السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

6 أسباب جوهرية وراء «الانفجار التهديفي»

6 أسباب جوهرية وراء «الانفجار التهديفي»
5 يوليو 2014 02:02
الانفجار التهديفي في مونديال البرازيل 2014، كان ولا يزال حديث الجميع في أروقة البطولة، وما بين تباهي اللجنة المنظمة و«الفيفا» بهذه الأرقام التي تشير إلى بطولة استثنائية في أرض كرة القدم، كانت لجنة الدراسات الفنية التابعة لـ «الفيفا» تدرس الأرقام وتضعها تحت مجهر التحليل، من أجل الوصول إلى الأسباب التي أدت إلى هذه الوفرة التهديفية بطريقة ملحوظة، وكانت خلاصة هذه الدراسات 6 أسباب فنية. أول هذه الأسباب هو الجاهزية البدنية حيث تقول لجنة الدراسات الفنية إن الفضل في العدد القياسي من الأهداف التي تم تسجيلها حتى الآن في كأس العالم الحالية خلال دور المجموعات ودور الـ16 لا يعود الفضل فيه إلى اللاعبين وحسب، ولكن للمعدين البدنيين دورا مهما في ذلك، من خلال الإعداد المثالي للفرق لمواجهة ظروف الطقس والرطوبة والحرارة، وكذلك ظروف الانتقال الدائم التي عاشتها المنتخبات وظروف السفر الطويل خلال هذه البطولة بين المدن المستضيفة المختلفة، ولعب هذا الإعداد دوراً حيوياً في تخلص اللاعبين من الإرهاق والضغوط المصاحبة وهم يخوضون مباراة كل 5 أو 6 أيام. وعندما تكون اللياقة البدنية والقدرة على التحمل في أفضل مستوياتها، فهذا يسمح للفرق لانتهاج أساليب هجومية سريعة ومستمرة لفترات طويلة، وحدثت مشاكل بالنسبة لبعض اللاعبين في الملاعب التي شهدت حرارة عالية أو التي ذهبت إلى الأشواط الإضافية ولكن هذا ليس بالطريقة نفسها التي كانت عليها قبل 10 أو 20 عاماً. ويقول صنداي أوليسيه اللاعب الدولي النيجيري السابق، وعضو لجنة الدراسات إنه كان يعتقد أن ظروف الطقس الحارة في البرازيل سيكون له آثار سلبية على الفرق التي سوف تختزل جهودها، وتقوم بتوزيع جهودها على مدار المباريات، ولكن هذه الظنون لم يكن لها مكان على أرض الواقع، حيث ظهرت الفرق في أتم جاهزيتها البدنية، وتغلبت على ظروف الطقس التي كانت مصدراً للقلق بالنسبة للبعض. أما السبب الثاني فهو عامل الأرض وخصوصاً بالنسبة للفرق المنتمية إلى القارة اللاتينية، والتي كانت تشعر أنها تلعب على أرضها في البرازيل، ولم تشعر بالغربة على الإطلاق، والدليل أنها كانت تمثل نصف عدد الفرق التي ظهرت في دور الـ16، ويقول الفرنسي جيرارد هولييه مدرب ليفربول السابق وعضو لجنة الدراسات الفنية في «الفيفا» إن الفرق اللاتينية كانت متأقلمة ومنسجمة في الملاعب البرازيلية، وهو ما لا يحدث عندما تسافر إلى خارج قواعدها بعيداً عن القارة. وحسب لجنة الدراسات الفنية، فإن السبب الثالث هو الحالة الجيدة للمهاجمين، حيث يبدو أن لاعبي الهجوم الذين نسوا الذهاب بأحذيتهم التي يسجلون بها الأهداف إلى جنوب أفريقيا قبل 4 سنوات، لم ينسوها هذه المرة، وجاؤوا بها إلى البرازيل، وعلى سبيل المثال الهولنديان أرين روبن وفان بيرسي أحرزا معاً 3 أهداف في مونديال جنوب أفريقيا 2010، ولكن في هذه البطولة سجل كل منهما هذا العدد من الأهداف بمفرده، كل هذا قبل مباريات دور الثمانية ومع وجود إمكانية لتسجيلهم المزيد من الأهداف في المباريات القادمة. كما أن المهاجم الألماني توماس مولر هو مثال آخر حيث إنه سجل 5 أهداف في مونديال جنوب أفريقيا 2010 وضعته هدافاً للبطولة آنذاك، ولكن هذا العدد من الأهداف يبدو أنه لن يكون كافياً في هذه البطولة، حيث أحرز الكولومبي جيمس رودريجيز خمسة أهداف قبل مباريات دور الثمانية، وكذلك الأرجنتيني ميسي الذي لم يسجل أي هدف في جنوب أفريقيا ولكنه سجل أربعة أهداف في البطولة الحالية، وهو العدد نفسه من الأهداف الذي سجله كل من مولر والبرازيلي نيمار، ويقول هولييه إن لجنة الدراسات تعتقد أن أحد الأسباب المهمة للعدد الكبير من الأهداف هو بسبب وجود جيل رائع من المهاجمين الخطيرين. أما بالنسبة للسبب الرابع فهو الجانب التكتيكي، حيث قام المدربون بانتهاج أساليب وخطط لعب هجومية لذا حصلوا على نتائج إيجابية، وعلى سبيل المثال أمام إيران قام المدرب الأرجنتيني سابيلا بوضع ثلاثة لاعبين في خط الهجوم ليتكون من ميسي وهيجوايين وسيرجيو أجويرو، كما أنه في الكثير من الحالات كان المدربون يضعون ثلاثة لاعبين في خط الدفاع مع السماح للظهيرين بالتقدم إلى الأمام والانضمام إلى خط الوسط لمساعدة لاعبي هذا الخط للضغط في منطقة الخطر، وكذلك فإن الفرق أصبحت تمتلك القدرة على التحول من الدفاع إلى الهجوم بسرعة فائقة، كما فعل منتخب تشيلي في المباراة التي تغلبت فيها على منتخب إسبانيا حامل اللقب. وعن هذا السبب، قال الفرنسي هولييه إن بعض المباريات كانت أشبه بمباريات لعبة الهوكي أو كرة السلة، حيث تنتقل الكرة من المرمى الأول إلى الثاني بسرعة، كما أن الوجود في البرازيل يشكل عاملا إضافيا حيث يشعر اللاعبون برغبة ملحة في التألق على اعتبار أن البرازيل هي بلد الفن الكروي. السبب الخامس كما اتفقت لجنة الدراسات الفنية، هو الكرة الرسمية المعتمدة في البطولة، حيث كانت هناك انتقادات على كرة الجابولاني التي تم استخدامها في جنوب أفريقيا 2010 والتي كانت تدور بسرعة كبيرة، ولكن الكرة المستخدمة في البطولة الحالية كانت جيدة للغاية، ولم تكن هناك أي ملاحظات سلبية عليها من قبل اللاعبين أو حراس المرمى بل على العكس كان هناك سيل من الإشادات، وعملياً أثبت ذلك اللاعب الكولومبي جيمس رودريجيز بإحرازه الهدف العبقري في مرمى أوروجواي والذي تعتبره لجنة الدراسات الفنية أجمل أهداف البطولة، وكانت المنتخبات حصلت على هذه الكرة الجديدة قبل شهور من انطلاقة البطولة حتى يحصل اللاعبون على الوقت الكافي للتدرب والتعود عليها. أما السبب السادس فهو انتشار المعرفة، حيث إنه في ظل عولمة اللعبة تقلصت الفجوة المهارية بين الفرق القوية والضعيفة، يضاف إليها اللعب في الدوريات القوية والخبرة الكبيرة التي يحصل عليها معظم اللاعبين والتي تنعكس إيجابياً على أدائهم مع منتخباتهم، وبالتالي تكسب هذه المنتخبات المزيد من القوة، كما أن الاعتماد على المدربين الأجانب المميزين كان له دور مهم أيضاً، وعلى سبيل المثال فإن اللاعبين الـ23 في منتخب كوستاريكا يلعبون في 11 دولة مختلفة ويقودهم مدرب كولومبي، ونجحوا في الفوز على فريقين سبق لهما الفوز بلقب كأس العالم وهما أوروجواي وإيطاليا ومن ثم التغلب على منتخب اليونان بطل كأس أوروبا عام 2004 ليصلوا إلى الدور ربع النهائي للبطولة. ويقول المدافع الفرنسي مامادو ساخو إنه لم يعد من السهل التغلب على المنتخبات التي كانت في السابق تصنف أنها ضعيفة، فالكل يتحسن وكرة القدم عالمياً تتطور، والكل يتحسن ويتطور على المستويات التقنية والتكتيكية والبدنية. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©