الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هولندا وكوستاريكا.. «وجبة دسمة» بملعب «فاتح الشهية»!

هولندا وكوستاريكا.. «وجبة دسمة» بملعب «فاتح الشهية»!
5 يوليو 2014 02:37
يصطدم المد الهولندي مجدداً بدفاع صلب يجسده منتخب كوستاريكا في ربع نهائي مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم اليوم في سالفادور دي باهيا، ويدرك المنتخب «البرتقالي» جيداً ملعب «أرينا فونتي نوفا»، الذي شهد سحقه إسبانيا حاملة اللقب 5 - 1 في افتتاح مبارياته ضمن المجموعة الثانية في 13 يونيو الماضي، وستكون المباراة الأخيرة على ملعب فاتح للشهية على تسجيل الأهداف، إذ اهتزت شباكه 24 مرة في خمس مباريات، لكنْ أرين روبن وروبن فان بيرسي، قائدا الهجوم الأقوى في النهائيات (12 هدفاً في أربع مباريات مقابل 5 لكوستاريكا) سيتواجهان مع الدفاع الأصلب (هدفان في أربع مباريات مقابل 4 لهولندا)، وحارسه الخارق كيلور نافاس. لكن روبن ونافاس يخوضان المواجهة بعد أزمتين مختلفتين، فالأول واجه حملة ضخمة لاعترافه بالغطس في مباراة المكسيك ضمن الدور الثاني من دون أن يعرضه ذلك لعقوبة الاتحاد الدولي، والثاني تعرض لإصابة في كتفه قد تهدد مصير مشاركته أمام فريق المدرب لويس فان جال. أصيب نافاس، بطل الركلات الترجيحية أمام اليونان، في الكتف، ولكن ذلك لن يمنعه من المشاركة، إذ قال اريك سانشيس معالج المنتخب القادم من وسط أميركا إن إصابة نافاس تتطلب الكثير من الحذر، ولكن هذا لا يعني أنه لن يشارك اليوم. هولندا وصيفة 2010 تخطت المكسيك بشبه معجزة 2 - 1 في ثمن النهائي، فعندما كانت في طريقها للعودة إلى أمستردام لتخلفها بهدف جيوفاني دوس سانتوس حتى الدقيقة 88، استفاد فان جال من وقت مستقطع لتبريد اللاعبين فغير تكتيكه ما فتح الباب لتسجيل هدفين قاتلين عبر ويسلي شنايدر وكلاس يان هونتيلار من ضربة جزاء، فحققت فوزها الرابع على التوالي، حيث سجلت هدفين على الأقل في المباراة وهو إنجاز تتقاسمه مع كولومبيا، كما أنها قلبت تأخرها للمرة الثالثة في النهائيات الحالية بعد مباراتي إسبانيا وأستراليا. علق فان جال على اعتماد الوقت المستقطع: «انتقلت إلى الخطة (ب) خلال وقفة التزود بالمياه، لكنها كانت طريقة ذكية للاستفادة، تمكنت من نقل الخطة للجميع». في الدقيقة 76، دفع فان جال بكلاس يان هونتيلار، لأول مرة في البطولة، بدلاً من روبن فان بيرسي غير الموفق، بعد لحظات، طرح خطته البديلة: «كنت أعرف أننا سنحصل على هذه الوقفة، تدربنا على ذلك مع هونتيلار وديرك كاوت في المقدمة وكرات طويلة في العمق». وهذه المرة السادسة التي بلغ فيها منتخب الطواحين الدور ربع النهائي بعد 1974 و1978 و2010 عندما وصل إلى النهائي و1994 عندما خرج من الدور ذاته و1998 عندما خرج من دور الأربعة أمام البرازيل. يصر فان جال على أن هولندا المصنفة 15 عالمياً لن تستخف بكوستاريكا المصنفة 28: «دعوني أقول لكم شيئاً، الإعلام الهولندي لم يتوقع أن نتخطى الدور الأول، فكيف أصبحنا الآن مرشحين للفوز على كوستاريكا، لا أعرف ذلك. لاعبو فريقي متواضعون، روح الفريق رائعة، والأجواء ممتازة وهذا ما قادنا إلى الفوز، كوستاريكا خضم صعب، وإلا لما نجحوا بالتأهل إلى ربع النهائي». أما كوستاريكا التي لم يرشحها أحد للعب دور الحصان الأسود، نظراً لرفعة مستوى المنتخبات التي وقعت في مجموعتها وهي إيطاليا بطلة العالم أربع مرات (1- صفر)، والأوروجواي صاحب اللقب مرتين (3 - 1)، وإنجلترا المتوجة مرة واحدة (صفر - صفر)، فعانت كذلك بعد فوزها بعشرة لاعبين على اليونان 5 - 3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1. وكانت كوستاريكا على شفير حسم المباراة في وقتها الأصلي قبل أن تسجل اليونان هدفا قاتلاً أجل الحسم إلى ركلات الترجيح، حيث تابع نافاس تألقه وقاد منتخب بلاده إلى دور الثمانية. وأكدت كوستاريكا تميزها الدفاعي في النهائيات، حيث اهتزت شباكها بهدفين في أربع مباريات، الأول من ركلة جزاء للأوروجوياني ادينسون كافاني والثاني عن طريق اليوناني سقراطيس باباستاتوبولوس في الوقت القاتل من مواجهة ريسيفي. وأصبح إنجاز عام 1990 حين بلغ «تيكوس» الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه بقيادة مدربه السابق الصربي الفذ بورا ميلوتينوفيتش بعد أن حل ثانيا في المجموعة الثالثة خلف البرازيل وأمام أسكتلندا والسويد قبل أن يودع بخسارة مذلة أمام تشيكوسلوفاكيا 1 - 4، من الماضي لأن لاعبي كوستاريكا حققوا الإنجاز الأكبر ببلوغ الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخهم. وقال المدرب الكولومبي لكوستاريكا خوسيه لويس بينتو عن مباراة هولندا: «سنواجه فريقاً رائعاً لكننا سعيدون بذلك، لا أعرف إلى أي حد يمكننا الذهاب، نحن نحترم هولندا لكننا نريد الفوز، وسنعطي كل شيء لتحقيق ذلك لأننا نعيش لحظة لا تتكرر مراراً في الحياة، ونعرف أن لديهم فريقا ذات مستوى عالمي، لذا يجب علينا أن نعطي أقصى ما لدينا». وتبدو الأجواء الاحتفالية لمونديال البرازيل قد تركت أثرها على النفوس في المنتخب الهولندي الذي يعيش بوئام تام في أجواء ريو دي جانيرو وعلى شواطئها، إذ اعتاد الهولنديون على المشاكل في معسكرهم في غالبية البطولات التي يشاركون بها، فقال شنايدر الذي خاض مباراته الـ15 في العرس العالمي وبات أكثر اللاعبين الهولنديين مشاركة في المونديال: «مقارنة بالأجواء التي عشناها في كأس أوروبا 2012، فكأنك تقارن النهار بالليل، لدي انطباع بأننا نعيش مجدداً مونديال 2010». وأضاف شنايدر الذي سجل في مرمى المكسيك هدفه السادس في كأس العالم وبات ثاني أفضل هداف هولندي بعد جوني ريب (7 أهداف) بالتساوي مع دنيس برجكامب وروبي رنسنبرينك وروبن: «كنت متخوفا قبل البطولة، لكن سرعان ما اختفت هذه المخاوف، هذه المجموعة تعيش بتناغم جيد، الأجواء ممتازة»، فيما رأى ديرك كاوت الذي ضحى من أجل الفريق بشغل مراكز متعددة أن «تواجد الزوجة بشكل منتظم يلعب دوراً مهماً جداً». وستفتقد هولندا لقوة ضاربة في وسطها إثر إصابة نايجل دي يونج بتمزق عضلي في مباراة المكسيك وسيغيب بالتالي لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع». وفي ظل غياب دي يونج، يمكن لفان جال الاعتماد على المدافع دالي بليند، نجل اللاعب الدولي السابق داني بليند والمرشح لقيادة هولندا في المستقبل، كما يملك جوناثان دي جوزمان وليروي فير الغائب عن مباراة المكسيك بسبب الإصابة. وكان فان جال قام بتبديل مفاجئ في مباراة المكسيك عندما استبعد الجناح الأيمن داريل يانمات الأساسي في أول ثلاث مباريات لحساب بول فرهايج، لكن يانمات المتفاجئ لغيابه يأمل استعادة ثقة مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي المقبل: «كانت ضربة لم أتوقعها، سأتابع تماريني بقوة وإذا احتاج إلى المدرب ساكون جاهزاً، الفريق يأتي أولاً، نحن هنا لمهمة واحدة: الفوز بكأس العالم». (ريو دي جانيرو - أ ف ب) ورقة المباراة اليوم والتاريخ: السبت 5 يوليو 2014 التوقيت: منتصف الليل الدور: ربع النهائي الملعب: أرينا فونتي نوفا في سالفادور نجاحات مورينيو ألهمت المدرب بينتو: «المغامرة» في المونديال لم تنته! يعترف مدرب منتخب كوستاريكا خورخي لويس بينتو بأنه يدين بالمشوار الخرافي لمنتخب بلاده في مونديال 2014 وبلوغه الدور ربع النهائي حيث سيلتقي اليوم مع هولندا، إلى البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يطلق عليه لقب «المميز». لم يسبق لمورينيو أن اشرف على تدريب أحد المنتخبات الوطنية، لكن النجاحات التي حققها خلال تدريبه لأندية بورتو البرتغالي، تشيلسي الإنجليزي، الإنتر الإيطالي وريال مدريد الإسباني، ألهمت مدرب كوستاريكا ليقود فريقه إلى تحقيق أكبر مفاجأة في المونديال الحالي. وكانت كوستاركا مرشحة لأن تكون جسر عبور لمنتخبات مجموعتها الرابعة المؤلفة من إيطاليا بطلة العالم أربع مرات، والأورجواي حاملة اللقب مرتين وإنجلترا المتوجة مرة واحدة، لكنها قلبت الطاولة على رأس الجميع بتصدرها المجموعة قبل أن تتخطى اليونان بطلة أوروبا في الدور الثاني بركلات الترجيح على الرغم من إكمالها المباراة بعشرة لاعبين اعتباراً من منتصف الشوط الثاني وعلى مدى الوقت الإضافي بالكامل. وكان تجربة بينتو (61 عاماً) في البطولات الكبرى تقتصر فقط على إشرافه على منتخب كولومبيا في كوبا أميركا عام 2007 (خرج فريقه من الدور الأول) وعلى كوستاريكا في الكأس الذهبية العام الماضي (بلغ ربع النهائي). ويقول بينتو أنه من المهم جداً إذا أردت تحقيق النجاح أن تعتمد على أسلوب تدريبي مستقر، وقال في هذا الصدد «مهمتي الأولى هي أسلوب التدريب وكيفية مقاربته من أجل أن استخرج أكثر ما يمكن من قدرات فريقي خلال الحصص التدريبية». وأضاف: «أوافق مورينيو عندما يقول إن كرة القدم تتعلق في المقام الأول حول الأساليب التدريبية: الفكرة، التطبيق وبالطبع الاستراتيجية». ويؤمن بينتو الذي بدأ مسيرته التدريبية بالأشراف على نادي ميلوناريوس الكولومبي ثم على 10 أندية أخرى، بقوة بأن العمل الدؤوب والجهود المضاعفة هي التي تبقي لاعبيه في قمة لياقتهم البدنية. وتابع: «لم تنته كأس العالم بالنسبة إلينا، ولن نكتفي بما تحقق حتى الآن»، مطالباً لاعبيه بعدم التراخي بعد أن تخطوا التوقعات الملقاة عليهم بقدر كبير. وتعتبر كوستاريكا الواقعة في وسط القارة الأميركية وتحديداً بين بنما ونيكاراجوا من أصغر الدول المشاركة في هذه البطولة، حيث يبلغ عدد سكانها 8, 4 مليون نسمة (51 ألف كلم مربع). وأعرب المدرب عن فخره من الأسلوب الذي يقدمه فريقه في البطولة الحالية بقوله «لقد أظهرنا قدرتنا على تقديم كرة قدم جميلة وهذا الأمر يشعرني بالفخر». يذكر أنها المرة الثانية التي يشرف فيها بينتو على منتخب كوستاريكا بعد أولى استمرت عاماً واحداً بين 2004 و2005، وسبق للمدرب أن أحرز اللقب المحلي في بطولات كولومبيا، كوستاريكا، البيرو وفنزويلا. ويعتمد بينتو مقاربة مختلفة في التدريب ويركز دائماً أمام لاعبيه على نقاط القوة والضعف لدى المنتخبات المنافسة، ويشرح لهم فلسفة مختلفة عن أساليب التمارين للمنتخبات الناجحة على مدى التاريخ، ويكشف: «كرة القدم هي حياتي، شغفي مهنتي والشيء الذي ألجأ إليه لكي أتسلى»، معتبراً أن كرة القدم لا تختلف عن الأمور الأخرى في الحياة، وقال: «كرة القدم تتطور تماماً كالعالم، كالسيارات، كالكومبيوترات، وبالتالي يتعين علينا أن نكون على اطلاع لجميع التطورات التي تطال رياضتنا»، وتابع: «كل حياتي حلمت بخوض كأس العالم، وها هو الحلم يتحقق». قد يحقق بينتو ما هو أبعد من الحلم في حال نجح فريقه في تحقيق مفاجأة جديدة تتمثل بإقصاء هولندا، إن غداً لناظره قريب. (سالفادور دي باهيا - أ ف ب) «البلاد المنخفضة» تريد التخلص من «الحاجز الأخير» وقفت البلاد المنخفضة ثلاث مرات عند حاجز النهائي، فخسرت أمام مضيفتها ألمانيا الغربية 1-2 في زمن «الطائر» يوهان كرويف عام 1974، ثم النهائي التالي على أرض الأرجنتين 1-3 بعد تمديد الوقت في 1978، قبل أن تتخطى البرازيل في ربع نهائي النسخة الماضية ويقهرها رندريس إينيستا في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي مانحاً إسبانيا لقبها الأول. عندما قاد المايسترو رينوس ميتشلز البلاد المنخفضة من دكة البدلاء في سبعينيات القرن الماضي، ترجم الهولندي الطائر يوهان كرويف فلسفته، فاخترعت الطواحين كرة شاملة استعراضية لا تزال عالقة في الأدهان أورثتها لاحقاً لتشكيلات أياكس أمستردام وبرشلونة وغيرها، وترجمها الثلاثي ماركو فان باستن، رود خوليت وفرانك ريكارد مع ميلان الإيطالي. (ريو دي جانيرو - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©