الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأطفال المتسولون

22 نوفمبر 2016 22:17
كنت ذاهبة مع الأهل إلى التسوق، وبينما كنا ننتظر في السيارة «طلبيتنا» من أحد المطاعم، دقت فتاة صغيرة «عمرها تقريباً 5 سنوات» تطلب المال منا، حالتها رثة ومنظرها حزين، فتحت لها نافذة السيارة، لأنها أثرت في نفسي وأثارت شفقتي عليها، لأن طفلة مثلها وفي صغر سنها المفترض أن تكون تحت كنف والدين لا أن نجد أمثالها في حالة رثة تمشي في الشوارع حتى الساعة التاسعة ليلاً وحدها، هذا الأمر جعلني أسألها: ما اسمك؟ أجابتني: اسمي (.......)، فسألتها: وين ماما، وين بابا؟؟ فردت عليّ: كلهم في المنزل ينتظرونني!! استغربت من الإهمال واللامبالاة في ضمائر عائلة هذه الفتاة، فالأم والأب والإخوان جالسون في المنزل، ويرسلون ابنتهم الصغيرة كي تقوم هي «بجمع المال لهم» وتوفير لقمة عيشهم عبر التسول في الشوارع وبين السيارات وفي ردهات المراكز والمحلات! أحاول بعد هذا الموقف أن أرتبه بالصورة المثلى، ولكن قد أكون مقصرة كون الموقف أقوى من الكلمات، وبالفعل لا أملك أي تعليق مناسب، ولا أعرف من أؤنب في هذا السياق: أأؤنب الأم والأب المهملين اللذين باعا ابنتهما بثمن بخس ورخيص جداً من أجل دراهم قليلة؟؟ أم ألوم المجتمع والمسؤولين، الذي يجب أن يتحركوا من أجل القضاء على هذه الظاهرة والحد من انتشارها؟؟ أم ألوم وسائل الإعلام المقصرة في طرح مثل هذه القضايا ونشر التوعية بين أفراد المجتمع؟؟ لا أعرف بالضبط من المتهم، والذي يجب أن يوضع في قفص الاتهام؟؟ فكلنا مسؤولون وكلنا سنحاسب على وجود هذه الظواهر في مجتمعاتنا، وفي الأخير يأتي الأهل ونأتي نحن ونلوم الجميع ونقول: لماذا تنتشر الجرائم ضد الأطفال؟؟ ولماذا نسمع عن حوادث يومية يذهب ضحاياها أطفال الشوارع الصغار؟؟ أرد على أسر هؤلاء: «يحدث كل هذا بسبب إهمالكم لأولادكم، وترك فلذات أكبادكم هائمين في الأرض، ولا يجنون من كل هذا إلا الثمار السامة، التي قد لا تعيد أبناءكم إلى الديار»!! أقدم كل التحية للجهود الجبارة المنتشرة في الميدان، والتي تحاول وبكل ما أوتيت من قوة القضاء على هذه الظاهرة، وأتمنى أن توضع استراتيجيات دقيقة من أجل المضي قدماً إلى الأمام ودفع عجلة النجاح في القضاء على التسول وعلى المتسولين في البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©