الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مجموعة العشرين تنتظر استراتيجية أوروبا للخروج من الأزمة

مجموعة العشرين تنتظر استراتيجية أوروبا للخروج من الأزمة
18 يونيو 2012
واشنطن، لوس كابوس (المكسيك) (أ ف ب، رويترز) - يأمل الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يطرح شركاؤه الاوروبيون بشكل موسع خلال قمة مجموعة العشرين التي تبدأ أعمالها اليوم، الاستراتيجية التي يعتزمون اتباعها في مواجهة أزمة منطقة اليورو التي قد تهدد حظوظه في الفوز بولاية جديدة في حال انتقال تداعياتها إلى الولايات المتحدة. وتطرح بإلحاح إمكانية انهيار اليورو أو امتداد الأزمة المالية إلى الولايات المتحدة، مع الانتخابات التشريعية التي بدأت أمس في اليونان وتتخذ شكل استفتاء على البقاء في اليورو، ما يثير مخاوف الأسواق الأميركية ويهدد بإعاقة الرئيس الأميركي في المنافسة الشديدة التي يخوضها ضد الجمهوري ميت رومني مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. تسوية الأزمة لا تتوقع واشنطن خلال قمة لوس كابوس بالمكسيك الإعلان عن تدابير من شأنها تسوية الأزمة في منطقة اليورو، لا سيما لاقتصار المشاركة الأوروبية فيها على فرنسا وألمانيا وإيطاليا، فضلا عن مسؤولين كبار من الاتحاد الأوروبي. غير أن الولايات المتحدة تنتظر إشارة واضحة بشأن النهج الذي تعتزم أوروبا اتباعه خلال قمة دول منطقة اليورو الـ 17 التي تعقد في نهاية الشهر، ويتوقع أن تكون حاسمة. وقال لايل برينارد مساعد وزير الخزانة الأميركية للشؤون الدولية، إن “قمة لوس كابوس تعقد في وقت مؤات للقادة الأوروبيين حتى يوضحوا النقطة التي وصلت إليها مساعيهم، كما يمكن ان تشكل حافزا لتحركاتهم المقبلة”. ويرى مايك فرومان مساعد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض المكلف بملف الاقتصاد الدولي أن أعضاء مجموعة العشرين يأملون في أن يوضح الاوروبيون الخطة التي يعتزمون اتباعها لإرساء الاستقرار في نظامهم المصرفي والتقدم نحو اتحاد ضريبي ومالي. لكنه أضاف أن “لوس كابوس لن تكون ختام المناقشات حول منطقة اليورو، انه نقاش متواصل تتخلله محطات مهمة مثل قمة بروكسل الأوروبية في نهاية الشهر”. غير أن المسالة تتخذ أهمية جوهرية بالنسبة للرئيس الأميركي الذي يخوض حملة إعادة انتخابه في نوفمبر. وفي مواجهة الجمهوري ميت رومني، تشكل هشاشة الانتعاش الاقتصادي الأميركي نقطة ضعف لاوباما، لا سيما على ضوء إحصاءات البطالة السيئة المسجلة في شهر مايو. لكن بالرغم من المخاوف المرتبطة بالأوضاع الاقتصادية في أوروبا، يبدي مسؤولون أميركيون كبار ثقتهم بجدية القادة الأوروبيين في جهودهم من أجل إنقاذ عملتهم الموحدة ومنع انتشار الأزمة. ويرى هؤلاء المسؤولون أنه من الممكن تحقيق تطور في ثلاثة مجالات رئيسية غير أنها حساسة على الصعيد السياسي: أولا الاتحاد المصرفي وآلية أوروبية لضمان الودائع المصرفية، ثم خفض كلفة القروض لإسبانيا وإيطاليا، وأخيرا تدابير محددة لتحريك النمو. تدابير ضرورية ويؤكد مسؤولو أوروبا أن الانتقادات التي وجهت إلى الأوروبيين لعدم اتخاذهم التدابير الضرورية للتصدي للازمة، غير منصفة. ويدور قسم كبير من تساؤلات مجموعة العشرين بشأن الأزمة الأوروبية، حول موقف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي غالبا ما تعتبر عقبة في وجه تطبيق سياسات إنعاش اقتصادي وتحفيز للنمو في أوروبا. وان كان المقربون من أوباما يؤكدون أنه يكن لميركل الاحترام والإعجاب، إلا انه يتحتم عليها دعم مثل هذه التدابير التي يعتبرها الرئيس ضرورية للنهوض بالسوق الأولى للصادرات الأميركية. وجرى سجال حاد يوم الجمعة بين باريس وبرلين، حيث أخذت فرنسا على المستشارة تمسكها بالتقشف، فيما أسفت ميركل من جانبها “لانعدام الثقة بين الجهات الفاعلة” في منطقة اليورو. وقالت مبدية استياءها “قام سجال مفتعل ما بين النمو والتقشف المالي. هذا لا معنى له”. موارد الصندوق من جهته، قال الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون أمس الأول، إن من المحتمل أن تتجاوز مساهمات دول مجموعة العشرين لزيادة موارد صندوق النقد الدولي 430 مليار دولار. وأبلغ كالديرون الصحفيين انه يعتقد أن المساهمات التي سيتخذ قرار بشانها في قمة مجموعة العشرين ستتجاوز ذلك المبلغ. وفي أبريل، قال صندوق النقد انه تلقي تعهدات قيمتها 430 مليار دولار على الأقل لزيادة موارده المالية لكن دولا كثيرة مثل البرازيل والصين وروسيا والمكسيك لم تعلن حتى الآن عن حجم مساهماتها على وجه التحديد. لوس كابوس تتحصن إلى ذلك، تخضع بلدة لوس كابوس الساحلية شمال غرب المكسيك لإجراءات أمنية مشددة تشمل إغلاق الشواطئ وإقامة حواجز أمنية ونشر شرطيين مدججين بالسلاح، استعدادا لاستقبال قمة مجموعة العشرين اليوم. ومشهد دوريات الشرطة الفيدرالية بمشاركة عملاء ملثمين مجهزين برشاشات مثبتة على آليات، له وقع شديد في هذه البلدة التي يرتادها سياح أميركا الشمالية والواقعة عند أقصى جنوب شبه جزيرة كاليفورنيا السفلى. بقيت لوس كابوس حتى الآن بمنأى من أعمال العنف التي تواكب الحرب ضد تهريب المخدرات في العديد من المناطق المكسيكية الأخرى والتي توقع عشرات القتلى كل يوم. وكلف أكثر من 2500 عنصر من الشرطة المحلية والفيدرالية وسلاح البر والبحرية ضمان امن هذا الاجتماع الذي سيشارك فيه ما لا يقل عن 25 رئيس دولة وحكومة، بحسب السكرتير العام لبلدية لوس كابوس جييرمو مارون. وقال مارون “سيتم ضمان الأمن ولن نهمل أي زاوية” داعيا سكان المنطقة إلى الصبر إزاء الحواجز الأمنية المنتشرة والتي ستزداد مع اقتراب موعد القمة. وتشكل لوس كابوس ممرا سياحيا ممتدا على طول ثلاثين كلم من سان خوسيه ديل كابو إلى كابو سان لوكاس. وعلى طول الطريق الموازية للساحل الوعر توجد بعض أفخم فنادق المكسيك واشهر الشواطئ وميادين الغولف في هذا البلد. وسيتم إغلاق ممر لوس كابوس بين الجمعة والثلاثاء أمام أي سيارة غير مشاركة في القمة، كما سيتم استبعاد الباعة المتجولون الذين تغص بهم المنطقة عادة لا سيما على السواحل. وستفرض تدابير امنيه خاصة في كامل أنحاء ولاية جنوب كاليفورنيا السفلى في النصف الجنوبي من شبه الجزيرة. وطلب مسؤول السياحة في الولاية من السكان ان يحملوا أوراقهم الثبوتية لتسهيل عمليات التثبت من الهوية التي ستفرض على جميع طرقات الولاية. «العشرين» تمثل 85% من الاقتصاد العالمي لندن (ا ف ب) - تأسست مجموعة العشرين التي يجتمع رؤساء دولها وحكوماتها اليوم في لوس كابوس جنوب غرب المكسيك، نهاية التسعينيات ردا على الأزمتين الروسية والأسيوية وتضم كبرى الدول الصناعية والناشئة في العالم. وأعضاء مجموعة العشرين هم دول مجموعة السبع التي تضم الدول الصناعية الكبرى (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة)، اضافة إلى 12 دولة ناشئة (جنوب أفريقيا والسعودية والأرجنتين واستراليا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند واندونيسيا والمكسيك وروسيا وتركيا). ويحتل الاتحاد الأوروبي الموقع العشرين، ممثلا برئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو. ويشارك في إشغال المجموعة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كما تدعى إسبانيا وهولندا بانتظام إلى اجتماعاتها. وبحسب مؤسسي مجموعة العشرين، فإنها تمثل حوالى “85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و80% من التجارة العالمية (بما فيها المبادلات الداخلية في الاتحاد الأوروبي) وثلثي سكان العالم” ما يعطي المجموعة وزنا سياسيا وشرعية قوية. تأسست المجموعة بمبادرة من مجموعة السبع. وحاولت هذه الدول الغنية اثر الأزمات التي اندلعت على التوالي في آسيا وروسيا وأميركا اللاتينية، إقامة هيئة تسمح للقوى الكبرى في العالم بما فيها الدول الناشئة بالعمل معا لحل الأزمات وتفادي حصولها. وبشكل أوسع تعتبر مجموعة العشرين الهيئة الرئيسية للتنسيق الاقتصادي العالمي عملا بقرار اتخذه قادتها خلال اجتماعهم في بيتسبرج بالولايات المتحدة في سبتمبر 2009. واجتمع قادة مجموعة العشرين ست مرات حتى الآن على مستوى قمة في نوفمبر 2008 في واشنطن وبداية أبريل 2009 في لندن ونهاية سبتمبر 2009 في بيتسبرج ويونيو 2010 في تورونتو (كندا) وفي نوفمبر 2010 في سيؤول وفي نوفمبر 2011 في كان (فرنسا). وتتولى المكسيك حاليا الرئاسة الدورية على أن تنتقل إلى روسيا السنة المقبلة واستراليا عام 2014 وتركيا عام 2015.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©