السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوار السعديات: أفق للمعرفة والفن الرصين

زوار السعديات: أفق للمعرفة والفن الرصين
23 نوفمبر 2016 02:51
وتصدّر متحف اللوفر أبوظبي، الذي سيجري افتتاحه في جزيرة السعديات خلال العام 2017، المشهد الفكري في المعرض، وقد نحا منظمو الحدث نحو مبادرة قيّمة للترويج الفكري لهذا الصرح، من خلال تخصيص سلسلة حوارات تروّج له، وتحدث فيها نخبة من الخبراء والباحثين والفنانين وشخصيات ذات صلة بالعمل المتحفي، ومن ذلك تنظيم جلسة بعنوان: (اللوفر أبوظبي: حوارات الفنون ــ النشوء)، تحدث فيها التشكيلي الإيطالي جوسيبي بينوني، والفرنسي جان فرانسوا شارنيه، المدير العلمي لوكالة متاحف فرنسا، حيث أكدا أنه متحف عالمي لكل الحضارات الإنسانية، كما يجسد روح الانفتاح والحوار بين مختلف الثقافات، بما يضمه من مجموعة مقتنيات تزيد عن 600 عمل فني تروي قصة حياة البشرية منذ آلاف السنين، وعبر مختلف الحضارات والثقافات، من أبرزها مجموعة تمثال (أميرة) من باختريا، ويعود تاريخه إلى أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد، كما تحدثا عن مشاريعهما التطويرية، ومبادراتهما لاستقطاب المزيد من الأعمال والخبراء، والأفكار والتجارب، والتواصل مع متاحف العالم، للخروج من إطار (ثقافة المتحفية) إلى ثقافة متجددة مستدامة، متحركة فاعلة، قادرة على التواصل مع المجتمعات. وفي السياق، عبّر شارنيه لـ «الاتحاد» عن تقديره لخطوات اللوفر أبوظبي، وبخاصة في برنامجه المكثف على مدار العام، بضم العديد من المعارض وورش العمل وعروض الأداء والجلسات الحوارية التي تناسب الجمهور من مختلف الأعمار، وتشمل أيضاً برامج مخصصة للعائلات وذوي الاحتياجات الخاصة، ولفت شارنيه أن النسخة الثامنة من فن أبوظبي، هي نسخة نوعية، تتمتع بالجمال والحوار الخلاّق. وفي الإطار نفسه، تم تنظيم جلسة حوارية ثانية بعنوان «البرنامج الإماراتي الفرنسي – حوار لوفر أبوظبي»، وركز فيه كل من: علياء لوتاه، من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وماتيو باسي، المدير الفني لمؤسسة (إم تي إكس) الفرنسية، على مشروع (كو – لاب) باعتباره تجربة إماراتية فريدة من نوعها في إطار مختبر مشترك، يوفر للفنانين الإماراتيين والمقيمين في الدولة، التعاون الفني والتقني مع مجموعة من المصانع الفرنسية، لإنجاز أعمال فنية نوعية، تعرض في اللوفر أبوظبي، بعد افتتاحه الرسمي. وتحت هذا الملف المتحفي عقدت ندوة بعنوان (ملتقى متحف زايد الوطني: حوار متاحف دول مجلس التعاون الخليجية)، بإدارة سلامة الشامسي، مدير مشروع متحف زايد الوطني بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، التي استضافت شخصيات ريادية تمثل متاحف وطنية في دول مجلس التعاون الخليجية، لمناقشة أهمية ودور المتاحف والمؤسسات الثقافية في مجتمع اليوم، وعلاقتها بالبيئة الاجتماعية والسياسية، وتأثيرها في المشهد الفني في المنطقة، كما تناول المتحدثون في الملتقى جوانب موضوعات مجموعة المتاحف الفنية، ثم تلا ذلك، حوار (جوجنهايم أبوظبي: حوارات الفنون في ذكرى حسن الشريف – القلعة الرملية) مشتملا على مقدمة لـ فاليري هيلنجز، منسق فني ومدير مشروع متحف جوجنهايم أبوظبي في مؤسسة سولومون آر جوجنهايم، بإدارة منيرة الصايغ، من مشروع جوجنهايم أبوظبي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وركز الحوار الذي شارك فيه الفنان محمد كاظم والشاعر عادل خزام، على مناقشة فصل مهم في تطور الفن المعاصر في الدولة خلال ثمانينيات القرن الماضي، وتأثير ذلك على إثراء المشهد الفني المحلي، كذلك إلقاء الأضواء على تجربة الفنان التشكيلي الراحل حسن شريف، أحد أبرز الفنانين من الجيل الأول، اللذين ساهموا في تأسيس الحركة التشكيلية في الإمارات، وقد شكّلت سلسلة الحوارات هذه، تنمية افق حوار التجارب، وإدخال الجمهور في صميم الدائرة الفنية التخصصية بسهولة ويسر. الجمهور في أي حدث ثقافي، هو الميزان الثاني بعد النقاد، في تقييم وتصحيح صورة المنجز الإنساني، وهنا في جنبات المعرض الفسيحة، ثمة فصول للتعبير، بدأناه من حيث الهنغارية المقيمة في دبي جوديث باستور، وقالت: «اكتسبت ثقافة جديدة من خلال برنامج المعرض، ثقافة عميقة مغايرة، وكنت في رحلة تذوق رفيعة»، ووصفت الكورية الجنوبية يان سون المعرض بـ «المنفرد» في ثقافته، وترجماته المكتوبة حول الفعاليات، والفورية للعروض والحوارات وغيرها، ما يحقق تواصلا مع كافة فئات الجمهور ولغاتهم، وأكدت آمنة الفلاسي (مستشارة فنانين) أن أهم ما لفت نظرها «هو القيمة الفنية للورشات التدريبية»، وعبّرت المصرية هيام جودة عبّاس خريجة الفنون الجميلة بالقاهرة، عن إعجابها «بالمجسمات المطعمة بالحروف العربية، وباللوحة السريالية للتشكيلية الإماراتية أماليا بالجافلة بعنوان (زايد عاشق الطبيعة)، واعتبرت المعرض من أهم المنصات الثقافية لخدمة الذائقة الفنية». ومن سلطنة عمان، حضر المدرس يونس صالح خصيصاً للاطلاع على آخر نتاجات الفنانين والمدارس الفنية المجتمعة في مكان واحد، مؤكداً أن «فن أبوظبي، يخدم ثقافات العالم»، أما المصرية المقيمة في دبي إسراء أحمد مبارك، التي تعمل في مجال الدعاية والإعلان، فركزت على إعجابها «بالمطبوعات والمعلومات القيمة الصادرة عن المعرض». المهندس الإماراتي خالد السويدي، الذي يعمل في شركة أدنوك، اصطحب أولاده: سهيلة، أحمد، العنود، محمد، لزيادة معارفهم الفنية، وتطوير ذائقتهم، واعتبر المعرض «ملتقى للفن الرفيع الرصين». ومن السعودية، جاءت آية البيطار، التي تعمل في مجال تصميم الأثاث، للاطلاع على أحد التكوينات الفنية ذات الصلة بعملها، وقالت: «لفتني عمل التشكيلية السعودية مها ملوح، بعنوان (100 قفاز يد نسائي سوداء). الألمانية آنّا جونز، الطالبة بجامعة نيويورك أبوظبي، عبّرت عن احترامها لثقافة المعرض، واستقطابه لأغرب الأعمال الفنية، وقالت: «توقفت طويلا عند لوحة التشكيلي اللبناني نبيل نحاس، لتقنياتها المعاصرة». وركّزت عائشة المرزوقي، الطالبة في جامعة زايد على محتوى اللوحات التي تستعين بالخطوط العربية، وتلك التي تبرز فيها الأبعاد الثلاثة، مؤكدة على أهمية موضوعية الأصالة والمعاصرة التي يتبناها المعرض. من جانبها أبدت الإعلامية اليابانية تومومي ويتكا، اهتماماً بحضور الأسر والعائلات بكثافة، للتعلم، وزيادة المعرفة، و«بالنسبة لي جذبتني الأعمال التي تفصح عن الهوية الوطنية في كل عمل فني». سالم ثاني الرميثي، الحائز بكالوريوس إدارة الجودة والاستراتيجية، قال: «لفتني جمال وإبداع الأعمال التركيبية الضخمة، أكثر من اللوحات، باستثناء لوحات التشكيلي الإماراتي حسن شريف». الإيطالية مادلينا بيلو، التي أبدت إعجاباً خاصاً بفكرة توزيع أطنان من الموز على مساحة كبيرة من أرضية إحدى صالات العرض، في إطار معرض البوابة، ويعود هذا العمل التفاعلي إلى العام 2007 وهو يضع الجمهور وجهاً لوجه أمام مراحل الحياة من الشباب إلى الشيخوخة، عبر التحلل التدريجي للمواد العضوية، وتشكل هذه الكمية من الموز عملا تركيبياً للفنان الصيني قو ديشين. فيما اختتمت الشقيقتان شيخة علي المصعبي، الطالبة في ثانوية تكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، وعلية علي المصعبي، الطالبة في جامعة زايد، جولتنا، بالقول: «اعتدنا على زيارة المعرض منذ سنوات، وهو فرصة لنا كي ندخل الى بوابة الفن العالمي وأحدث التجارب عن قرب، لزيادة معرفتنا وثقافتنا في مجالات الفنون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©