هناك أنواع من الفنون الجميلة والرائعة للعمارة الإسلامية، ومن هذه الفنون الخط العربي فهو ذو لمسة مميزة وسحر خاص فأنواعه وخطوطه المتداخلة بأشكالها الهندسية أبهرت الناظرين وحيرت العقول والألباب وأثارت في نفس المتلقي والمشاهد الكثير من الأسئلة والاستفسارات على مر الزمن. هذا التراث والفن الخالد تميزت به المساجد الإسلامية في بلدان ومدن العالم الإسلامي منذ زمن بعيد حتى أصبح من سمات وفنون هذه المساجد العريقة. إن كل هذه السمات والميزات الرائعة والجميلة اجتمعت في لوحات خطية من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة.
«الاتحاد» التقت بالخطاط محمد النوري المشرف على الجناح المقام ضمن فعاليات رمضان الشارقة في قاعة زاد العيون بازار الفنون بمركز إكسبو الشارقة، الذي قال: يشتمل جناح لوحات خطية على 23 لوحة من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة أبدعها رواد الخط العربي، والتي خطوا فيها بعض الآيات القرآنية. وقد اقتناها سموه قبل سنتين من الخطاط إبراهيم المصري. صاحب الرحلة الطويلة مع الخط العربي التي امتدت أكثر من سبعين عاماً قضاها بين التصميمات الذهبية والتشكيلات الخطية المميزة.
وأشار النوري إلى أن اللوحات المعروضة تتميز بإبراز جماليات الحروف العربية التي ساعدت بنيتها وما تتمتع به من مرونة وطواعية وقابلية للمد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب. فرأيناها في بعض اللوحات لينًة منسابة برشاقة وغنائية، ورأيناها في بعضها الآخر صلبة متزنة تشغل حيزها بجلال يمتد إلى ما حوله، ورأينا أيضاً الصلابة واللين يتبادلان ويتناغمان فيها في لوحات أخرى. وهي في كل أحوالها تشدّ الناظر وتمتعه بجمالياتها الخاصة وتجريديتها المتميزة والراقية، مما جعل الخط العربي له مكانة خاصة بين الفنون التشكيلية.
وأضاف النوري إلى أن الخروج عن القواعد شيء والحالة الإبداعية شيء آخر، وهذا ما ساعد الخطاطين الفنانين على استخدام الخط العربي في تشكيل تحفهم على الخامات المتنوعة كالمعادن والخزف والخشب والرخام والجص والزجاج والنسيج والورق بأنواعه، بالإضافة إلى الروائع المعمارية، فكان الخط العربي قاسماً مشتركاً لكل الفنون العربية الإسلامية التي أعارها طابعه الجمالي المنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة.
وعن مكانة الخط العربي، يقول الخطاط محمد النوري إنه إذا كانت الأمم تتفاخر وتتباهى بما لديها من العلوم، فإننا نفخر ونتباهى بما لدينا من كنوز المعرفة والفنون الإسلامية وعلى رأسها فن الخط العربي، الثلث والنسخ والديواني والكوفي وغيره. وقدرة الفنان الخطاط العربي على كتابة ثلث مركب في 1 مم.
وأشار النوري إلى أن الجناح يضم لوحات لمجموعة من فناني الخط العربي أمثال إبراهيم المصري ومصطفى الغر ومحمد إبراهيم مؤسس مدرسة الإسكندرية للخط العربي. وأن هؤلاء الخطاطين قد تأثروا بالخطاط الرائد عبدالله الزهدي مؤسس المدرسة الخطية بمصر، خطاط المسجد النبوي الشريف المتوفي سنة 1296 هـ (1878م). وأضاف أن اللوحات المعروضة توضح كيف يتم طبع الخطوط (الحروف) فهي لوحات رسمت على ورق عادي وتم تخريم الحروف فيها.
وأوضح النوري أن مرحلة الطبع واختيار النقوش. هي من المراحل المهمة حيث ترسم هذه النقوش والزخارف والآيات على أوراق وبأيدي أساتذة مهرة ومتخصصين وبعد ذلك تخرم حسب ما مثبت بها من رسومات ونقوش وآيات لتثبت بعد ذلك على الأحجار والجدران أو الخشب أو المعدن لغرض طبعها، ويستخدم في عملية الطبع (الفحم) المطحون. وبعد إكمال عملية الطبع ولصق النقوش تأتي عملية التحديد باللون الأسود وتتم عملية التحديد بواسطة أقلام مدببة خاصة لهذا الغرض. (الاتحاد - الشارقة)
عدد اليوم
