الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وزير الداخلية اللبناني بالوكالة أحمد فتفت الأزمة اللبنانية لا تحل بكبسة زر

19 مايو 2006

حوارـ عماد ملاح :
إلى أين يتجه لبنان؟، وما هي العوامل التي تؤثر في تحديد الخيارات التي يواجهها ؟، ولماذا لا يزال هذا البلد تحت تأثير البعدين الاقليمي والدولي؟· ··إنه الحوار الصعب الذي يبدو انه لن يصل الى نهايات في ظل هذا الانفعال الطائفي والمذهبي والذي يتجلى بانقسام سياسي حاد عكس نفسه على الشارع كما ادى الى انعدام القدرة على مغالبة العقد القائمة وانعدام التوازن الداخلي ،والذي أدى الى شل حركة حكومة السيد فؤاد السنيورة في وقت يربط فيه البعض حالة المراوحة بكل انعكاساتها بما سيعلنه في يوم ما رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس حول جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري·انها المرحلة الاصعب التي يمر بها لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية، وتبدو فيها القيادات اللبنانية بكل تنوعها حائرة ومحيّرة وربما لا تملك تصورات كاملة عما يمكن ان يؤول اليه الوضع لان الثقافة السياسية القائمة تبدو كما لو انها ثقافة بدايات حرب وانها لم تستفد من كل التجارب السابقة· كما بدا لبنان الغارق اساساً في ديونه ومشكلاته الاقتصادية انه البلد النموذج لما يمكن ان تفعله التجاذبات الاقليمية والدولية وما يمكن ان تمارسه الغرائز الطائفية والسياسية· ماذا بقي من الطائف؟ ولماذا صدر القرار 1559 ؟ وكيف سيتم التعاطي مع ملف سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني ومستقبل العلاقة مع سوريا؟ وهي العلاقة المتوترة التي يحكمها انعدام الثقة وانقطاع الحوار ؟ وما هو مصير رئاسة الجمهورية؟·· أسئلة تطرحها( الاتحاد )على القيادات اللبنانية بمختلف مواقعها بين صفوف الاكثرية او المعارضة او القوى الاخرى التي لا تزال مؤثرة في مسار الازمة اللبنانية في محاولات لاستطلاع الموقف واستقراء صورة المستقبل في بلد أدمن الازمات ولا يزال خارج دائرة القدرة على ايجاد حل لها···اليوم وزير الداخلية اللبناني بالوكالة أحمد فتفت
اعترف وزير الداخلية اللبنانية بالوكالة احمد فتفت ان هناك أزمة مستمرة على صعيد رئاسة الجمهورية بعد كل الاحداث التي جرت منذ التمديد الى اليوم، حيث أصبح الجميع يعرف ان الازمة الحالية هي أزمة حكم ورئيس جمهورية·وطالب باستقالة الرئيس اميل لحود لان لديه قناعة بان الازمة نابعة من الشخص وليس من الموقع·
واعترف الوزير فتفت ان موضوع المقاومة الوطنية حساس جداً ويجب مناقشته بصراحة مع الاخذ بعين الاعتبار ان لبنان لا يملك سلاحاً لمواجهة اسرائيل في حال اعتدت على أراضيه وسيادته، لكن المطلوب ايضاً تنفيذ الدستور والقانون خصوصاً لما نصت عليه بنود الطائف الذي يقول : أن هناك سلطة واحدة على الأراضي اللبنانية وهي سلطة وسيادة الدولة·
وأكد فتفت في حديثه لـ 'الاتحاد' ان الموضوع الفلسطيني والسلاح خارج المخيمات تطرقت إليه هيئة الحوار الوطني، وشرحته الحكومة في بياناتها ومواقفها أكثر من مرة، وقد كان هناك تفاهم لدى جميع الاطراف لدراسة وحل هذا الملف بروية وهدوء، كذلك الامر بالنسبة للاخوة الفلسطينيين الذين تفهموا المعطيات الحالية التي من المفيد تنفيذها وأولها ضبط وتنظيم السلاح داخل وخارج المخيمات··جاء ذلك في الحوار التالي:
ما هي نظرتك للورقة الاصلاحية الاقتصادية التي تناقش حالياً على طاولة مجلس الوزراء· وما أهدافها ولماذا أخذت هذه الضجة في الشارع الشعبي؟ وهل انحصر الامر على بند التعاقد الوظيفي فقط ؟
قبل كل شيء لا بد من القول ان الحكومة ليست متمسكة بأي بند من برنامج الاصلاح الاقتصادي ولا حتى بالبرنامج كله، بل هي متمسكة بالاصلاح لانقاذ الاقتصاد اللبناني وباجراء الاصلاحات الحقيقية والجذرية· فالهدف ليس بنداً معيناً بل النتيجة التي يؤديها أي اجراء لتحسين المناخ الاقتصادي، لذلك فنحن لم نتمسك بأي بند وكل ما نريده هو تشجيع الحوار لتحسين الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة·
اما بالنسبة إلى موضوع أو فكرة التعاقد الوظيفي، فالهدف كان تطوير الادارة وتحسين ادائها وهذا البند لم يعد مطروحاً للتداول في ظل هذا الشحن الاعلامي والسياسي، والجزء الكبير بما تناقله البعض في ورقة مشروع البرنامج الاقتصادي، مثل اعادة النظر في الحقوق المكتسبة للموظفين الحاليين، وتخفيض سن التقاعد وخفض نسب الاستفادة من معاشات التقاعد وغير ذلك، كان هدفه الشحن الشعبي وانزال الناس الى الشارع·
باريس(1) ··وبيروت واحد
ما هو مصير الحوار الوطني اللبناني في ضوء ما انجز حتى الآن، وهل تطيح الازمة المعيشية بما تحقق حتى الآن؟
ان هناك استغلالات للملف المعيشي من اجل تحقيق بعض المآرب السياسية، وهذا شيء طبيعي اعتدنا عليه وهذا ما ينسحب على كل الساحات السياسية، طبعاً ان هناك نقابات ادركت هذه المخاطر وتصرفت بمسؤولية اكبر وكانت هناك نظريتان مختلفتان للوضع في البلد، فمنهم من يقدم الموضوع السياسي على الملف الاصلاحي·
اما بالنسبة الى الحكومة فهي تعتقد انه لا يمكن تجاهل الملف الاقتصادي ومعيشة الناس، واذا اردنا استدرار الدعم الدولي لتجاوز هذه المرحلة فنحن مضطرون لاجراء بعض الاصلاحات وفيها بعض المصاعب والتعثرات، والمؤسف ان البعض لم يدرك بعد ان البلد بحاجة الى اصلاحات وليس علينا استعمال موضوع الديون كحجة سياسية·
الخبراء الاقتصاديون يقولون ان 'باريس-'1 و'-'2 و'بيروت واحد' لا تشكل حلولاً بقدر ما هي محطة 'تمويه' حسب اقرار بعض السياسيين··كيف نستطيع تفادي المأزق الاقتصادي بعيداً عن التشنجات الحاصلة؟ وهل أنت متفائل بانعقاد مؤتمر 'بيروت واحد'؟
حتى الآن لم نأخذ بكل نصائح البنك الدولي، وهذا ما يجعل عقد مؤتمر 'بيروت واحد' صعباً جداً ويجب علينا التعلم من تجربة 'باريس-'2 الذي سقط بسبب عدم تحقيق الاصلاح الحقيقي، وهذا ما يمنع المساعدات الدولية والاستجابة الى ما يريده لبنان، لاننا نكثنا بالوعود الاصلاحية التي اعطيناها الى الخارج·
ما هي نظرتك الى سلاح المقاومة واللغط الدائر حوله، هل من حل جذري لهذا الملف؟ وكيف ترى مصير السلاح الفلسطيني في لبنان بعد زيارة وفد منظمة التحرير واحمد جبريل الى بيروت وحكم البراءة بحق سلطان ابو العينين؟
موضوع المقاومة حساس جداً ويجب مناقشته بصراحة، مع الاخذ بعين الاعتبار ان لبنان يجب ان يملك سلاحاً لمواجهة اسرائيل في حال اعتدت على اراضيه وسيادته، لكن المطلوب ايضاً تنفيذ الدستور والقانون خصوصاً لما نصت عليه بنود الطائف الذي يقول ان هناك سلطة واحدة على الاراضي اللبنانية وهي سلطة وسيادة الدولة·
ونحن نعمل من اجل خلق الطمأنينة لدى معظم اطراف الشعب اللبناني، ولن نقبل ان نضحي بالمقاومة لانها عنصر استراتيجي للبنان، لكن في الوقت ذاته علينا ايجاد المخرج الملائم من اجل حل هذه المسألة بعيداً عن التشنجات والعصبيات والمهاترات··اما الموضوع الفلسطيني فقد تطرقت اليه هيئة الحوار الوطني، وقضية السلاح خارج المخيمات وداخلها، شرحته الحكومة في بياناتها اكثر من مرة، وقد اتخذت خطوات على صعيد القرارات التي اتخذتها الحكومة بهذا الصدد·
ترسيم الحدود
هل تتخوف من صفقة دولية - اقليمية يدفع ثمنها لبنان؟ ولماذا لم تر المبادرة العربية النور لازاحة الغيمة الضبابية التي تعصف بالبلاد؟
لا شك ان الرأي العام اللبناني قلق جداً من وراء التشنج السياسي الذي نعيشه على مختلف الصعد· الا ان معايشة حروب متنقلة واحتلالات ومشاكل داخلية نتجت من جراء الافرازات الطائفية والمناطقية التي خلفتها هذه الاحداث، لا يمكن حلها 'بكبسة زر' لان المعاناة كبيرة والمأساة لا حصر لها· نتفاءل بالنجاحات التي حققناها على طاولة الحوار وتبشر بمستقبل مشرق، وسوف نستمر في الحوار شئنا ام أبينا ومهما كانت الصعوبات، وان كانت بعض الملفات مرتبطة بوضع اقليمي معين، مثل قضية مزارع شبعا، وسلاح المقاومة والمخيمات، وموضوع ترسيم الحدود مع سوريا·
نحن مع كل مبادرة عربية خيرّة تنقذنا من براثن الضياع والخراب، والاولويات يجب ان تنصب على المبادئ التالية التي تحقق بعضها، والبعض الآخر في طور التحقيق والانجاز، ومنها:
1 - توسيع التحقيق ليشمل جرائم الحرب اللبنانية جميعها·
2 - انشاء المحكمة الدولية·
3 - الطلب من الاخوة السوريين الاستجابة لطلب اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وبالتالي الاعتراف بسيادة واستقلالية وحرية لبنان·
4 - الطلب من دمشق تحديد الحدود مع لبنان·
5 - البت بلبنانية مزارع شبعا نهائياً والموافقة على تحضير ملف للامم المتحدة لاسترجاعها·
ترسيم او تحديد الحدود بين لبنان وسوريا اخذ حيزاً واسعاً من الجدل المتفاقم في ظل علاقات متوترة، ما هو البديل لسحب فتيل التشنج الحاصل، والعودة الى علاقة طبيعية وأخوية؟
ما حصل مؤخراً في جرود بلدة عرسال حيث وضعت السواتر الترابية من قبل الجانب السوري خلق مشكلة اشبهها بمشكلة مزارع شبعا التي بدأت في نفس الطريقة، عندما دخل السوريون منذ فترة الخمسينيات لمنع التهريب، ولم يخرجوا من هذه الاراضي الاّ عندما احتلتها اسرائيل تحت ذريعة انها ارض سورية·· وبغض النظر عن كل ما حصل اعتبر ان وجهة نظرنا صحيحة والرجوع عن الخطأ فضيلة··
الخوف ··والمسؤولية
عمليات الاغتيال التي شهدها لبنان وأدت الى نزيف دموي مأساوي، يتخوف البعض من استمراره، بصفتك وزيراً للداخلية، ما هي الاجراءات التي اتخذتموها لوقف هذا المسلسل الاجرامي؟
انا دائماً افترض الأسوأ واعمل على اساسه ضمن الامكانات المتاحة لي في وزارة الداخلية، والتي هي بتصرف وخدمة المواطنين، وأزيد في هذا المجال بأنني اذا لم أكن خائفاً اكون غير مسؤول ،ومن طبيعة عملي ان أتحسب لهذه الامور واتخذ جميع الاجراءات الرادعة والوقائية لمنع حدوثها·
قانون الانتخاب النيابي المنتظر الذي يعوّل عليه الشعب اللبناني الكثير من التطلعات لتصحيح الحياة السياسية في البلاد، بعد ردّة الفعل على القانون القديم، برأيك هل سيبصر النور قريباً، وهل تجرى انتخابات مبكرة على أساسه؟
أقدر ان أقول لك ان هناك لجنة قانونية ودستورية كلفت بدراسة واعداد قانون عصري وحديث ونحن ننتظر التقرير لاجراء ما يلزم···
أثير لغط كبير حول زيارات رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والامم المتحدة، كيف تقرأ هذه الزيارات من الوجهة السياسية والدبلوماسية، وأين أصبحت زيارة دمشق؟
بصراحة كل الزيارات التي قام بها الرئيس السنيورة افادت لبنان على مختلف الصعد، وانا آسف للتأويلات والشائعات التي تطلق لدى كل زيارة له الى الخارج، كفى اللعب بمصير الناس وبمصير الوطن·
اما بالنسبة الى زيارته إلى دمشق فأقول ان الكرة هي الآن في الملعب السوري، والرئيس السنيورة قام بكل ما يستطيع لترطيب الاجواء والعلاقات مع الاخوة السوريين الذين عليهم ان يدركوا ان لا رجوع الى الوراء ولا عودة الى الماضي، بل العكس علينا اقامة علاقات ندية بين البلدين من اجل المصلحة المشتركة·
وزيارة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري؟
لم اطلع على تفاصيل زيارة الرئيس بري بتفاصيلها الدقيقة، الاّ انني اقدر ان اقول ان جميع الزيارات يجب ان تتم من باب احترام سيادة لبنان واحترام تنفيذ القرارات الدولية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©