حذرت إليزابيث بيريز المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في جنيف من أن الأزمة التي تعيشها دولة جنوب السودان تدفع البلاد نحو كارثة الجوع. وأعربت بيريز في مؤتمر صحفي عن قلق المنظمة الدولية العميق إزاء وضع الأمن الغذائي في دولة جنوب السودان خاصة بعد أن أدى القتال إلى انعدامه في المناطق المعزولة وبما ينذر بالخطر.
وقالت المتحدثة إن البرنامج يواجه تحديات خطيرة في نقل المواد الغذائية للمناطق في عمق جنوب السودان بسبب طبيعة طرق الوصول والمخاوف الأمنية وهو ما قد يعوق البرامج المسبقة الإعداد لتخزين المساعدات الغذائية في المناطق التي ستصبح غير قابلة للوصول إليها خلال موسم الأمطار.
وأكدت أن تقديرات البرنامج تشير إلى فقدان أكثر من 4600 طن متري من المواد الغذائية والتي كانت تكفي لإطعام حوالي 275 ألف شخص لمدة شهر وذلك بسبب عمليات نهب في عدة مواقع وحثت أطراف النزاع في جنوب السودان كافة على احترام عمل وحياد الوكالات الإنسانية وتوفير الحماية للإمدادات الإنسانية اللازمة لمساعدة المدنيين الأبرياء المتضررين من النزاع.
وأوضحت بيريز أنه على الرغم من كل التحديات القائمة في دولة جنوب السودان بسبب انعدام الأمن إلا أن برنامج الغذاء العالمي أرسل أكثر من 91 ألف طن متري من المواد الغذائية إلى جميع أنحاء البلاد منذ بداية العام.
وأشارت المتحدثة إلى أن البرنامج يقوم بإيصال المواد الغذائية عبر استخدام مزيج من عمليات النقل الجوى والإنزال الجوى للوصول إلى المدنيين في المناطق النائية من ولاية جونجلي وأعالي النيل والوحدة خاصة بعد أن قطعت الأمطار الطرق في أكثر من ثلثي البلاد ولفتت إلى أن أربعة مراكب ستغادر نهاية الأسبوع لنقل مساعدات غذائية عاجلة من البرنامج تبلغ 1200 طن متري من الحبوب إلى مدينتي ملكال وميلوت في ولاية أعالي النيل وسيتم توزيعها على النازحين الذين فروا من النزاع في جنوب السودان منذ ديسمبر الماضي. وذكرت المتحدثة باسم المنظمة الدولية أنه منذ أبريل الماضي قدم برنامج الغذاء العالمي مساعداته الغذائية لحوالي 390 ألف شخص في 24 من المناطق التي يصعب الوصول إليها، في الوقت الذي واصل فيه توفير حصص غذائية منتظمة إلى أكثر من 200 ألف لاجئ سوداني يعيشون في مخيمات في ولايات الوحدة وأعالي النيل.
ولفتت بيريز إلى أنه حتى الآن قدم البرنامج الدعم الغذائي لحوالي 2ر1 مليون شخص في جنوب السودان وأكدت أن المنظمة الدولية تعاني نقصا في التمويل بحوالي 419 مليون دولار على صعيد عمليات الإغاثة المقرر من خلالها الوصول بالمساعدات إلى حوالي 9ر2 مليون نسمة بحلول نهاية ديسمبر القادم.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام حكومية سودانية أن 150 شخصا على الأقل قتلوا في مواجهات قبلية قرب حقل نفطي في ولاية غرب كردفان في السودان. ونقل مركز الإعلام السوداني عن احد الزعماء القبليين محمد عمر الأنصاري أن هذه المواجهات بين عشيرتين تنتميان إلى قبيلة المسيرية تعود إلى خلاف على الأراضي.
ولم يوضح الأنصاري تاريخ حصول هذه المواجهات، علما بان العشيرتين نفسيهما، الرزيقات وأولاد عمران، سبق أن خاضتا قتالا في المنطقة نفسها قبل شهر.
وقتل 41 شخصا على الأقل في هذه المعارك التي استخدمت فيها بنادق الكلاشنيكوف والقنابل اليدوية، وفق ما قال مصدر قبلي في بداية يونيو. واندلعت المعارك على خلفية نزاع بين العشيرتين حول قطعة ارض تحوي بئرا نفطية، بحسب ما أفاد شاهد.
إلى ذلك، اعرب نائب وزير الخارجية الإيطالي لابو باستيلي عن دعم بلاده للحوار الوطني السوداني، متمنيا ان يسهم بنتائج تعزز دور السودان الفاعل في المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها باستيلي لوكالة الأنباء السودانية عقب لقائه إبراهيم غندور مساعد الرئيس السوداني في الخرطوم والذي تم خلاله بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية ودفعها إلى الأمام في كافة المجالات لا سيما في المجال الاقتصادي.
(عواصم-وكالات)
عدد اليوم
