الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي والصحابة تعرضوا لكل أنواع الإرهاب

19 يونيو 2015 20:50
أحمد محمد (القاهرة) تعرَّض المسلمون الأوائل لكل أنواع الإرهاب من الإيذاء والتعذيب والاضطهاد والحصار والتهجير والقتل، بكل الوسائل المتاحة أمام قريش، مع قسوة القلوب المتحجرة، ورفض الدعوة التي وجدت قريش أنها خطر يهز كرامتها ومكانتها في سدانة البيت الحرام، وتأثر موقفها المالي من التجارة في موسم الحج، فخاف أهل مكة من أن دعوة الرسول ستبطل الأصنام وتطيح الآلهة الكاذبة. كل المسلمين أصابهم إيذاء الكفار، إما بالكلام أو بالأفعال حتى أن الصحابة كانوا يستخفون بصلاتهم عن المشركين، ويذهبون في الشعاب، ومع ذلك وصل إليهم المشركون وعابوهم وقاتلوهم، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم من ذلك، فقد كانوا يضعون بقايا الذبائح من الفرث والدماء على بابه ويحسون التراب ويضعون رحم شاة مذبوحة على رأسه وهو ساجد. ضعاف المسلمين وكانت قريش تعذب ضعاف المسلمين، أمرت كل بيت أن يقوم بتعذيب من يتبعه، وكان من أشد من لقي العذاب بمكة الموالي، إذ إن قريشاً جعلت كل أحقادها وكراهيتها عليهم لأنهم لم يكن لهم منعة ولا عصبة. ومن أشهر من عذب في مكة آل ياسر، ويضرب بهذه الأسرة المثل في الابتلاءات في تاريخ الإسلام، فقد كان بنو مخزوم يخرجون بهم إذا حميت الظهيرة فيعذبونهم برمضاء مكة، وقد مر بهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون، فقال: «أبشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة»، وقام أبوجهل بطعن سمية بنت خياط زوجة ياسر، وأم عمار في قُبلها بحربة فماتت، وكانت أول شهيدة في الإسلام، ثم قُتل ياسر في العذاب وتفنن الكفار في تعذيب عمار حتى حملوه على النطق بكلمة الكفر بلسانه فتنزل فيه قول الله تعالى (... إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ...). ومن الذين عُذبوا بلال بن رباح ولم يلق نصيراً ولا معيناً وكان عبداً حبشياً مولاه أمية بن خلف يخرجه في حر الظهيرة، فيطرحه على ظهره في البطحاء، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول أحد أحد. عذاب عظيم وممن عذب في مكة بسبب إسلامه خباب بن الأرت، سبي في الجاهلية وبيع في مكة وكان مولى لأم أنمار الخزاعية، يعمل حداداً في صناعة السيوف، وقد لقي من صنوف العذاب في المال والنفس الشيء العظيم من العاص بن وائل. رغم ذلك، وجدت قريش أن المسلمين يزدادون يوما بعد يوم، وسياسة التعذيب والاضطهاد لم تثنهم عن عقيدتهم، لذا فكرت في مواجهة شاملة تواجه بها محمداً وأصحابه ومن يناصرهم، عقد الكفار اجتماعاً طارئاً، وخرجوا بقانون جديد، هو «المقاطعة» تفعيل سياسة الحصار الاقتصادي، وكتبوا ذلك في صحيفة عرفت بـ «صحيفة المقاطعة» وعلقوها في جوف الكعبة. مرحلة جديدة بدأت مرحلة جديدة من المعاناة والألم، عاشها المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية، بلغ الأذى من المشركين أشده واجتمعت قريش على قتل النبي صلى الله عليه وسلم علانية، جمع أبو طالب بني أبيه وأمرهم أن يدخلوا الرسول شعبهم، ويمنعوه ممن أراد قتله فاجتمعوا مسلمهم وكافرهم، فلما عرفت قريش أجمعوا أمرهم، على أن لا يجالسوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا الرسول للقتل وكتبوا في مكرهم صحيفة لا يقبلوا من بني هاشم أبداً صلحاً، فمكث بنو هاشم في الشعب ثلاث سنين واشتد عليهم البلاء، وقطعوا عنهم الأسواق، لا يصل إليهم شيء إلا سراً. سجن كبير أصبحت مكة سجناً كبيراً يعذب فيه المسلمون، واشتد عليهم البلاء من قريش، تفرغ الكفار لحرب المؤمنين، بدا واضحاً أن النية هي الاستئصال، وكاد المسلمون أن يُستأصلوا بالكلية، فقام الرسول بالتخطيط لإنقاذ الدعوة والمؤمنين، بوسيلة جديدة لمجابهة الطغاة، فكر في الهجرة، وقد هاجر المسلمون إلى الحبشة، فراراً بدينهم وحماية لحياتهم، ومع ذلك بعثت قريش تطلب إرجاعهم، ومضت سنوات طويلة على هذه الصنوف من الإرهاب إلى أن كانت كلمة الله هي العليا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©