الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصة «سندريلا الإمارات الشعبية» تدهش الصغار والكبار

قصة «سندريلا الإمارات الشعبية» تدهش الصغار والكبار
20 يونيو 2011 20:02
في احتفالية جماهيرية حاشدة شهد كل من سوق العرصة التراثي بمنطقة الشارقة القديمة وأحد المراكز التجارية في الشارقة مؤخرا، فعاليات “بشارة القيظ” التي نظمتها إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة للسنة الرابعة على التوالي، حيث تم تخصيص فعاليات بشارة صيف هذا العام للاحتفاء بالسمكة المحلية المعروفة في الإمارات بسمكة “البدح”، وذلك بحضور عبد الله العويس رئيس الدائرة، وعبد العزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بالدائرة. أكد عبد العزيز المسلم، أن الهدف من الاهتمام بالطفل في “بشارة القيظ” هو دفعه للتفاعل مع الفعاليات، وربطه بالتراث القديم وجعله مرتكزا على أرضية صلبة ينطلق منها في معايشته للحاضر بروح الماضي الثرية والعامرة بالخيرات والفرح، موضحا أن “بشارة القيظ” فعالية سنوية بات يترقبها الأطفال والناشئة وحتى الكبار في الشارقة، كونها تذكر بمفردات الطبيعة الإماراتية، وتهدف للتوعية بالتراث الإماراتي عبر التوجه للأجيال الجديدة على نحو خاص، للتفاعل الجاد والمستمر مع الإرث الثقافي في دولة الإمارات. أصل الاحتفالية عن أصل تسمية هذه الفعالية التي تلقى اهتمام أعداد غفيرة من الجمهور الإماراتي وبخاصة النساء والأطفال، قال المسلم: “اعتاد أهل الإمارات قديما على ترقب “بشارة القيظ” أي بداية الصيف، وبشارة القيظ قديما كانت تتمثل في استقبال أول أنواع الرطب في الصيف “البشرة”، وهو الرطب المعروف باسم “النغال”، وقد كانت تلك البشارة لاتعني الأطفال بشيء في الماضي بقدر ما تعني الكبار، ولكننا في إدارة التراث عمدنا لاستحداث فعالية تستلهم موضوع “بشارة القيظ”، من أجل تقديم بشارة فرح تراثية للأطفال ضمن برنامج للتوعية بالتراث الإماراتي، والتركيز على بعض المفردات البيئية المحلية كالطيور والأسماك والحشرات والنباتات، وقد نجحنا في تنظيم هذه الفعالية للسنة الرابعة على التوالي”. «زيز الحصاد» ويضيف المسلم “بصراحة لم نكن نتوقع هذا النجاح وهذا الإقبال الجماهيري الكبير لهذه الفعالية، حيث فوجئنا بحجم الجمهور الذي أصبح يتزايد منذ السنة الأولى حين بدأنا قبل أربع سنوات بالتعريف بحشرة تسمى “الصرناخ” في الشارقة، وأيضا تسمى “السرّاح” في المنطقة الشرقية من دولة الإمارات، واسمها الفصيح هو “زيز الحصاد”، وفي السنة الثانية احتفينا بحشرة تسمى “بوبشير”، وفي السنة الثالثة احتفينا بفراشة الصيف التي كانت تسمى محليا “القرقعانة”، وفي هذا العام احتفينا بسمكة محلية اسمها “البدحة” وجمعها “البدح”، وما يميز هذه السمكة هو ارتباطها بحكاية شعبية قديمة وشهيرة، تحمل اسم “بديحه” وتشبه إلى حد كبير حكاية “سندريلا” العالمية”. ورشة لدمى الأطفال ويتحدث المسلم عن أبرز الفعاليات في “بشارة القيظ” لهذا العام فيقول: “اشتملت فعاليتنا على نشاطات تراثية وفنية عديدة من بينها ورشة لنماذج جبسية لسمكة “البدح”، وقد أقيمت للأطفال الذين اجتهدوا في تلوين تلك النماذج ثم أخذوها معهم إلى بيوتهم، وكانت هناك ورشة للرسم والتلوين لمجموعة من الأسماك والعناصر البحرية، من خلال كتيبات تلوين وأوراق وزعت على الأطفال، إلى جانب ورشة صناعة الدمى الشعبية المصغرة التي تسمى محليا “الحيا”، حيث قمن عدد من السيدات العاملات في مركز الحرف الإماراتية بالشارقة، بتعليم الأطفال كيفية صناعة العرائس باستخدام المخلفات المنزلية من بقايا الخيوط والأقمشة الزائدة”. «الهبان والعيالة» ويضيف المسلم: “المسابقات كانت هي الأبرز من حيث تفاعل الأطفال وعموم الجمهور معها، حيث كان هنالك عرض “للتومينة أو التحميدة”، وهي احتفال شعبي لختم القرآن الكريم عند الأطفال، وكانت هناك مسابقات على شكل أسئلة وأجوبة عامة حول الأسماك تم من خلالها توزيع الجوائز على الأطفال المشاركين والحاضرين، كما كان هناك معرض لصور أسماك ومعرض لنماذج السفن المصغرة في دولة الإمارات مثل “الجالبوت والسمبوك والبغلة والصمعا والماشوة والهوري”، وعرض للأزياء الشعبية النسائية والرجالية، كما تم عرض فيلم وثائقي قصير يتحدث عن سمكة “البدح” قام بتصويره وإخراجه الفنان عزيز ميعادي، كما قامت إدارة التراث بتوزيع كتب تلوين على الأطفال بعنوان “بديحة تحقق الأحلام”، قامت بإعداده الفنانة خلود الهاجري، كما تم توزيع قصة “بديحة” التي تمت صياغتها للفصحى بمعرفة عبد العزيز المسلم، عن رواية والدته مريم عبدالله بن شهيل، وقام بإعداد رسومها الفنان محمد أبوبكر”. يشير المسلم للفعاليات الموسيقية التراثية قائلا “شهدت العروض الموسيقية إقبالا منقطع النظير من الأطفال والجمهور بشكل عام، حيث تجاوب الجميع مع أنغام وأهازيج فرقة الشارقة للتراث الفني التابعة لإدارة التراث بالشارقة، التي قدمت ألوانا من الفنون الشعبية مثل “الهبان والعيالة”. حكاية من التراث بسؤال المسلم عن تفاصيل قصة السندريلا الشعبية الإماراتية، يقول “يدور ملخص الحكاية حول فتاة يتيمة الأم اسمها حمدة، يتزوج أباها من امرأة أخرى قبيحة ولديها بنت أخرى، فتسيء زوجة الأب للفتاة حمدة وتفرق بينها وبين ابنتها، أما الأب الذي كان صيادا فقد كان منهمكا في تأمين قوت الأسرة، حيث يأتي كل يوم بزاد السمك للأسرة، وفي أحد الأيام جاء الأب بسلة من الأسماك كان من بينها سمكة اسمها “بدحة”، وأوكلت مهمة تنظيف السمك لحمدة التي فوجئت بالسمكة “بدحة” وهي تتحدث إليها عندما كانت تهم بتقطيعها، حيث طلبت السمكة من حمدة أن تعيدها للبحر على أن تحقق لها أمنياتها، وبالفعل تعيد حمدة السمكة للبحر، وتعاقب من قبل زوجة أبيها، وتتوالى أحداث القصة وتتعمق عندما يقيم والي المنطقة حفلا كبيرا يدعو إليه كل الأهالي، فيحضر الجميع إلا حمدة التي حبستها زوجة أبيها، ولما منعت حمدة من الحضور لجأت للسمكة “بديحة” التي ساعدتها في حضور الحفل وهي ترتدي أجمل الملابس فيعجب بها ابن الوالي، وعندما تعود حمدة مسرعة لمنزلها بعد الحفل تفقد حذاءها في الوادي، فيقوم ابن الوالي بالبحث عن الفتاة صاحبة الحذاء، فتجرب كل الفتيات لبس الحذاء ولكنه لا يناسب قياسهن، حتى يعثر ابن الوالي على حمدة ويتزوجها وتختم بذلك القصة نهايتها السعيدة”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©