السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الماء.. علاج أمثل لتبريد نار الحمى

الماء.. علاج أمثل لتبريد نار الحمى
5 يوليو 2014 00:44
أحمد محمد (القاهرة) كان رسول الله أول من دعا في التاريخ إلى البحث الطبي من خلال أحاديث كثيرة أرسى خلالها أهم الأسس للطب الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء»، والعلاج النبوي للحمى واضح وصريح، كما أنه سهل وغير مكلف، مؤثر وشفائي، ويمكن لأي مريض أن يزاوله ويطبقه في أي مكان ودون الحاجة إلى رقود في مستشفى. وهي الشروط العلمية القياسية لوسائل العلاج الحديث. وكشفت الأبحاث العلمية الحديثة عن حقائق كثيرة تتعلَّق بالحمى، ومن خلالها ظهر التطابق واضحاً مع ما جاءت به السنة المطهرة، مما يدل على السبق العلمي في هذه الأحاديث النبوية التي جاءت في علاج الحمى عن طريق استخدام الماء، فقد طابقت الحقيقة العلمية اليوم، والتي تثبت بأن الماء من أنجح الوسائل في خفض درجة حرارة الجسم. من السنة وتنوع الإخبار عن الحمى في السنة النبوية، فجاء في صور متعددة، وكل صورة تناولت سبقاً علمياً مستقلاً، أولها تداعي الجسد عند المرض بالحمى والسهر، قال صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى»، وثانياً، أخبرت الأحاديث عن علاج الحمى عن طريق إبرادها بالماء، قال صلى الله عليه وسلم: «الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء»، وفي رواية: «الحمى من فور جهنم فابردوها عنكم بالماء». ومع أن وسائل العلاج، وأنواع الأدوية والمضادات قد قفزت قفزات كبيرة في هذا العصر، إلا أن العلاج النبوي يظل هو العلاج الأنجع والأمثل في مثل هذه الحالة، ومما ثبت علميا كذلك وجاء تصديقا للسنة أن الحمى التي تصيب الإنسان لها عدة فوائد، فقد ثبت أنه عند إصابة المريض بها تزيد نسبة مادة «الأنترفيرون» لدرجة كبيرة، وهذه المادة تفرزها خلايا الدم البيضاء وتستطيع القضاء على الفيروسات التي هاجمت الجسم، وتكون أكثر قدرة على تكوين الأجسام المضادة الواقية، فهي لا تخلص الجسم من الفيروسات والبكتريا فحسب، بل تزيد من مقاومة الجسم للأمراض، وتساعد في القضاء على الخلايا السرطانية عند بدء تكوينها، وبالتالي تحمي الجسم من ظهور أي خلايا سرطانية يمكن أن تؤدي إلى إصابته بمرض السرطان، ولذلك لما ذكرت الحمى عند رسول الله فسبها رجل، قال له صلى الله عليه وسلم: «لا تسبها فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد». نصيحة وكشف العلم اليوم عن أن التبريد بالماء يفيد في معالجة كل الحميات، وأول ما ينصح به الطبيب هو عمل الكمادات بالماء البارد ووضع الثلج على رأس المحموم وغير ذلك، والحمى هي كل ارتفاع لحرارة الجسم، ومن المعروف أن في الجسم مركزاً لتنظيم الحرارة في منطقة بالدماغ، يستشعر حرارة الدم، فإذا ارتفعت قليلاً زادت في إفراز العرق من الجلد ليتم خروج الحرارة من الجسم إلى الجو، ولكن إذا كانت حرارة الجو فوق الأربعين فلا يمكن لحرارة الجسم أن تخرج، ولا بد من استخدام الماء البارد والمثلج. وتبين أنه عند الإصابة بالحمى ذات الحرارة الشديدة والتي وصفها عليه الصلاة والسلام بأنها من فيح جهنم، قد يؤدي ذلك إلى هياج شديد ثم هبوط عام وغيبوبة، ولذا كان لزاما تخفيض هذه الحرارة فوراً حتى ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ وليس لذلك وسيلة إلا وضع المريض في ماء أو عمل كمادات من الماء البارد والثلج، حيث إنه إذا انخفضت شدة هذه الحرارة عاد الجسم كحالته الطبيعية بعد أن ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ ويقلل هذه الحرارة بوسائله المختلفة. أدوية نوعية والمعالجة بالكمادات الباردة والماء المثلج نوع مهم من العلاج للأعراض ذاتها، وإذا كانت الأدوية النوعية المضادة للحميات لم تكتشف إلا في القرن التاسع عشر، وكذلك مخفضات الحرارة فقد كان استعمال الماء البارد هو الواسطة العلاجية الأولى، وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم، قد نبه إليها، فالإعجاز في دعوته تلك أن تبريد الحمى بالماء ما يزال العلاج الأمثل والذي يشترك حالياً مع الأدوية النوعية. والسبب في النهي عن سب الحمى هو أنها نافعة للإنسان في الدارين، فهي مكفرة لذنوبه، ونافعة لبدنه كما كشف ذلك الطب الحديث، وقد تنبه لذلك بعض القدماء، يقول ابن القيم، وقد ينتفع البدن بالحمى انتفاعاً عظيماً لا يبلغه الدواء، وكثيراً ما تكون سبباً لإنضاج مواد غليظة لم تكن تنضج بدونها، وسبباً لتفتح سدد لم يكن تصل إليها الأدوية المفتحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©