الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية: تأجيل «التوريث» واستئناف «السداسية»!

15 سبتمبر 2010 20:32
بعد مرور أسبوع على وصول مندوبين من مختلف أنحاء البلاد إلى العاصمة بيونج يانج، لم تصدر الحكومة الكورية الشمالية أي شيء عن مؤتمر حزبي في غاية الأهمية كان على وشك الانعقاد. والتأخير المفترض في عقد "مؤتمر حزب العمال"، الذي ينظر إليه من قبل الخبراء الخارجيين، على أنه أداة، لتعزيز نقل السلطة من الزعيم "كيم" الأب إلى "كيم" الابن، أثار تكهنات بأن هناك شيئاً ليس على ما يرام، خصوصاً بعد أن ذكرت محطة تلفزيونية كورية جنوبية يوم الاثنين الماضي أن التأخير يرجع إلى مشكلات صحية يعاني منها الزعيم الكوري الشمالي "كيم يونج إيل". وكان معظم الخبراء قد توقعوا أن المؤتمر ربما يعقد الأسبوع الماضي. ولم تحدد كوريا الشمالية تاريخاً معيناً لعقد المؤتمر واكتفت بالقول إنه سيعقد في "بداية سبتمبر". وكان التقرير الذي أذاعته شبكة أخبار "واي. تي. إن" الكورية الجنوبية، الذي استندت فيه الى معلومات حصلت عليها من مسؤول استخباري كوري جنوبي لم يعلن عن اسمه، قد أكد أن المشكلات الصحية التي يعاني منها الزعيم "كيم" الأب -لم يحدد التقرير طبيعتها على وجه الدقة- ليست خطيرة إلى الدرجة التي تدعو لإلغاء المناسبة، وإن كان يمكن أن تدعو إلى تأجيلها فحسب. ولكن خبراء في العاصمة الكورية الجنوبية قالوا إنه من المستحيل الجزم بذلك. ومن هؤلاء الخبراء "كيم هيونج - كيو" الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة "سانجشن" -سيئول الذي يقول: "لقد كانت صحة الرئيس الكوري الشمالي جيدة إلى الدرجة التي مكنته من زيارة الصين في أواخر شهر أغسطس الماضي، وهناك تقارير تفيد بأن صحته ليست سيئة على النحو الذي نظن". يذكر أن الزعيم الكوري الشمالي قد تعرض لسكتة دماغية في أغسطس عام 2008 وفقاً لمصادر استخبارية أميركية، كما أن هناك آخرين ممن يتابعون الحالة الصحية لـ"يونج إيل" يقولون إنه ربما يعاني أيضاً من مرض السكري، ويجرى له من حين لآخر غسيل للكلى. وبصرف النظر عن حقيقة الحالة الصحية للزعيم الكوري على وجه التحديد، إلا أن تلك الحالة تبقى من ضمن أبرز المتغيرات في المعادلة الخاصة بقدرة كوريا الشمالية على نقل السلطة إلى ابنه الأصغر "كيم يونج أون" الذي يعتقد أنه في أواخر العشرينيات من عمره، والذي تشير معظم التكهنات إلى أن أباه قد اختاره لوراثته. ويتصور الخبراء أن "جونج أون" سيحتاج إلى عدة سنوات حتى يكتسب مصداقية ويتمكن من بناء قاعدة القوة الخاصة به، وأن ذلك لو تم أثناء حياة والده فسيساعد على تجنيبه الكثير من التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها، في حالة ما إذا تولى السلطة بعد وفاته. ومما يشار إليه في هذا السياق أن كوريا الشمالية تحرص على اتخاذ إجراءات محكمة لمنع تسريب أية معلومات عن الحالة الصحية والعقلية لـ"كيم" الأب، علاوة على أن زياراته النادرة للخارج، التي يرافقه فيها أطباؤه عادة، لا يعلن عنها إلا بعد إتمامها. وقد أشـارت وكالـة الأنباء الحكومية الكورية الشمالية في تقرير لها نهايـة الأسبوع الماضي إلى أن "كيم يونج إيل" قد أدى زيارة ميدانية للاطلاع على الأحوال في مقاطعة تشاجانج المحاذية لحدود بلاده مع الصين، زار خلالها منجماً ومصنعاً للكيماويات. ولم يذكر التقرير متى قام الزعيم "كيم" بزيارته لكل موقع على وجه التحديد، وإن كان ذلك يمكن تخمينه إذا ما عرفنا أن وسائل الإعلام الكورية الشمالية تعلن عادة عن زيارات الزعيم إلى المواقع المختلفة بعد إتمامها بيوم تقريباً. والحال أن التكهنات بشأن صحة "كيم" تأتي وسط تحسن تشهده العلاقات في شبه الجزيرة الكورية حيث أعلنت كوريا الجنوبية أنها سترسل أرزاً وإسمنتاً لمساعدة ضحايا الفيضانات في كوريا الشمالية، منهية بذلك تجميداً كانت قد فرضته على إرسال المساعدات لجارتها الشمالية، على خلفية التوتر في العلاقات بين الدولتين بعد حادث إغراق المدمرة الكورية الجنوبية "تشيونان" في مارس الماضي، الذي وجهت بعده سيئول أصابع الاتهام إلى بيونج يانج التي أنكرت أن تكون لها علاقة بالحادث. وقال المسؤول بالصليب الأحمر الكوري الجنوبي "يو تشونج - ها" إن بلاده سترسل 5000 طن من الأرز وهي كميـة تكفـي لإطعـام 200 ألف شخص لمدة خمسين يوماً على الأقل. يشار إلى أن كوريا الجنوبية وقبل أن يتولى الرئيس "لي ميونج - باك" الحكم عام 2008، كانت ترسل بشكل روتيني 100 ألف طن من المساعدات الغذائية للشمال، قبل أن يشترط الرئيس الكوري بعد توليه الحكم أن يكون تقديم هذه المساعدة مرتبطاً بتحسين بيونج يانج لسجلها في مجالي احترام حقوق الإنسان ونزع سلاحها النووي. وكانت بيونج يانج قد أعلنت مؤخراً أنها لا تمانع في عقد جولة جديدة من محادثات نزع الأسلحة وهو الإعلان الذي أدى بعده المسؤول الأميركي عن ملف كوريا الشمالية "ستيفن باوسويرث" زيارة إلى بيونج يانج بغرض منح المزيد من الزخم لسياسة إعادة الاشتباك مع الشأن الكوري من قبل الإدارة الأميركية الحالية. وقد أعرب "باوسويرث" الذي سيزور خلال وجوده في المنطقة أيضاً طوكيو وبكين، عن تفاؤله بإمكانية استئناف المحادثات السداسية بعد جولة من اللقاءات الثنائية، شريطة إظهار كوريا الشمالية استعدادها للتعاون. وقال المسؤول الأميركي: "إننا نتطلع إلى مبادرة كوريا الشمالية بالتعبير عن موقفها من خلال الأفعال، وليس من خلال الخطابة والأقوال فحسب". تشيكو هارلان - سيئول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©