شهدت مدينة فاس المغربية، فعاليات الدورة 19 للمهرجان السنوي للموسيقى الروحية، الذي تأسس عام 1994، بمشاركة فنانون من مختلف أنحاء العالم، في برنامج حفل بالعروض الموسيقية والندوات الفكرية المختصة ومعارض الفن التشكيلي.
العرض الموسيقي الغنائي الراقص، الذي اُفتُتح به مهرجان فاس وشارك فيه 30 فنانا وفنانة وأخرجه فنان الفلامنجو الأسباني العالمي أندريس مارين، مثّل هدية من مدينة فاس إلى مدائن الأندلس، حيث عُزفت فيه موسيقات أندلسية قديمة مضمّخة بأطياف وجدانية فيها كثير من الإيحاء بالحبّ والسلام والطمأنينة.
يُشار إلى أنّ الدورة التاسعة عشرة من المهرجان شاركت بها فرق موسيقية وإنشادية منها المصرية والتركية والموريتانية والهندية واليونانية واللبنانية والسورية والفرنسية ومجموعات أخرى قدمت من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأميركية.
إلى جانب الحضور الموسيقيّ بمهرجان فاس، حضر الفكر ممثلا بباحثين ومختصين من حقول معرفية مختلفة ضمن جلسات منتدى فاس الموسوم بـ”إضفاء روح على العولمة” وذلك لدراسة نقط الالتقاء بين ذلك التراكم التاريخي والحضاري الذي خلفته الثقافة الأندلسية ومناقشة ما اختزنته مدينة فاس من هذا الموروث باعتبارها الوريثة الشرعية للأندلس.
وسعت المداخلات تتبّع خطى هذا المشترك بين فاس والأندلس وجزئياته عبر الغوص في مختلف مناحي الحياة الفكرية والفنية والعلمية التي طبعت الضفتين خلال قرون عديدة، وكذا من خلال العادات والتقاليد والأسماء وحتى اللباس، من خلال ما خلفه المبدعون والفنانون والشعراء والفلاسفة والمتصوفة من متون تنضح بأشكال تعبيرية عكست التلاقح الحضاري بين الثقافات والديانات الثلاث.
عدد اليوم
