الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«القاعدة» ينسحب من معقله الرئيسي في اليمن

«القاعدة» ينسحب من معقله الرئيسي في اليمن
18 يونيو 2012
عقيل الحـلالي ، وكالات (صنعاء) - تعهد الجيش اليمني أمس بالقضاء “نهائيا” على تنظيم القاعدة في محافظة شبوة النفطية (جنوب شرق)، والتي أُعلن فيها عن تشكيل “مليشيات” قبلية لـ”مساندة” القوات الحكومية في حربها الواسعة على المتطرفين في الجنوب، منذ 12 مايو الماضي. وبدأ المئات من سكان بلدة “عزان”، المعقل الرئيس لـ”القاعدة” في شبوة منذ أواخر مارس 2011، النزوح خوفا من هجوم عسكري وشيك، وسط إعلان المتشددين الانسحاب من البلدة، استجابةً لطلب زعماء عشائر وقبائل، لتجنيب السكان مخاطر هذا الهجوم. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” عن مصدر عسكري يمني، قوله إنه “سيتم القضاء على الإرهابيين في محافظة شبوة نهائيا”، مشيرة إلى أن سلاح الجو بدأ “تنفيذ ضربات متلاحقة على مواقع تنظيم القاعدة الإرهابي في شبوة”، التي فر إليها، الأسبوع الماضي، تحت ضغط هجوم عسكري واسع، المئات من المسلحين “الجهاديين”، الذين كانوا يسيطرون على بلدات رئيسية في محافظة أبين المجاورة، منذ أكثر من عام. وأمر وزير الدفاع اليمني، اللواء ركن محمد ناصر أحمد - الذي وصل أمس الأول إلى مدينة عتق، عاصمة شبوة - القيادات العسكرية والأمنية والسلطة المحلية في المحافظة، “أخذ الحيطة والحذر من العناصر الإرهابية الفارة من محافظة أبين”، وضرورة “التصدي لها واجتثاثها بقوة وحسم”.ودعا وزير الدفاع، الذي قاد شخصياً الهجوم على تنظيم القاعدة في أبين، كافة قوات الجيش المرابطة في شبوة، إلى “التنبه للأساليب الماكرة” لمقاتلي “القاعدة”، مشددا على هذه القوات “العمل بروح الفريق الواحد” للقضاء على التنظيم، الذي وصفه بـ”الآفة الخطيرة والنبتة الشيطانية”. وكشف محافظ شبوة، علي الأحمدي، أمس الأحد، في اجتماع موسع مع زعماء قبائل وعشائر، عن خطة عسكرية وأمنية للقضاء على “كافة خلايا تنظيم القاعدة” في المحافظة القبلية، التي شكلت، منذ سنوات، ملاذاً آمناً لقيادات التنظيم المسلح. وأوضح الأحمدي أن الخطة العسكرية تتضمن هجوماً عسكرياً كبيرا من أربع جهات على بلدة “عزان” وبغطاء جوي، مشيرا إلى أن القوات المشاركة في هذا الهجوم “ستقوم بتمشيط كافة المناطق والبلدات” بحثاً عن متشددين “فارين”. ودعا المحافظ رجال القبائل إلى “مساندة” القوات الحكومية، ومنع عناصر “القاعدة” من التمركز في مناطقها. وقال الشيخ تركي الخليفي، زعيم قبيلة “خليفة” التي تتمركز خصوصا في مدينتي “عتق” و”حبان”، لـ”الاتحاد”، إن زعماء القبائل الذين حضروا اللقاء، التزموا بـ”عدم السماح للقاعدة بالتواجد في مناطقها”، و”تكرار سيناريو أبين”، في إشارة إلى سيطرة المتطرفين على بلدات رئيسية هناك، العام الماضي. واتفق زعماء القبائل ومحافظ شبوة على تشكيل “مليشيات” قبيلة، تتولى بعضها تأمين طرق رئيسية وهامة في شبوة، فيما تنظم أخرى إلى القوات العسكرية المهاجمة. إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ”الاتحاد” إن “مجاميع من تنظيم القاعدة بدأت، صباح أمس الأحد، بالانسحاب من بلدة “عزان”، بعد وساطة قادها زعماء عشائر، طالبوا فيها المسلحين بمغادرة البلدة، لتجنيب سكانها مخاطر الهجوم العسكري المحتمل. وأوضحت المصادر أن تنظيم القاعدة “أبدى استعداده” الانسحاب من البلدة، شريطة تسليم مواقعه العسكرية لرجال القبائل. وقالت: “بدأت مجاميع من القاعدة الانسحاب من البلدة باتجاه بلدة ميفعة حجر في (محافظة) حضرموت (المجاورة) وسلسلة جبال كور العوالق”، شديدة الوعورة، والتي تمتد على مساحات شاسعة وسط شبوة. وكانت جماعة “أنصار الشريعة”، التي يحمل تنظيم القاعدة اسمها في جنوب اليمن، منشورا، صباح السبت، في بلدة “عزان”، ثاني كبرى بلدات شبوة، والتي تعد المركز التجاري الأهم في المحافظة. وأورد المنشور “حرص أنصار الشريعة على حقن الدماء وتجنيب أهالي عزان الدمار وان المفاوضات جارية لتسليم عزان بطريقة سلمية على أن يتم حفظ الأمن والسلام فيها”، حسبما أفادت وكالة فرانس برس. وأضاف أن “أنصار الشريعة يعدون العدة بالخروج إلى خارج اليمن لتنفيذ وصية الشيخ المجاهد أسامة بن لادن لضرب كل المصالح الأميركية والصليبية والمتعاونين معهم”. ومع ذلك، بدأ المئات من أهالي “عزان” النزوح من البلدة، التي يسكنها حوالى عشرة آلاف شخص، خشية تعرضهم للقصف جراء اندلاع القتال بين الجيش وتنظيم القاعدة، خصوصاً بعد أن تمكنت القوات الحكومية، الأسبوع الماضي، من هزيمة المتشددين في محافظة أبين. وقالت مصادر محلية في “عزان”، لـ”الاتحاد” إن المئات من أهالي البلدة بدأوا بالنزوح من البلدة، منذ الأسبوع الماضي، خوفا من تعرضهم للقصف بنيران الجيش اليمني “الذي طلب قبل أسبوع من الأهالي المغادرة”. وأوضحت المصادر أن النازحين نزحوا إلى أماكن متفرقة في شبوة، منها مدينة عتق، وبلدات “الصعيد” و”حبان” و”الروضة”، فيما فضل بعضهم النزوح إلى محافظة حضرموت، التي تشكل أيضا بيئة خصبة للمتشددين، بسبب كبر مساحتها وضعف أداء السلطات الأمنية هناك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©