الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مصائد هاتفية تمنح جوائز وهمية

18 مايو 2006
أمجد الحياري:
شكا مواطنون من تزايد ظاهرة تلقي اتصالات من أشخاص من خارج الدولة يدعون فيها ان متلقي الاتصال ابتسم له الحظ السعيد وفاز بجائزة غالبا ما تكون ضخمة، وليس عليه فقط إلا تقديم بعض البيانات والمعلومات الشخصية من اجل إتمام إجرءات تسلم الجائزة المنتظرة·
ويبدو أن كثيرين من الأشخاص البسطاء يصدقون انهم فازوا بالفعل، ويقومون فورا بدون أي تدقيق بإعطاء المعلومات والبيانات المطلوبة، حتى أن بعضهم يعطي الشخص المتصل رقم حسابه الشخصي في البنك ورقم بطاقته الائتمانية على أمل ان يحول المبلغ الوهمي في أسرع وقت ممكن، فيما يكون الأمر برمته حيلة ونصبا من أجل تحقيق مكاسب مختلفة تعود على المتصل المحتال ببعض المكاسب التي قد تصل إلى آلاف الدولارات أحيانا، ويكون بذلك متلقي الاتصال قد وقع فريسة لنصاب محترف أو شركة محتالة تجمع الأموال من عدة أشخاص من البسطاء يتم الإيقاع بهم عبر هذه الطريقة الساذجة·
ويقول المواطن سعيد الرميثي انه تلقى اتصالا هاتفيا مصدره إحدى الدول العربية لم يرد عليه في البداية، ولكنه يعاود الاتصال اعتقادا منه ان الشخص المتصل يعرفه وفي نفسه حاجة ما، مشيرا إلى أنه وبمجرد فتح الخط من الطرف المقابل بدأ يسمع حديثا مضمونه التهنئة والمفاجأة، فقد تم إخباره بانه فاز بجائزة قدرها 150 ألف ريال سعودي' الغريب في الأمر ان جهة الاتصال ليست سعودية' وذلك بعد سحب أجرته الشركة التي يعمل بها على عدة أرقام هواتف في منطقة الخليج· ويضيف الرميثي أن الطريقة التي كان يدور بها الحديث قد تقنع أي شخص، فكيف لا تقبل جائزة بهذا الحجم وترفضها، مشيرا إلى انه قال للشخص في البداية إن رقم الهاتف الذي يستخدمه لا يعود له أساسا، والجائزة يجب ان تذهب لصديقه صاحب الخط الأصلي، فما كان من الشخص المتصل إلا ان أكد له ان الفائز من يرد على الهاتف وليس صاحب البطاقة· ويقول إن حديث الرجل أقنعه وبدأ يجيب عن استفساراته كافة والتي من أهمها رقم جواز سفره، ورقم حسابه الشخصي في البنك، ومستوى دخله الشهري، وما الموعد الذي يتمكن معه من الوصول إلى بلد الاتصال من أجل تسلم جائزته، مشيرا إلى انه وبعد الاتفاق على كل شئ، طلب منه الشخص الذهاب إلى احد محال الصرافة المشهورة في أبوظبي من أجل تقديم 1500 دولار إلى حساب محدد تعتبر كضمان سيتم استرداده فور تسلم الجائزة في الموعد المحدد· والطريف في الأمر أن سعيد بدأ بالتفكير جديا في أي اتجاه قد يصرف فيه مبلغ الجائزة الثمينة والتي يبدو أنها طالت كافة أفراد أسرته والذين كان لهم أيضا نصيب كبير من الفرحة، التي لم تخل من طلبات محددة، وقرر الذهاب إلى محل الصرافة المعني لدفع المبلغ المطلوب غير أن الصدفة التي جمعته مع أحد المعارف ممن يعملون في البنك المركزي أفسدت فرحته بعد أن أكد له ان معظم هذه الشركات تبيع الوهم فقط وهي قائمة على الاحتيال والنصب·
أصوات ناعمة
أما المواطن سيف مكتوم القبيسي فكانت قصته مختلفة والتي بدأها قائلا إنه في كثير من الأحيان يتلقى اتصالات هاتفية من جهات مختلفة تحمل نفس المضمون، وجميعها تنقل بشارة فرح له بانه فائز في سحب ولا يتوجب عليه سوى بعض المعلومات والبيانات والحضور شخصيا إلى موعد الاحتفال، مؤكدا ان غالبية المكالمات التي تصله من فتيات من جنسيات مختلفة ولكن يجمعهن شيئ واحد هو التحدث بطريقة مبتذلة من اجل الفوز بالصيد الثمين·
ويقول إن آخر الاتصالات كانت من فتاة من جنسية عربية تؤكد له فوزه برحلة سياحية إلى دولة قريبة جدا مع الإقامة الشاملة له ولأفراد أسرته بعد ان ابتسم لهم الحظ وفازوا بالسحب الذي اجري مؤخرا، مؤكدا انه بادر الفتاة بالسؤال عن المعايير التي جرى بناء عليها السحب المفترض ولكن كانت اجابتها انه سحب دوري تجريه الشركة وفق أسس ومعايير خاصة، طالبة منه الا يشغل باله وتفكيره في مثل هذه القضايا الثانوية فالأمر الرئيسي بالنسبة له هو مشاعر السعادة والفرح لاختياره فائزا وكيف سيقضي رحلته السعيدة·
وقال القبيسي انه لولا معرفته الجيدة بأساليب الاحتيال الجديدة لكان صيدا ثمينا لواحدة من تلك الشركات التي تبيع الوهم والاحتيال، مؤكدا أن الفتاة طلبت منه فقط اشتراكا في فريق زبائن الشركة المشتركين من مختلف دول العالم، ولا يتوجب عليه سوى دفع نحو 800 درهم كرسم اشتراك ليكون اسمه في قائمة كافة السحوبات التي ستجرى مستقبلا والتي من خلالها ربما يزور مختلف دول العالم بالمجان·
مصائد هاتفية
ومن جهته وصف الرائد جمال العامري من القيادة العامة لشرطة أبوظبي تلك الاتصالات بالمكائد والمصائد التي يسعى من خلالها منفذوها إلى الإيقاع بالأشخاص الذي يظنون دائما حسن النية في التعامل مع الآخرين ويتعاملون معهم بكل صدق مفترضين صدق الشخص المقابل·
وأكد العامري انه في الفترة الأخيرة زادت اعداد تلك الاتصالات التي غالبا تعلن عن فوز الشخص المتصل به بجائزة ثمينة، مشيرا إلى إن الأمر يتعدى ذلك بكثير فغالبا ما يطلب 'المتصلون' بيانات ومعلومات قد يستفيدون منها مستقبلا والتي من أهمها دائما رقم البطاقة الائتمانية للشخص من أجل استكمال الإجراءات المتعلقة بالفوز·
خسارة ومشاكل
وقال الرائد العامري انه في حال أعطى الشخص رقم بطاقته الائتمانية أو حتى رقم حسابه البنكي فانه بالتأكيد سيقع بمشاكل عديدة بسبب التطور الهائل والأساليب التقنية التي يستخدمها بعض المحتالين في هذا المجال والتي دائما تعود بالخسارة والمشاكل على الشخص الذي لا يعرف نوايا واتجاهات أولئك الأشخاص·
ودعا المواطنين والمقيمين إلى مزيد من الحرص والانتباه عند التعامل مع مثل هذه الاتصالات والعروض التي غالبا ما تكون وهمية وأسبابها الحقيقية مخفية، مشيرا إلى أهمية توعية أفراد المجتمع في هذا المجال خصوصا في ظل تنوع الأساليب والطرق التي يتبعها المحتالون الجدد·
وقال العامري إن السلطات الأمنية مستعدة للتعامل مع مثل هذه الحالات في حال وقعت أية إشكاليات مشيرا إلى ضرورة أن يتأكد الشخص الذي يتلقى الاتصالات من هوية الجهات التي تتصل به خصوصا فيما يتعلق بمكانها ونشاطها واستقرارها وغيرها من الأمور التي قد تثبت حقه في حال تعرض لأية إشكاليات من خلال التعامل معهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©