الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مفتي مصر: المجالس الرسمية والشعبية في الإمارات أرقى وأفضل أنماط الديموقراطية

مفتي مصر: المجالس الرسمية والشعبية في الإمارات أرقى وأفضل أنماط الديموقراطية
5 يوليو 2014 02:18
إبراهيم سليم (أبوظبي) دعا سماحة مفتي الديار المصرية العلامة الدكتور شوقي إبراهيم، الوعاظ والمفتين والعلماء للتحلي باللين والرفق لجذب الناس للدين، وليس للتنفير منه، ومحاورة المخالفين في الرأي بالتأني معهم والرفق بهم، لأن هذا هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما دعا سماحته لإعادة بالمجالس أو الدواوين الرسمية والشعبية، مؤكداً أهمية انتشارها في دول الخليج العربي لنقل خبرات الكبار للأجيال، وللحفاظ على القيم والأعراق والتقاليد التي يجب التمسك بها، وقد عدَّ سماحة المفتي هذه المجالس أرقى وأفضل أنماط الديموقراطية. وأكد سماحة الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية خلال محاضرة للمفتين والوعاظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، حول وسائل الاتصال الحديثة وتأثيرها على الخطاب الشرعي، أن هذه الوسائل سببت كثيراً من الإزعاج في مختلف الأوساط، وأحدثت شروخاً اجتماعية، أثرت في بنيان مجتمعاتنا الإسلامية. واستعرض سماحته، تاريخ التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب مشيرا إلى سرعة انتقال المعلومة سابقاً بين العلماء والرحالة العرب والمسلمين، ومدى تأثر المجتمعات الإسلامية السابقة بهذا التواصل وانتشار المعارف والثقافات والكتب والمذاهب. ورغم بعد المسافات وصعوبة التنقل، إلا أن هذه الرحلات كانت أكثر إنتاجية في جميع العلوم والمعارف. وأكد سماحة المفتي خلال المحاضرة التي عقدت مساء أول أمس بمقر إقامة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، أنه بالنظر لواقع المسلمين وماضيهم، فإنه كان يربطهم قديماً تواصل حضاري من أرقى ما يكون، وأن الرحلات التي قام بها العلماء ونقلوا خلالها المعارف والعلوم، أفضل بكثير مما يعايشه المسلمون اليوم. فقد أنتج المسلمون سابقا حضارة مترامية الأطراف، مشيراً إلى أن بناء الحضارات لا يقف أمامه بعد المسافات أو غيرها. وتابع سماحته أنه أعقب ذلك، أتى عصر الصحف في القرن الـ19، ثم المذياع والإذاعة والتلفزة والتلفاز وكل ذلك أفاد المجتمعات، لكن وسائل التواصل الاجتماعي تطورت اليوم وأصبحت أسرع وأكثر انتشاراً، وأصبحت كالخلية السرطانية بحيث تتكاثر بصورة يومية حتى في أوساط الأطفال الصغار. وشدد على أن التعامل مع هذا التطور في وسائل الاتصال والتواصل، يتطلب التقييم الموضوعي لها لأهميتها والبحث في الإيجابيات وبيان مدى استفادة الخطاب الشرعي من المواقع الإلكترونية والرسائل النصية، والـ «فيسبوك» وغير ذلك من الوسائل الحديثة، وليس بالرفض والشجب والإقصاء. وبإمكان أي جهة شرعية نشر وترسيخ أي قضية من القضايا في المجتمع خلال أسابيع معدودة و«المثال القريب منا هو الموقع الرسمي للإفتاء في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يستقبل يومياً آلاف المكالمات ويتبادل الرسائل النصية والفتاوى مع آلاف المتصلين»، مضيفا أنه شاهد كمية وقيمة الجهد الذي بذل في هذا المركز، والذي يجسد تماشي الدولة مع التطور الحادث. وأشار إلى أن هذه الوسائل الحديثة أصبحت من أهم وسائل الكشف عن الفساد والجرائم، وتعقب المشبوهين وتطويق المفاسد. وأحدثت طفرة في العقل البشري استفاد منها رجال القضاء والأمن، وبالتأكيد رجال الفكر والفتوى، وأن الخطاب الدعوي والشرعي استفاد كثيراً من هذه الوسائل، وهناك مواقع لا تحصى شرعية ودينية، في الدول العربية والإسلامية، والمراكز الإسلامية في الدول غير الإسلامية. وأنه بصرف النظر عن تقييمنا لهذه المواقع، إلا أنه إجمالاً فقد تحققت استفادة ما من هذا التطور. وقال سماحته إنه إذا كان لابد من البحث في سلبيات هذه الوسائل الاتصالية فإن الخطاب الشرعي يدرك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وذلك بالتوازن الدقيق بين الإيجابيات والسلبيات، وأن البحث في المنهجيات الشرعية مقدم على البحث في الواجبات، ومن هنا يمكن تناول موقفنا من هذه المواقع الإلكترونية. وأوضح أن وسائل الاتصالات الحديثة، كانت بالفعل وراء الفردية والانزواء وانعدام الحوار الأسري، والسبب في الشروخ الأسرية والاجتماعية، وكثرة الطلاق وانهيار بعض العلاقات الزوجية، بسبب المواقع المحظورة والمنافية للأخلاق. وأكد أن المواقع المحرمة أو الداعية للفساد والرذائل أو الانحلال الخلقي، وراء انتشار الألفاظ واللغة السوقية فتدنى الذوق العام واللغة الدارجة، وتأثرت الأعراف والتقاليد والثقافات الراسخة. وشدد على وجود مخاطر تتعلق بقضايا أمننا الوطني والاجتماعي والثقافي وهي تشجع بعض الشباب للخروج على قوانين الدولة وقيود المجتمع لأن التمرد باسم الحرية والتحرر من القيود يتنافى مع القيود والقوانين، وأصبحت اللامبالاة في أوساط الشباب هي السائدة، ولا ينصاعون للأوامر ولا يلتزمون بالقوانين تحت اسم الحرية. وتساءل سماحته «ما موقفنا نحن أهل الخطاب الشرعي إزاء كل هذه السلبيات؟» وأجاب «إننا ندعو إلى الاهتمام بالمجالس أو الدواوين، مؤكداً أهمية انتشار الدواوين والمجالس الرسمية والشعبية في دول الخليج العربي لنقل خبرات الكبار للصغار وللحفاظ على القيم والأعراق والتقاليد التي يجب التمسك بها أمام هذه الرياح الهوجاء، وقد عدَّ سماحة المفتي هذه المجالس أرقى وأفضل أنماط الديموقراطية. وحث المفتين والوعاظ والعلماء اليوم أكثر من أي وقت للتحلي باللين والرفق لجذب الناس للدين، وليس للتنفير منه حتى مع المخالفين لنا في الرأي، مشيرا إلى أن هذا كان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم 13 عاما في مكة لغرس القيم وترسيخ الفضائل. «الخدمة الوطنية ورد الجميل للوطن» محاضرة في كلية الشرطة ألقى فضيلة المفتي الدكتور شوقي عبدالكريم موسى علام، من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، محاضرة بعنوان «الخدمة الوطنية ورد الجميل للوطن والذود عن مكتسباته»، وذلك في قاعة الاتحاد بمقر كلية الشرطة. حضر المحاضرة العقيد سيف علي الكتبي مدير عام كلية الشرطة، ومحمد عبيد المزروعي الرئيس التنفيذي لهيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف، والشيخ طالب الشحي الواعظ الديني في الهيئة، ومديرو الإدارات ورؤساء الأقسام، وعدد من الضباط وصف الضباط والمدنيين والمحاضرين بالكلية، بالإضافة إلى 337 طالباً من دورة الجامعيين الـ25 والجامعيات التاسعة في كلية الشرطة. وقال فضيلة الدكتور شوقي إن خدمة الوطن، شرف عظيم، ووسام يوضع على صدر كل مواطن ومواطنة عبر التزود بالمهارات والقدرات والعلوم التي تمكّن الشباب من القيام بواجباتهم الوطنية. فالمواطنة ليست بالأوراق الرسمية والوثائق فقط، ولكنها شعور يتخذ الروح مقراً لسكنه. وأكد أهمية قانون الخدمة الوطنية في ترسيخ قيم الولاء والانتماء والتضحية في سبيل الوطن والحفاظ على مكتسبات ومنجزات الدولة، وتعزيز مسيرة نهضتها وأمنها واستقرارها، لافتاً إلى أن الدفاع عن الاتحاد واجب مقدَّس على كل مواطن، وأداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين ينظِّمه القانون. وفي ختام المحاضرة، تم فتح باب النقاش، وقام فضيلة المفتي الدكتور شوقي عبدالكريم بالإجابة عن أسئلة واستفسارات الحضور. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©