الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثلاث قراءات في تجربة عبدالكريم السيد بجمعية التشكيليين

ثلاث قراءات في تجربة عبدالكريم السيد بجمعية التشكيليين
22 نوفمبر 2016 22:26
إبراهيم الملا (الشارقة) نظمت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، مساء أمس الأول، بمقرها في منطقة الشارقة القديمة، ندوة مصاحبة لمعرض الفنان الراحل الدكتور عبدالكريم السيد الذي يحمل عنوان «علامات فارقة»، المقام حالياً بمتحف الشارقة للفنون، والمستمر حتى السابع عشر من شهر ديسمبر القادم. شارك في الندوة كل من الدكتور عمر عبدالعزيز، مدير قسم البحوث والدراسات بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والفنان أحمد حيلوز من فلسطين، والفنان الدكتور محمد يوسف من الإمارات. في بداية مداخلته، استعرض الدكتور عمر عبدالعزيز، الأبعاد الفنية لأعمال الفنان الفلسطيني الراحل عبدالكريم السيد، وقال إنه يمتلك جملة بصرية رشيقة وغنائية، ويميل إلى الألوان الهادئة المكسوة بالخضرة والزرقة، وأنه دائماً ما يعتدّ بالبياض، ووصف هذا البياض بمفتاح صول الألوان، مضيفاً أن الفنان الراحل يعتبر من كبار الملونين العرب، من خلال قدرته على استخدام الألوان بكيفيات ومضامين مشرقية هادئة ومنحازة للطبيعة المفتوحة، واستخدام الفراغ اللوني لتوزيع الموسيقا البصرية في فضاء العمل. من جانبه، لفت الفنان أحمد حيلوز إلى أن السيد كان من المشاركين الأوائل في تطوير الحركة التشكيلية في الإمارات، وكانت له بصمات فنية ومساهمات نقدية واضحة في مسيرة هذه الحركة، موضحاً أنه كان من أكثر هؤلاء الفنانين الرواد نشاطاً في المرسم القديم لجمعية التشكيليين بجانب الفنان الإماراتي محمد القصاب، وأضاف أن السيد تأثر بجماليات المكان في البيئة الإماراتية، خصوصاً شواطئ مدينة خورفكان، ونقل هذه التأثيرات إلى لوحاته المرتبطة بتلك المرحلة، مستخدماً الألوان المائية. واستطرد حيلوز أن ثيمة الغربة كانت حاضرة كذلك في أعماله، وكان يتذكر شواطئ فلسطين أيضاً، مؤكداً أن العمل النقدي الذي مارسه الراحل اعتمد أساساً على جديته واجتهاده ورغبته المخلصة في تعزيز حضور الفن في المشهد المحلي، كما أنه حمل معه هم «الشتات الفلسطيني»، وعمل على إصدار موسوعة تشكيلية فلسطينية جامعة بمشاركة مجموعة من الفنانين الفلسطينيين، كما كان يحمل همّ تكوين الجماعات الفنية في الإمارات، ومنها «جماعة الخمسة»، و«جماعة البانوش» بمشاركة الفنان الراحل عبداللطيف الصمودي، وكذلك جماعة «جدار». بدوره، قال الدكتور محمد يوسف إن الفنان الراحل يعد رمزاً متألقاً من رموز الحركة الفنية التأسيسية في الإمارات، مضيفاً أن السيد يعتبر من الأجنحة القوية التي ساعدت الفنانين الإماراتيين الشباب على التحليق في سماء الفن التشكيلي المحلي، والرهان على الجدية والمثابرة والبحث المتواصل كعناصر مهمة لتطوير المهارات الذاتية، وتسخيرها لاجتراح آفاق تجريبية أكثر رحابة وتنوعاً. وقال يوسف إن السيد كان يفرّغ شحنات حالته المزاجية والشخصية، ويستبدلها بحالة معاكسة تنحو إلى التجريد المروّض، واستثمار الطابع التأملي للّون الأزرق، وبرمزية طافحة، تنطق بمخزون عاطفي تجاه الأرض البعيدة، والغبار السماوي المتناثر في المخيلة الفلسطينية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©