اساليب التعلم يدعم حواس الطالب الصحيحة ويعمل على توظيفها في الأنشطة المختلفة، موضحة ان الطالب يتعلم مهارة الانتباه والتركيز في أداء الحركات بالتوافق مع الآخرين على المسرح، فضلاً عن ادخال البهجة والفرح في نفوس الأسر وتعزيز ثقتهم بأبنائهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©