أكاديميون يثمنون قرار «التنفيذي» بإنشاء مدارس ثانوية فنية بالدولة

أبوظبي (الاتحاد)- أثار قرار المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، أصداء إيجابية واسعة بين القيادات الأكاديمية والتعليمية في الدولة بشأن اعتماد تأسيس مدارس ثانوية فنية جديدة للذكور والإناث على مستوى الدولة، وذلك في إطار خطط الحكومة لدعم سوق العمل بالمهارات الفنية من المواطنين. قرار حكيم وأشادت القيادات التعليمية في الدولة بهذا القرار الحكيم الذي يعكس حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على إحداث نقلة نوعية كبرى في مجال تطوير التعليم الفني من منطلق أنه الأساس المتين لصناعة الكوادر الوطنية المتطورة والمطلوبة في التخصصات كافة اللازمة لمواصلة النهضة الاقتصادية والصناعية في الدولة. وأشار معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم إلى أن القرار يحقق التطوير المطلوب في النظام التعليمي بالدولة حيث أن القيادة الرشيدة تستهدف من هذا القرار التوسع في التعليم التقني والفني في الدولة، وهو الأمر الذي بدأ بقوة منذ إنشاء مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني في إمارة أبوظبي، ومن قبله إنشاء معهد التكنولوجيا التطبيقية وثانويات التكنولوجيا التطبيقية في مختلف إمارات الدولة، بمبادرة وطنية من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يولي التعليم الفني والتكنولوجي، أهمية كبرى إيمانا من سموه بضرورة إعداد شباب الوطن للمستقبل من خلال هذه النوعية من التعليم التقني المتطور. الكوادر الوطنية وأعرب معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم عن سعادته بهذا القرار الذي يخدم المنظومة التعليمية في الدولة بشكل عام وفي أبوظبي بشكل خاص، ويترجم حرص القيادة الرشيـدة على اتخاذ المزيد من الخطوات البناءة نحو المساهمة في صناعة الكوادر الوطنية من الشباب الإماراتي المبدع القادر على التفاعل مع النمو التكنولوجي و والصناعي بما يتوافق مع متطلبات الخطة الاستراتيجية لحكومة أبوظبي 2030، ويحقق الرؤية الاقتصادية للدولة 2020. تشجيع الشباب وأوضح الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد أن تشجيع الشباب الإماراتي على الالتحاق بهذه المدارس يعزز من رفع معدلات التنمية الوطنية، ويرفد سوق العمل بكوادر متخصصة في العديد من المجالات المهنية الصناعية والتكنولوجية المطلوبة بقوة في سوق العمل. وقال الدكتور طيب كمالي مدير مجمع كليات التقنية العليا إن التوسع في إنشاء المدارس الثانوية الفنية يصب في صالح زيادة إقبال خريجي هذه المدارس نحو استكمال دراستهم الجامعية في كليات التقنية العليا، وغيرها من الكليات والجامعات المتخصصة التي تحتضن هؤلاء الطلبة وتوجههم نحو تخصصات تخدم اقتصاد ومجتمع المعرفة. وأشار الدكتور عارف سلطان الحمادي مدير جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث إلى إن القرار يعزز رفع مستوى الوعي الوظيفي القائم على التعليم التقني والمهني بين الشباب عن طريق التوسع في إنشاء المدارس الثانوية الفنية والعمل على جذب الشباب الإماراتي ذكوراً وإناثاً على حد سواء للتنافس للالتحاق بالدراسة والتدريب المتطور في التخصصات الفنية ذات الصلة الوثيقة بالمستقبل الصناعي والتكنولوجي بالدولة. هدف وطني وأشاد المهندس حسين إبراهيم الحمادي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي. وقال “نحن أمة أكرمها الله عز وجل بقيادة حكيمة تعمل من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن”. وأضاف الحمادي “نعمل في إطار استراتيجية لتحقيق هدف محدد يتمثل في زيادة نسبة التعليم الفني في إمارة أبوظبي إلى 30% وذلك خلال العام 2016، وفي الوقت نفسه يتم العمل من أجل تحقيق ذات الهدف على مستوى الدولة، حيث إن الهدف من قرار المجلس التنفيذي المشار إليه هو التوسع في إنشاء المزيد من المدارس الثانوية الفنية بمختلف إمارات الدولة وليس أبوظبي فحسب، مما يجعله من الأهداف الوطنية الرائدة التي تسعى نحو تعزيز جاذبية التعليم والتدريب المهني، وتقديمه بنوعية وجودة عالية وتدريب الطلبة المواطنين ليكونوا فاعلين في مجتمعهم، مع ضمان حصولهم على الفرص الوظيفية التي تناسب تخصصاتهم الدراسية، وتطلق طاقاتهم وقدراتهم نحو آفاق من النجاح والتقدم والازدهار. تخصصات متنوعة وأكد مبارك الشامسي نائب مدير مركز أبوظبي للتعلم والتدريب التقني والمهني، أن قرار المجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي باعتماد تأسيس المدارس الثانوية الفنية يعتبر خطوة قوية نحو تشجيع شباب الإمارات من الرجال والنساء، للالتحاق بالتعليم الفني باعتباره أساس كل تطور صناعي واقتصادي. ولفت إلى أن المدارس الثانوية الفنية تتميز باحتوائها على تخصصات عدة تتوافق مع متطلبات سوق العمل منها: الهندسة الميكانيكية، وهندسة الإلكترونيات، وصيانة الطائرات، وإدارة التموين، وإدارة المرافق والمالية والمحاسبة. وقال الشامسي، إن الدولة فيها حاليا 4 مدارس ثانوية فنية موزعة على مدن أبوظبي والعين ورأس الخيمة والفجيرة، تضم 452 طالبا وطالبة، يشكلون الدفعة الأولى التي سيتم تخريجها عام 2014، كما سيفتتح مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني 5 مدارس فنية جديدة في شهر سبتمبر المقبل، وهي ثلاث مدارس للإناث في أبوظبي والعين وعجمان، واثنتان للذكور في دبي وعجمان، وذلك بسعة استيعابية تبلغ 1650 طالباً وطالبة، من بينهم 600 طالبة، ليصبح المجموع الكلي للمدارس الفنية في الدولة 9 مدارس تغطي جميع إمارات الدولة، ليصل العدد الكلي إلى 2000 طالب وطالبة، علماً بأن 5 آلاف طالب وطالبة تقدموا للالتحاق بهذه المدارس، وتم قبول 1650 فقط، بواقع 200 طالبة في كل المدارس الفنية الثلاث للإناث، و1050 طالباً في مدرستي دبي والفجيرة للبنين. التعليم التكنولوجي وأكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية أن القرار يأتي لاستكمال منظومة التعليم التكنولوجي والتقني في الدولة، فعندما تتوسع الدولة في إنشاء ثانويات التكنولوجيا التطبيقية جنبا إلى جنب مع المدارس الثانوية الفنية فإن النتيجة الطبيعية هي تطوير النظام التعليمي بالدولة، والانتقال به إلى النظام التقني والتكنولوجي المطلوب لرفد سوق العمل بالكوادر الوطنية المتخصصة،. وأضاف كما أن التوسع في التعليم التقني والتكنولوجي يعني إنشاء مسار دراسي تخصصي جديد يتمثل في المسار الفني الثانوي ليصبح الطالب بذلك أمام ثلاثة خيارات وهي :المسار العلمي والأدبي والفني، لافتاً إلى أن سوق العمل بحاجة إلى خريجي المسار الأخير، خاصة في ضوء وجود حاجة متزايدة لخريجي هذا المسار. الاتجاه العالمي وقالت الدكتورة كاثلين هودج المدير التنفيذي في معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني إن القرار يعكس حرص القيادة الرشيدة على النهوض بالعملية التعليمية والسير بها نحو الاتجاه العالمي الذي يشجع التعليم الفني، كما أن معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني يعمل على تطـوير التعليــم والتدريــب المهنـي بالدولة، من خلال إعـداد الطلبة المواطنين للحصول على فرص تدريبية تلبى احتياجات المجتمع وقطاع الأعمال والصناعة، علماً بأن المعهد لديه 4 فروع، وهي معهد الجزيرة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، ومعهد الجاهلي للعلوم والتكنولوجيا في العين، ومعهد بينــونة للعلوم والتكنولوجيا في المنطقة الغربية، ومعهد الريف للإمداد والتكنولوجـيا التطبيقية في الشهامة أبوظبي. وقال الدكتور عادل العامري مدير معهد الجزيرة للعلوم والتكنولوجيا إن القرار يساهم في استثمار الطاقات الابداعية لدي الطلبة المواطنين منذ الصغر، وتوجيههم نحو المجالات الهندسية والتكنولوجية والفنية المطلوبة، والتي تحقق المصلحة العليا للمجتمع. وأوضح الدكتور خضر عبيد مدير المدارس الفنية على مستوى الدولة أن المدارس الثانوية الفنية تشهد إقبالاً كبيراً من طلاب الصف التاسع، خاصة من جانب الطالبات، حيث تقدمت 650 طالبة في عجمان فقط، فيما تم اختيار 200 طالبة للعام الدراسي المقبل، مما يشير إلى أهمية إنشاء المزيد من المدارس الفنية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المقبلين على التعليم الفني.