الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الجيش الحر» يتضخم بالمدنيين ويفتقر إلى السلاح والتجهيز

18 يونيو 2012
بيروت (أ ف ب) - ينتقل الجيش السوري الحر كلما طال عمر “الثورة” في بلاده إلى مجموعات أكثر تنظيماً تتضخم بالمدنيين، لكنها لا تزال تفتقد الهيكلية والتنسيق والإمكانات وغير قادرة بالتالي، بحسب مقاتلين وخبراء، على إلحاق هزيمة عسكرية بالنظام. وقد انضم إلى الجيش الحر خلال الأشهر الماضية عدد كبير من المتطوعين المدنيين الذين حملوا السلاح إلى جانب عناصر أمن وجيش منشقين ضد نظام الرئيس بشار الأسد، في وقت تشهد البلاد تصعيداً دموياً في أعمال العنف. ويقول رياض قهوجي مدير مركز “اينغما” للدراسات العسكرية، “هناك مليون عنصر احتياطي للجيش السوري، وهم مدنيون مدربون عسكرياً، وينضم العديد منهم إلى الثورة الآن”. ويقول ناصر نهار وهو قائد كتيبة في الجيش الحر في محيط بابا عمرو بحمص، إن “غالبية المقاتلين ضد النظام اليوم باتوا من المدنيين”، مشيراً إلى أن “الثوار أرادوا في البدء انتفاضة سلمية على نظام ديكتاتوري، إلا أنه تبين أن ذلك مستحيل”. ولا توجد أرقام محددة لعديد الجيش الحر، لكنه يزداد عدداً وتنظيماً، بحسب قهوجي. وتوالى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة الإعلان عن إنشاء مجالس عسكرية خاصة بكل منطقة بهدف إرساء أكبر قدر من التنسيق بين عناصر المجموعات المسلحة المناهضة للنظام التي تخضع كلها، من حيث المبدأ، لقيادة الجيش السوري الحر في الداخل. وأوضح العقيد الركن قاسم سعد الدين قائد المجلس العسكري في محافظة حمص والناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل، لـ”فرانس برس” أن القيادة المشتركة تنسق مع المجلس العسكري الأعلى الذي أعلن انشاؤه في الخارج في مارس الماضي، برئاسة العميد المنشق مصطفى الشيخ. وقال “نحن القوة الميدانية، وهم يعملون على دعمنا بالمال والسلاح”. ويتولى العقيد رياض الأسعد المقيم في تركيا والذي كان من أوائل الضباط المنشقين عن الجيش السوري، قيادة الجيش الحر رسمياً، إلا أن القرارات على الأرض تتخذ من المجموعات المعنية مباشرة. وأضاف سعد الدين أن “العمليات والهجوم والانسحاب أمور ميدانية. القرار فيها يجب أن يتخذ بسرعة كبيرة، وهو يتم على مستوى مجلس كل محافظة”. ويقول أحمد الخطيب الناشط في مجال تشجيع الانشقاقات والتنسيق مع الجيش الحر لـ”فرانس برس” من دمشق، في اتصال عبر سكايب “لا توجد قيادة موحدة للمجموعات، إلا أن المجالس المختلفة تحاول حالياً إقامة اتصال في ما بينها”. ويضيف “كلما ازداد التنسيق، كلما أصبح الجيش الحر أكثر فاعلية”. ويؤكد قهوجي أن الجيش السوري الحر يتمتع بـ”شعبية تتزايد يوماً بعد يوم في أوساط الشعب السوري”. ويضيف أن “مقاتلي الجيش الحر ليسوا مسلحين ومجهزين جيداً، لكن الناس يقدمون لهم الطعام والحماية. إنهم يتحركون في محيط صديق”، على عكس الجيش النظامي الذي يعمل وسط محيط “عدائي تجاهه”. ومصدر السلاح الأساسي للجيش الحر هو ما يغنمه المنشقون من مستودعات النظام والمقاتلون بعد مهاجمة حواجز أمنية أو مجموعات نظامية. ويؤكد مقاتلون رفضوا الكشف عن أسمائهم أنهم يحصلون على أسلحة وذخائر من عناصر وضباط في الجيش النظامي “يعطوننا أياها مقابل المال”. وتفيد تقارير أمنية عن عمليات تهريب أسلحة غير منظمة إلى المقاتلين المعارضين في سوريا عبر الحدود اللبنانية. إلا أن كل هذا السلاح لا يقارن بسلاح القوات النظامية التي تملك الدبابات والآليات والراجمات والمروحيات القتالية. وإذا كان الدعم الشعبي يرفع من معنويات الجيش الحر، إلا أن المقاتلين المعارضين يقرون بعجزهم عن النيل من النظام عسكرياً، إذا لم يتحسن تسليحهم. ويقول ناصر نهار “كل يوم مقاومة هو إنجاز، لكن جيش الأسد يبقى متفوقاً. نحن لدينا سلاح خفيف، بينما هو يملك دبابات ومروحيات. لولا ذلك، كنا هزمناه منذ زمن”. وتطور النزاع في سوريا إلى العسكرة بعد حملة القمع الدامية التي قامت بها قوات النظام ضد الحركة الاحتجاجية. وفي مواجهة الهجمات العسكرية وحملات القصف التي تقوم بها قوات النظام، يعتمد الجيش الحر على العمليات الخاطفة المحددة الأهداف التي أوقعت خلال الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى الاشتباكات العنيفة بين الجانبين، خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش النظامي، بحسب المرصد السوري الحقوقي. ويقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الياس حنا الذي يدرس العلوم الجيوسياسية في الجامعة الأميركية ببيروت، “الهدف الأساسي للجيش الحر حالياً هو محاولة مضايقة القوات النظامية وملاحقتها حتى ارهاقها”، مشيراً إلى أن ذلك يساعد على “تحطيم معنوياتها ويشجع الانشقاقات”. إلا أن حنا يحذر من أن المقاتلين المعارضين لا يمكنهم الاستمرار في ذلك على المدى الطويل، مذكراً بأنهم “جيش دون قواعد ثابتة، محكوم عليه بالتنقل كل الوقت من مكان إلى آخر”. ويضيف “دون قرار إقليمي واضح بامداد الجيش الحر بالإمكانات التي يحتاج إليها، لا سيما قاعدة وطرق آمنة، لا يمكن للثوار أن ينتقلوا بالقتال إلى مرحلة أكثر تقدماً”. وترفض الدول الغربية تسليح الجيش السوري الحر، الامر الذي تطالب به المعارضة. كما لم تلق الدعوات إلى إقامة منطقة عازلة على حدود سوريا آذاناً صاغية. ويقول نهار “الخيار الوحيد حالياً يكمن في المضي في عمليات الكر والفر. لا نحتاج إلى الفوز، نريد فقط للجيش أن يخسر”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©