الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كأس العالم يسحب البساط من تحت أقدام «الـــــدراما»!

كأس العالم يسحب البساط من تحت أقدام «الـــــدراما»!
5 يوليو 2014 02:03
رضا سليم (دبي) تعيش الدراما العربية أزمة كبيرة خلال شهر رمضان المبارك بسبب كأس العالم بالبرازيل، الذي أصابها بالركود، بعدما تراجع الجمهور عن متابعة المسلسلات، وبات همه الأول والأخير متابعة مباريات المونديال، التي تزداد إثارة في أدوارها النهائية، بل إن الأزمة امتدت إلى البيوت وتحولت إلى صراع بين أفراد الأسرة الذين تجمعوا على مائدة الإفطار، وبعدها مباشرة تنطلق المباريات في الثامنة مساء، وانتقلت العدوى من البيوت إلى المجالس والخيم الرمضانية والمقاهي التي رفعت شعار «لا صوت فوق صوت المونديال». أفرز ماراثون الدراما الرمضاني عدداً كبيراً من المسلسلات التي تجاوزت الـ50 أبرزها صاحب السعادة للفنان عادل إمام، ودهشة للفنان يحيي الفخراني، وامبراطورية مين وسرايا عابدين وابن حلال ودلع البنات، ودكتور أمراض نسا، وجبل الحلال، وكلام على ورق، وسجن النسا واتهام وغيرها، وحرصت عدد من القنوات الفضائية على أن تكون بعض المسلسلات حصريا من أجل جذب الجمهور، والذي يمثل هدفا لكل القنوات والمرتبط أيضا بالحملات الإعلانية في هذه القنوات خاصة في وقت الذروة التي تأتي هذا العام في توقيت المونديال الذي سحب البساط من تحت أقدام الدراما العربية. اعتراف طرحنا القضية في أكثر من اتجاه، واعترف الفنانون بتفوق المونديال على الدراما العربية، ولكنهم أكدوا الأسباب التي أدت إلى عزوف الجمهور عن متابعة المسلسلات بسبب أن توقيت الذروة لعرضها جاء في نفس توقيت إذاعة المباريات في المونديال، ولم تبحث القنوات الفضائية عن حلول أخرى. يؤكد الفنان الإماراتي سيف الشحي أن هذه الظاهرة واقعية، وأن هناك تضارباً بين مواعيد المسلسلات ومباريات المونديال، ومن الصعب على المشاهد أن ينظم وقته بين الدراما والمونديال، وهناك خطأ كبير وقعت فيه القنوات الفضائية، وهي عدم تجنب مواعيد المباريات لإذاعة الأعمال الدرامية، ولو فعلت ذلك كانت نسبة المشاهدة أعلى بكثير من وضعها الحالي، خاصة أن العالم كله يتحدث عن كرة القدم، ولا يوجد تعليق واحد على مواقع التواصل الاجتماعي، والمونديال تفوق على الدراما، رغم أن رمضان يمثل موسم الدراما العربية. وأضاف أن المسلسلات عديدة، وتجاوز العدد 50 مسلسلاً، وهناك دراما تستحق المشاهدة وأخرى لا قيمة ولا طعم، ومن الطبيعي أن تعرض القنوات هذه المسلسلات بعد رمضان، طالما أن المونديال يؤثر على المشاهد، والبيوت تفضل المباريات، وربما توقيته لن يأتي في رمضان مرة أخرى أي أنه حالة طارئة وتمر، والحقيقة أنني من خلال متابعتي وجدت أن المجالس والمقاهي تذيع المباريات، ولا أحد يلتفت للدراما نهائيا، فليس من المنطقي أن يترك الجمهور متابعة مباراة الجزائر وألمانيا كي يتابع مسلسل فشلت القناة في تغيير موعده. وأوضح بأنه كممثل لا يتابع الدراما الرمضانية، بل يتعلق بالمباريات في المونديال، وأنه لا يوجد وقت لدى المشاهد، ولم تدرك شركات الإنتاج، أو القنوات الفضائية هذه المشكلة ولم تفكر في معالجتها. صوت المونديال ويقول الدكتور عطا حسن عبدالرحيم عميد كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة الجزيرة: «نسبة المشاهدة في المونديال أعلى بكثير من مسلسلات رمضان، ويكفي أن حفل الافتتاح تجاوز عدد مشاهديه المليار شخص من مختلف دول العالم، وأن التعليقات على حفل المونديال تجاوز التعليقات على حفل الأوسكار العالمي 60 ضعفاً، لأنه أكبر نشاط اجتماعي يحظى باهتمام كبير بجانب أن دراسة كشفت عن أن مشاهدي المونديال تجاوز المليار في المباراة الواحدة، أي أن مشاهدي كأس العالم يتجاوز 60 مليار، وهو تأكيد على أن الصوت الأعلى للمونديال على مسلسلات رمضان، التي أصابها الركود. وأضاف أن المونديال أثر على المسلسلات بالسلب، خاصة أن المباريات جاءت في توقيت الذروة بالنسبة للمسلسلات والبرامج الرمضانية، بل إنه أثار الكثير من المشاكل في البيوت العربية، خاصة مع مشاركة منتخب عربي هو الجزائر الشقيق الذي كان يتابعه الملايين، وبعد خروج الجزائر لم تترك الجماهير المونديال، لأنه حدث يتكرر كل 4 سنوات، بجانب أن الجمهور العربي يشجع لاعبين كبار في المونديال، وينحاز لمنتخب من أجل لاعب، مثل ميسي في الأرجنتين وزميله دي ماريا، أو من يشجع منتخب البرازيل من أجل نيمار، وهو ما ينطبق على كل المنتخبات الكبيرة التي لها جمهور عربي كبير. وأشار إلى أن البرامج الرمضانية كانت تلعب بمفردها دون منافس، إلا أنها ستفقد بريقها بعد انتهاء كأس، لأنها لن تجد المتابع، ولا يمكن أن ينسجم معها المشاهد من جديد. جمهور جديد وتطرق الدكتور نجيب محفوظ أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمارات إلى قضية مهمة في رمضان وهي التفاف الأسرة وقت الإفطار على مائدة واحدة وقناة فضائية واحدة، وأنه دائما ما ترضخ الأسرة لطلبات الأبناء والأب لمشاهدة مباريات المونديال، وقال: «كأس العالم يحدث كل 4 سنوات، والجميع ينتظره بفارغ الصبر في الوقت نفسه، فإن شهر رمضان هو جو اجتماعي يحرص فيه الجميع على التجمع وقت الإفطار، من خلال تنظيم العمل، وهو ما يبعث بالألفة بين الجميع، خاصة أنهم يتجمعون على مائدة واحدة، وأمام شاشة واحدة، وبالطبع هناك رغبات للأم والبنات، إلا أنهم في النهاية يرضخون لطلبات الأب من أجل التجمع، نظرا لأن ظروف العمل ربما لا تجد البعض يتجمع مع أسرته طوال العام باستثناء شهر رمضان. وأضاف أن رمضان كان وراء ظهور جمهور جديد لكرة القدم العالمية، من خلال متابعة المباريات وما تحمله من إثارة لدرجة أن الجميع ينتظر مباراة ألمانيا وفرنسا، بما فيهم الجنس الناعم الذي تعرف على المنتخبات، واختار منتخب لمتابعته وتشجيعه، وهذا ما كان سيحدث لو أن كأس العالم جاء بعد شهر رمضان المبارك، ومن وجهة نظري أن المونديال جمع شمل الأسرة الواحدة أمام شاشة واحدة. وأوضح أن كأس العالم تفوق على الدراما الرمضانية بمراحل كثيرة، خاصة الرغبة في الابتعاد عن أجواء التعب النفسي التي نشاهدها في القنوات الفضائية من أخبار ودراما، بينما كرة القدم تأخذنا إلى مربع آخر بعيد عن التوتر النفسي. خطفت الجمهور يؤكد الفنان الإماراتي حمد القبيسي أحد نجوم الدراما البدوية، والذي يعرض له حاليا مسلسل «الوعد» أنه على الرغم من الاهتمام الكبير لكأس العالم لدى الجمهور العربي والخليجي والذي تزامن مع ماراثون رمضان الدرامي، إلا أن ذلك لم يقلل من الأعمال الدرامية، ويمكن القول إن الدراما تأثرت نسبياً، ومن حسن الحظ أن «اليوتيوب» يمثل ذاكرة أخرى للأعمال الدرامية والسينما بالدرجة التي تجعل المشاهد يتوصل إلى الأفلام والمسلسلات، ويمكنه متابعتها من جديد وفي أي وقت. ويضيف أن كأس العالم بطولة جذبت كل أفراد الأسرة كون العالم العربي متأثراً بالكرة البرازيلية سواء على مستوى الأندية، أو المنتخبات الوطنية، وأيضا على مستوى الشباب الذي يمارسون هذه اللعبة، واللافت أن الجمهور الخليجي دخل في صراع بين متابعة الأعمال الدرامية وكأس العالم. وقال سلطان الشرع عضو مجلس إدارة نادي الفجيرة، إن المونديال أضفى نوعاً من الأجواء المميزة في البيوت مع تجمع الأسر حول مائدة الإفطار، وبعدها تبدأ المباريات، وأيضا أماكن تجمعات الشباب، وربما تكون الأزمة غير موجودة داخل البيوت لسببين، الأول لأن الأسرة تتجمع حول المباريات، والثاني لجوء البعض إلى مشاهدة المباريات في المجالس مع الأصدقاء، وأيضا على المقاهي. حلول أخرى وقال حميد أحمد لاعب فريق النصر: «المونديال سحب البساط من تحت أقدام الدراما الرمضانية، ورغم أن المسلسلات لها جمهورها الذي اعتاد أن يتابعها خلال شهر رمضان الذي يكتظ بالعديد من الأعمال الدرامية، إلا أن المونديال يتفوق بالجمهور العربي الكبير الذي يتابعه في كل مكان خاصة من وجود منتخب عربي في الأدوار الأولى، وكان هناك تفاعل كبير معه، خاصة أنه كان ممثل الكرة العربية الوحيد في المونديال. الإعادة مرفوضة وأشار ناصر كشواني أحد وكلاء اللاعبين إلى أن الصراع اختفى من البيوت، لأن الجمهور يسعى إلى المجالس في الأندية والمقاهي لمتابعة المباريات في أجواء حماسية، وترك البيت للعائلة، لأن حلاوة المباريات مع الأصدقاء، وبالطبع المونديال خطف الأضواء من الدراما الرمضانية، خاصة أن توقيت المباريات في وقت الذروة للمسلسلات ولا يوجد مجلس ولا مقهى به شاشة تعرض مسلسل أو أي عمل درامي بل الجميع يعرض المونديال فقط. ونوه نبيل عاشور مدير منتخب اليد السابق بأن الصراع داخل البيوت على المسلسلات والمونديال أمر طبيعيا، لأن من يتابع المونديال ينتظره على أحر من الجمر، في الوقت الذي تستحوذ الدراما على النسبة الأكبر من مساحة القنوات الفضائية في شهر رمضان الفضيل، وهو سر التعارض داخل البيوت. وأضاف: «أتابع المونديال في بيتي ومع أسرتي حتى بعد خروج منتخبي المفضل إيطاليا، ولا يمكن أن نترك هذه الوجبة الكروية الدسمة تمر دون أن نستمتع بها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©