الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات سباقة في تطبيق المبادرات الذكية

الإمارات سباقة في تطبيق المبادرات الذكية
5 يوليو 2014 00:50
قد يكون من الصعب تخيل نجاح أي مبادرة محلية، يطلقها المسؤولون في أي دولة، بدون مساعدة ومشاركة شاملة من كافة الجهات، الحكومية والخاصة. وفي الوقت الذي يلعب به القطاع الخاص متمثلاً في الشركات التكنولوجية العالمية، دوراً مهماً وبارزاً في دعم الطفرة الذكية التي يشهدها العالم بأسره، يتنامى دوره في دعم المبادرات المحلية المختلفة، خصوصاً تلك المرتبطة بالذكاء الصناعي، والأجهزة الذكية المختلفة. يحيى أبوسالم (دبي) تعتبر الشركة الأميركية العملاقة مايكروسوفت، إحدى أهم الشركات العالمية المنتجة للبرامج وأنظمة التشغيل، وهو بلا شك الأمر الذي قد يدعو المسؤولين والمعنيين في دولة الامارات العربية المتحدة، بمبادرة الحكومة الذكية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مؤخراً، إلى التعاون مع هذه الشركة وغيرها من الشركات التكنولوجية العالمية، لإنتاج برامج وتطبيقات ذكية، قادرة على مواكبة سرعة العصر، وقادرة على تفعيل توجهات الحكومة الإماراتية وصناع القرار بها. الحكومة الذكية مؤخراً التقت الاتحاد يوسي هينكانين نائب رئيس قسم علاقات الشركات لأجهزة مايكروسوفت المتحركة في الهند، الشرق الأوسط، وأفريقيا، حيث تحدث هينكانين عن مبادرة الحكومة الذكية التي تم إطلاقها قبل ما يزيد عن عام، والآمال والطموحات وحتى الصعوبات التي من الممكن أن تواجه المسؤولين في الدولة، وإمكانية تفعيلها على أرض الواقع بأفضل طريقة ممكنه، والتي بشأنها أن تفيد مواطني الدولة والمقيمين على أرضها. وجهة نظر وبسؤاله عن رأيه وشركته في مبادرة الحكومة الذكية، والنتائج الإيجابية التي يمكن أن تتوقعها دولة الإمارات العربية المتحدة منها؟ أجاب، أن «بهذه المبادرة، تقرّ الحكومة الإماراتية بأنّ مستقبل الخدمات العامة يكمن في الإنترنت وحلول الخدمة الذاتية التي يمكن استخدامها عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الهواتف المتحركة أو الأجهزة اللوحية. وليست دولة الإمارات العربية المتحدة البلد الوحيد الذي يقدم على مثل هذه الخطوة على اعتبار أنّ بلداناً أخرى عديدة اعتمدت هذه المقاربة. غير أنّ المقاربة الإماراتية تختلف عن غيرها من ناحية طبيعتها الكلية. إلى ذلك أشار هينكانين، أنه وعند تطبيق البرنامج ونشره بنجاح، سيتمكن المقيمون في دولة الإمارات من الاستفادة بشكل أفضل من الخدمات الأساسية في أي مكان وأي وقت. وهذا ما سيحسّن بدوره جودة الخدمات المقدمة وما سيؤدي إلى انخفاض تكلفة الحصول على المعلومات وتوصيلها. وبالتالي، ستتكبد الحكومة والمقيمون تكاليف أقل على هذا الصعيد. بمعنى آخر، إنّ تطبيق المبادرة هذه عملية مربحة ومفيدة للجميع. وبخصوص كيفية تطبيق المبادرة على أفضل وجه لكي تكون ناجحة، يرى هينكانين أنه فيما يتعلق بالحكومة الذكية، يبقى تحقيق التوازن الصحيح بين الابتكار وتوحيد المعايير العنصر الأهم. فالابتكار لازم من أجل تحديد سبل جديدة لتوفير الخدمات من خلال رقمنة طريقة العمل الحالية ومن خلال إعادة التفكير في دور المسؤولين الحكوميين في العملية الكاملة وكيفية تعاون هؤلاء المسؤولين في مختلف الهيئات والدوائر. أما المعايير فهي لازمة للحرص على أن تتبع كافة الوزارات والدوائر الحكومية المبادئ نفسها للحد قدر المستطاع من تكرار العمل وزيادة تدفّق المعلومات إلى أقصى حد ممكن. حيث تعتبر برأيه المعايير البيروقراطية سببا في عرقلة الابتكار لكنّها ضرورية أساساً لإتاحة العمل التوافقي بين الأطراف المعنية كما أنّها ضرورية للحكومة لكي تكون أكثر كفاءة وفاعلية. عراقيل وصعوبات وأشار هينكانين، رداً على سؤاله عن العراقيل التي يمكن أن تواجه صناع القرار في الدولة للدخول في المبادرة التي حدد لها شهر مايو من العام 2015 كموعد أخير للانضمام إليها، أنه يسهل نسبياً تطوير حلول تبدو جيدة وتحلّ محلّ الخدمات اليدوية من دون تغيير طريقة عمل الدوائر الحكومية ومراكز الخدمة التابعة لها. وأكد أنه يصعب تطوير خدمات مبتكرة تعيد فعلياً التفكير في توفير الخدمات العامة وإيجاد السبل الفريدة لتعزيز التعاون بين مختلف الدوائر الحكومية داخلياً فيما بينها وفيما بينها وبين المواطنين والمقيمين. ويبقى بحسب ما أفاد، «أن نرى ما إذا كانت الدوائر الحكومية ستوفّر حقاً خدمات مبتكرة أو تركّز أكثر على حلول استثنائية». وبحسب هينكانين «سيكون مثيراً للاهتمام أن نرى كيف ستوفّر الدوائر الحكومية المختلفة الحلول المتوافقة مع المبادئ المشتركة فيما بينها». إلى ذلك أشار هينكانين إلى أنّ تجارب البلدان الأخرى تظهر أنّ إعادة تصميم الخدمات بعد أن يكون قد تمّ عرضها على المستخدم النهائي مكلفة جداً وصعبة. وكثيرة هي البلدان التي طوّرت خدمات الحكومة الإلكترونية في التسعينيات من القرن الماضي عقب ثورة الإنترنت وهي تنفق حالياً مليارات الدولارات لتصحيح الحلول الجزئية التي طرحتها في ذلك الحين. آمل أن تتيح لنا توجيهات السلطات في الإمارات العربية المتحدة تجاوز هذه المشكلة. التجارب السابقة أكد هينكانين أنه وفي السنوات القليلة الماضية، كانت بلدان مثل سنغافورة، وفنلندا، والولايات المتحدة الأميركية وكوريا والمملكة المتحدة واليابان الأفضل من ناحية خدمات الحكومة الإلكترونية. وقد انصب التركيز في عدد كبير من هذه البلدان على كيفية توحيد طريقة توفير الخدمات الحكومية من خلال محطة واحدة فعلية أو افتراضية ومن خلال الحرص على أن تتوافر لدى الدوائر الحكومية أحدث البيانات والمعلومات عن السكان والضريبة والمعلومات الأخرى المهمة من أجل توفير أفضل الخدمات للسكان. ويرى هينكانين أنه تتوافر حلول استثنائية في مجال الرعاية الصحية أو الحقل الضريبي مثلاً حيث إنّ بيانات التشخيص العالية الجودة متوافرة مباشرة عندما تتم معالجة المريض وبيانات الضريبة تتم أتمتتها. لا حدود للحلول المبتكرة على الإطلاق وخصوصاً فيما يتعلق بالحلول المتوافرة للأشخاص الكثيري التنقل بحيث يستطيع هؤلاء استخدامها من خلال أجهزتهم اللوحية أو هواتفهم المحمولة. مايكروسوفت قادمة يأخذ بعض المختصين والخبراء في عالم التكنولوجيا الحديثة، خصوصاً الذكية، على شركة مايكروسوفت الأميركية، التي يمكن اعتبارها إحدى أهم الشركات العالمية المنتجة والمصنعة لأنظمة التشغيل والأجهزة التكنولوجية المختلفة، أنها مازالت متأخرة كثيراً في عالم الأجهزة الذكية، وأن نظام تشغيلها الخاص بهذه الأجهزة لازال لا يقارن بأنظمة التشغيل الأخرى المنافسة، خصوصاً نظامي آبل وجوجل. ورغم ذلك بدأت تقدم الشركة الأميركية العملاقة، تجارب أكثر فاعلية وأكثر إقناعاً للمستخدمين، فيما يتعلق بنظام التشغيل وحتى الأجهزة الذكية، خصوصاً بعد إطلاقها لنسخة هاتفها الجديد كلياً «لوميا 930»، الذي يعتبر من أوائل هواتف الشركة بعد شرائها لقطاع الاتصالات من الشركة الفنلندية العريقة نوكيا، بالإضافة إلى كمبيوترها اللوحي الأخير «سيرفس برو 3»، الذي اعتبره الكثير من الخبراء بأنه قاتل الكمبيوترات اللوحية والمحمولة الجديد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©