الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة في الذاكرة الثقافية

رحلة في الذاكرة الثقافية
19 يونيو 2013 21:02
محمد أحمد محمد يقدم المتحف القومي للشخصية الثقافية المصرية الذي افتتحت أخيرا مرحلته الأولى رؤية شاملة لجمع وحفظ وتصنيف ودراسة وعرض المنتج الثقافي الحضاري المصري وإثراء الثقافة الإنسانية بالحفاظ على الاختلاف والتنوع الثقافي وتجميع الذاكرة الثقافية المتناثرة ووضعها في متحف واحد. المتحف الذي قدم فكرته الفنان انتصار عبد الفتاح رئيس المركز القومي للمسرح يعمد إلى حفظ الذاكرة الثقافية المصرية والاحتفاء بالرموز الثقافية والفنية التي كان لها إسهاماتها المميزة فى بنية ثقافة الوطن إبداعاً وبحثا، بالإضافة لعمليات الحفظ والتصنيف والعرض للمكونات الاساسية للثقافة المصرية والتعريف بالرموز الثقافية والفنية. مراحل المشروع تشتمل على استنساخ وتصوير مقتنيات مؤسسة دار الهلال ومقتنيات مختارة من قطاع الفنون التشكيلية، وضمها للمتحف بالتعاون مع المؤسسة والقطاع، بالإضافة للتعاون مع المؤسسات الثقافية المصرية والعربية والاجنبية لدعم تراث المتحف مما يؤكد تفاعل الثقافة المصرية وتفردها وعمقها الثقافى والحضاري. يتضمن المتحف مقتنيات نادرة لرموز مصر الثقافية التى كان لها اسهامات كبيرة فى بناء ثقافة وإبداع هذا الوطن منها على الكسار، نجيب محفوظ، أمين عطاالله، بديعة مصابنى، ألمظ، سلامه حجازي، يوسف وهبي، أمينة رزق، سليمان قرداحي، اسكندر فرح، روزاليوسف، فاطمة رشدي، ومن المقتنيات عود سيد درويش وداود حسنى وملابس مختلفة من المسرحيات وماكيتات لدار الاوبرا الاصلى وكذلك المسرح القومى ونموذج لمقهى نزهة النفوس فى أوائل التاسع عشر ومسرح سيد درويش، بالاضافة لكُتيبات خاصه بالمسرحيات التى قُدمت وملصقات نادرة نادرة من بداية العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات.. الخ. أكد انتصار عبد الفتاح على أن أهمية فكرة فكرة إنشاء المتحف هى تأكيداً لشخصية مصر الثقافية والفنية بعمقها الحضاري والذي يقوم بدور هام في حفظ ذاكرة الوطن الثقافية وسط أمواج الاستلاب والتنميط وعندما تقدمت بالفكرة للدكتور صابر عرب وزير الثقافة السابق تحمس لها ومجموعة من المثقفين والاعلاميين أيدوها، فكانت الخطوة الاولى فى بناء ذاكرة الوطن التى تعمل على بعث الثقافة المصرية المعبرة عن هويتنا، مؤكداً أن مصر بحجمها الثقافي والحضاري الذى أثر على العالم بأكمله بأبداعاته وفنه يحتاج الى أن نحافظ على عقل مصر الثقافية. وأضاف أنه يحلم بانتهاء المرحلة الأخيرة من المشروع وهى “رحلة إلى ذاكرة مصر الثقافية” من خلال تقنية وأسلوب عرض وسيناريو وموسيقى ومؤثرات صوتية مرئية تصاحب الجمهور في أجواء الفترات الزمنية التي يرونها عبر المحطات الثقافية المختلفة، وهى المحطة الأولى من فترة العشرينيات بكل رموزها الثقافية والفنية، ثم المحطة الثانية التي تعبر عن الثلاثينيات وصولاً إلى المحطة الثالثة وهى فترة السبعينيات بكل رموزها الثقافية والفنية، مشيراً إلى أننا في أشد الحاجة لجمع أشلاء ثقافتنا المتناثرة في احتفالية خاصة من خلال “متحف” يضم هؤلاء المبدعين الذين يمثلون ذاكرة الوطن. أعربت نعيمة ابنة الفنان الراحل زكريا الحجاوى عن سعادتها بفكرة الحفاظ على التراث الثقافي والروحي لمصر خاصة وأن كثيرا من صغار السن لا يعرفون بعض الشخصيات الثقافية التي أثرت الحياة الفنية في مصر مثل والدها الذي جاب مصر من شمالها إلى جنوبها في القرى والكفور والنجوع تاركاً أبناءه أياماً طويلة دون رؤيتهم للبحث عن جمل موسيقية أو ملحمة شعبية لينشدها ويستمتع بها جميع المصريين مثل “أيوب المصري” و”سعد اليتيم “ و”كيد النسا”. وأضافت الحجاوي أن والدها كان يرى من خلال الفن الشعبي انه مسودة الحضارة، فإذا أردت أن تعرف شعباً بعاداته وتقاليده ومبادئه يمكنك أن تعرفه من خلال فلكلور هذه الدولة. يتضمن المتحف العديد من المقتنيات التراثية منها النصوص المسرحية “أرزة لبنان” التي تضم “مسرحية البخيل ـ السليط الحسود ـ أبو الحسن المغفل تأليف مارون النقاش ونص “الأمير محمود نجل شاة النجم” تأليف أبو خليل القباني. من التراث الموسيقى/ النوتات الموسيقية منها كتاب المردات “الترانيم القبطية”، كتاب الموسيقى الشرقي لكامل الخلعي، كتاب الشيخ سلامة حجازي، بالإضافة لبعض الماكيتات الأصلية للمؤسسات الثقافية التاريخية مثل دار الأوبرا القديمة ـ مسرح سيد درويش ـ المسرح القومي، وماكيت آخر لمقهى نزهة النفوس، وإعلانات للفرق المسرحية والموسيقية من عشرينيات القرن الماضي مع وجود بعض التسجيلات الصوتية لهذه المرحلة. أما فيما يختص بالفنون الشعبية فتنقسم المقتنيات إلى قسمين، قسم خاص بجمع تراث الثقافة المادية من أدوات المعيشة والملابس وغيرها مما يدخل في أسلوب الحياة المصرية والآخر خاص بالرواد سواء كانوا دارسين للمأثور الشعبي أو فنانين شعبيين، ويحرص المركز على عرض مادتهم وإبراز تأثير التنويعة الثقافية فى تكوينهم الفني ومنتجهم فيما بعد، كما يوجد جزء خاص بمقتنيات الرواد الشخصية من نوت و مذكرات شخصية و تدوينات خاصة بأعمالهم وقتها، الي جانب أوراقهم الشخصية الرسمية مثل جوازات السفر وبطاقات شخصية وبعض الصور الضوئية لقسائم الزواج مثل قسيمة زواج السيد درويش وزوجته جليلة ، بالإضافة إلى بعض الصور الفوتوغرافية النادرة لرموز مصر الثقافية التي ترصد تاريخ الفن المصري، وكان لها إسهامات كبيرة في بناء ثقافة وإبداع هذا الوطن على مدار أكثر من قرن ونصف مثل سلامة حجازي، مارون النقاش، ألمظ ، فاطمة رشدي، مروراً بأم كلثوم وبهيجة حافظ ومنيرة المهدية ، علي الكسار، بديعة مصابني، يوسف بك وهبي، سليمان قرداحي، روزاليوسف، ومن المقتنيات عود سيد درويش وداوود حسني وملابس مختلفة من المسرحيات، بالإضافة لكتيبات خاصة بالمسرحيات التي قدمت وملصقات نادرة من العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات.. الخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©