السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسرة .. الكيان المقدس واللبنة الصالحة للمجتمع

الأسرة .. الكيان المقدس واللبنة الصالحة للمجتمع
5 يوليو 2014 00:44
يستمد نظام الأسرة في الإسلام، أحكامه من وحي الله العظيم الذي خلق الرجل والمرأة، ونظم ما يحقق لهما ما تحتاجه نفساهما من الراحة والسكينة والطمأنينة والألفة، ويرى الإسلام أن الأسرة هي وحدة بناء المجتمع، وأن الشخص الذي ينشأ في أحضان أسرة ينشأ عادة نشأة سوية لأنه يجد من العواطف والمشاعر ما يلبي حاجته النفسية للشعور بالطمأنينة والسكينة. فالأسرة كيان مقدس في الإسلام، وهي اللبنة الصالحة الأساسية في بناء المجتمع الإنساني السليم، ولهذا أولى بناءها عناية فائقة، وأحاط إنشاءها بأحكام وآداب تكفل أن يكون البناء متماسكاً قوياً، يحقق الغاية الكبرى من وجوده. ومن الآداب الإسلامية في العلاقة بين الزوجين أن يراعي كل منهما ما جبل عليه الآخر فلا يطالبه بما يعلم أنه ليس من طبعه، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يراعوا هذه القضية كما في قوله: «استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً». يقول الإمام الغزالي رحمه الله، ولكى تنجح الأسرة في أداء رسالتها يجب أن تهذب الطباع، وتختفى الأثرة، ويتمرن كل طرف على الإحسان والتعاون مع الطرف الآخر. نجاح الأسرة وتعاون الزوجين معاً ومعرفة كل منهما ما له وما عليه هو السبيل الوحيد لنجاح الأسرة المسلمة واستمرارها وتهيئة المناخ المناسب للقيام بواجباتها نحو المجتمع من تربية أجيال، وتهذيب أفراد وتزكية ثقافات ونحو ذلك. وقد وضع الإسلام تشريعات لحماية الحياة الزوجية، وحث كل واحد من الزوجين على إحسان العلاقة بالآخر والقيام بواجبه تجاهه مما يقلل فرص الشقاق ويزرع الحب والمودة في قلب كل منهما تجاه الآخر، والصبر على ما يلاقيه من شريكه ما دام ذلك ممكناً وسبيلاً لاستمرار هذه العلاقة بشكل مقبول، كما قال تعالى موجهاً الرجال «وعاشروهن بالمعروف». وحافظ الإسلام على الأسرة، بالإضافة إلى ما ينشره في مجتمعه من حرص على الفضيلة وابتعاد عن الممارسات الضارة كالأكاذيب والشائعات والعلاقات المشبوهة التي غالباً ما تكون سبباً في دمار البيوت وخراب العلاقات الاجتماعية، وذلك من أجل تحقيق المقاصد التي يعلقها الإسلام على الأسرة والمهام الاجتماعية الجسيمة التي ينوط بها والتي منها، إنجاب الذرية من أجل أن تستمر الحياة الإنسانية على هذا الكوكب. ولكل من الزوج والزوجة والأولاد حقوق، وعليه واجبات، وإن من أراد أن يحصل على حقوقه، فلابد أن يؤدي ما عليه من واجبات، وهناك حق عام لكل فرد من أفراد الأسرة المسلمة ألا وهو العشرة بالمعروف، وتعني حسن التعامل وهذا يشمل الاحترام والتقدير والتسامح والنصح والتوجيه والإرشاد والنصرة والمحبة وطلاقة الوجه ولين الجانب والرحمة والرفق، ونحو ذلك مما يضفي على الأسرة جو السعادة والبهجة والحبور. تحديد المسؤوليات ولكي تكون العلاقة بين الزوجين واضحة المعالم وحتى لا يكون هناك أدني غموض أو التباس في تحديد المسؤوليات والواجبات رسم الإسلام حدود هذه العلاقة، وأقام أساسها على مبدأ عام وأساسي هو قوله سبحانه: (... وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ ...)، «سورة البقرة: الآية 228»، فالواجبات التي فرضت على المرأة جعلت لها بمقابلها حقوقاً مكافئة، أما الدرجة التي ذكرتها الآية للرجال فهي المسؤولية عن قيادة البيت وإعمار الأسرة وذلك مقابل التكاليف التي جعلت على عواتقهم مالية كانت أو معنوية، كما قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ...)، «سورة النساء: الآية 34»، إلا أنها رئاسة وقيادة قائمة على التشاور، «وأتمروا بينكم بمعروف». وجعل الإسلام للزوجة حقوقاً خاصة ومنها المهر، وهو الحق المالي الذي يجب على الرجل لامرأته بالعقد أو الدخول، «وآتوا النساء صدقاتهن نحلة»، وقد أوجبه الله سبحانه إظهارا لمكانة الزواج وتقديرا للمرأة، ،النفقة وهي ما بنفقة الزوج على زوجته وأولاده من طعام ومسكن وكسوة ونفقة الزوجة هي ما يلزم للوفاء بمعيشتها بحسب ما هو متعارف بين الناس وقد ثبت وجوبها بالكتاب والسنة، وعلى الرجل القادر أن ينفق على نفسه وعلى من يعوله من النساء والأولاد ولم يوجب ذلك على المرأة حتى وأن كانت غنية وقادرة، بل ترك لها ذلك إن شاءت فعلته وإن شاءت امتنعت ولبيان عظم حق الزوج على زوجته قال عليه الصلاة والسلام: «لو كنت آمراً أحداً بأن يسجد لغير الله لأمرت المرأة بأن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله»، فللزوج عليها الطاعة بالمعروف في غير معصية الله، وولاية التأديب، فمن أجل الحفاظ على الأسرة جعل الإسلام رئاسة هذه المؤسسة في يد الزوج، وهو تأديب يمر بثلاثة مراحل، الموعظة ثم الهجر ثم الضرب الخفيف غير المبرح. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©