الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آمنة بوميان: جدول أعمالنا الشاق كان موحداً طوال العام

آمنة بوميان: جدول أعمالنا الشاق كان موحداً طوال العام
5 يوليو 2014 00:49
لكبيرة التونسي (أبوظبي) آمنة يوسف بن سعيد بن عبيد بوميان تحتفظ بذكرياتها وتفاصيل حياتها التي عاشتها في رأس الخيمة المدينة التي تسكنك قبل أن تسكنها، على حد قول الشاعرة بوميان التي تعمل بمركز الصناعات بالاتحاد النسائي العام ولاتزال على رأس عملها منذ 35 سنة، وتتقن العديد من المهن والحرف اليدوية، ومثلت الإمارات في مختلف البلدان العربية والأوروبية، ومنها إيطاليا وفرنسا وماليزيا والمغرب وبريطانيا، في إطار مشاركة الاتحاد النسائي العام في المعارض الدولية. وتشير بوميان التي تتقن إلقاء الشعر إلى أن الحرف اليدوية تعلمتها من جارات والدتها ولم تتعلمها من أمها التي كانت مكفوفة، مؤكدة أنها كانت وحيدة أهلها بعد أن توفي جميع إخوتها وزوجة والدها وأبناؤها أيضاً، ووالدتها توفيت في سن 115 سنة، ولم يسبق لها أن زارت المستشفى وكانت تنعم بذاكرة جيدة، وعزت ذلك إلى النشاط والحركة والأكل الصحي وطبيعة الحياة التي كانت تعيشها، وقالت إنها كرمت وتسلمت شهادة البر بوالدتها والاعتناء بها لمدة طويلة، ولم تتخل عنها في دور رعاية كبار السن. مهارات يدوية كما تشير إلى أن والدتها علمتها القيم والأخلاق وكانت تحثها على حفظ القرآن، بينما كل مهام شغل البيت وما يتعلق بالمهارات اليدوية تعلمته من الجارات، فأتقنت صنع المداخن والفخاريات، وخياطة أنواع الملابس النسائية والرجالية، ولم تسكن بوميان بيوتاً من العرشان، بل كانت منازلهم بمنطقة الحصن مسقوفة وتحتوي على الكثير من الغرف، كما تشتمل على أركان وزوايا لتربية الأبقار والأغنام، بينما يرحلون للتقييظ في منطقة الحيل، عاشت طفولة إلى جانب والدتها، بينما كان الرجال يذهبون للغوص وينشغلون بصناعة القراقير، وعن علاقتها بالشعر تقول إنها لا تذكر متى بدأت ذلك، لكن نطق كلماتها الأولى وهي طفلة كان مخلوطاً بالشعر. وأوضحت أنها تمتلك موهبة حفظ القرآن وملكة الشعر بقولها: كانت والدتي رحمها الله تشدد على تحفيظي القرآن، ودخلت الكتاب وبدأت التعلم على يد المطوعة علياء بنت جاسم بن حمد برأس الخيمة، وكنا نحفظ جنبا إلى جنب مع الذكور وكنا نتنافس على التحصيل، وتوقفت عن الدراسة وختمت القرآن بنفسي، بالإضافة لذلك امتلكت موهبة كبيرة منذ طفولتي المبكرة، رغم أنني لم أتلق أي تكوين في هذا الاتجاه، ولا أزال أحتفظ بهذه الموهبة إلى اليوم، بحيث تحرضني المواقف الرائعة لشيوخنا الكرام ولقياداتنا الرشيدة على القصيد وقرض الشعر تلقائياً. ذكريات ونشأت بوميان في رأس الخيمة وتعيش في أبوظبي، مما جعلها تراكم ذكريات كثيرة عن المكانين خاصة في رمضان، وتقول: «عندما كنت برأس الخيمة، كان أكلنا من الأرض التي كانت تنعم علينا بالخيرات التي كانت تنحصر في القرع والجزر والبطيخ والرويد، ولم تكن تتجاوز المزروعات هذه الأنواع، كما كنا نذبح الخراف الصغيرة التي كنا نربيها، بالإضافة لذلك كانت أشجار اللومي تملأ المزارع، وكان مشروبنا في رمضان يتكون من عصير اللومي مع السكر، ولم نكن نتناول أي مشروبات ملونة وغيرها من العصائر مثل مشروب «الفيمتو» الذي انتشر في المدن أكثر من القرى، وكان يتم جلب الليمون من منطقة مسافي وغيرها من المناطق على الحمير، بحيث كنا نشتري 100 لومية بروبية واحدة، بينما نخض اللبن في البيت ونصنع «الجامي» الذي كان يؤكل مع التمر، ولم يكن جدول يومنا في رمضان يختلف عن باقي أيام السنة، بحيث يبدأ يومنا مبكراً، وندق الحب، الذي نستعمله في تجهيز الهريس، وتتنوع الأكلات الشعبية، بتنوع الأيام، ولا نجهز أكثر من نوع واحد، ولكن يجتمع الجيران على مائدة واحدة، الرجال في مجلس والنساء في مجلس آخر، وبعد صلاة التراويح تجلس النساء لقراءة القرآن الذي نختمه أكثر من مرة في رمضان. قصر الحصن أما بالنسبة لرمضان في أبوظبي شارع الخليج العربي فكانت تذهب للبحر قرب قصر الحصن و«تشخل» تغربل الماء وتجلب الملح كما كانت تجلب الرابية التي تستعمل في تجهيز العصيد، وكانت الحياة بسيطة، لكنها مليئة بالحب والتراحم والتكافل»، وتشير بوميان التي أنجبت أحد أولادها في السيارة إلى أن الحياة كانت بسيطة، وكانت النساء يخدمن أنفسهن من دون حاجة إلى الخدم مما جعل الأمهات يعملن ليل نهار وكان التجهيز للعيد يستمر عدة أيام، بحيث تجهز الملابس التقليدية الرجالية والأزياء النسائية وأزياء الأطفال وسيدة البيت كانت تتكفل بكل احتياجاته رغم انشغالها بأمور أخرى، أو عمل خارجي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©