الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سفن الشحن البحري سكن مؤقت للعمال

19 مايو 2006
دبي- علي مرجان:
في خور دبي حيث مرسى السفن التجارية تبدأ وتنتهي حركة السفن المحملة بالبضائع ·· رحلات تجارية مستمرة من وإلى دول مجلس التعاون الخليجي وإيران وعمالة منتشرة على رصيف المرسى أو داخل سفن الشحن البحري·
إيقاع سريع للحياة، وحياة مختلفة يعيشها العمال الذين يسكنون السفن التجارية المتنقلة من شطآن لأخرى، وفي الخور يبقون لأيام في انتظار لحظة الرحيل في رحلة جديدة ·· سكنوا البحر وألقوا فيه بكل شيء ·· أحلامهم وأيامهم··ومخلفاتهم أيضا·· فهل يتحمل المزيد؟·· تجولنا هناك وفي السطور التالية التفاصيل:
يقول عبدالله أحمد وهو يعمل على إحدى السفن : العمال يسكنون السفن التي ترسو هنا لبعض الوقت ، وخلال تلك الفترة تتسبب مخلفاتهم التي يلقونها في مياه الخور في وجود رائحة كريهة موضحا أن طبيعة البحر وأمواجه تنقل أشياء من أماكن بعيدة إلى هنا حسب اتجاه الرياح·
أجور ضعيفة
ويضيف: يحصل هؤلاء العمال على 300 درهم شهريا وتصل إلى 1000 درهم حسب طبيعة العمل الذي يتراوح بين عمالة لتنزيل وتحميل البضائع وبين سائقي السفن و'اللنشات' الصغيرة·
ويرى حميد عبد الكريم ويعمل رئيسا للعمال في إحدى السفن التي اتخذت موقعها وبدأ عمالها في تنزيل ما عليها من بضائع أن اللنش الصغير يستوعب 8 أفراد للعمل على ظهره والكبير يحتاج إلى 12 فردا، ونظرا لطبيعة العمل فإن العمال يبقون على ظهر اللنش لحين مغادرته مرسى السفن في رحلة جديدة·
صيانة السفن
وأشار حميد إلى أن المدة الزمنية لبقاء السفينة في المرسى ليست طويلة لأن إجراءات التخليص الجمركي و تفتيش السلع والبضائع لا تأخذ وقتا كبيرا ، وتتراوح فترة بقائها هنا بين يومين وأسبوع حسب حجم البضائع الموجودة على ظهرها والتي غالبا ما تكون عبارة عن مواد غذائية وأدوات كهربائية وملابس تحملها السفن إلى العديد من الدول التي تأتي السعودية والبحرين وقطر في مقدمتها إضافة إلى إيران·
ويشير حميد إلى أن هناك بعض السفن المتهالكة التي تحتاج إلى إحلال وتجديد مؤكدا أن المهنيين العاملين على ظهرها يستخدمون أدوات بدائية في عمليات الصيانة·
جراج الدراجات
يمارس العمال عملهم لمدة 10 ساعات متواصلة، وفي منتصف اليوم لا مانع من أن يخطف أيا منهم سبات عميق لدقائق معدودة يعودون بعده لممارسة عملهم ·
المثير أن هناك عمالة تسكن دبي ووسيلتها في الوصول إلى مقر عملهم هي الدراجة لتجد عشرات الدراجات قد اتخذت موقعها في جراج خاص وعلى كل دراجة ملابس صاحبها ، وعلى بعد خطوات هناك عامل تم الاتفاق معه على حراسة الدراجات مقابل مبلغ يومي أو أسبوعي يقوم بتحصيله من أصحابها حسب الاتفاق·
يقول جعفر حسن وهو عامل بالمرسى التجاري ويسكن في منطقة سوق نايف بدبي:اعتدت الحضور في الصباح إلى عملي مستقلا دراجتي لأنها الأوفر من حيث التكاليف المادية·
سفن سكنية
ويشفق جعفر على ساكني السفن التجارية لأن مياه الشرب الموجودة بالمرسى ليست على ما يرام لكنهم مضطرون للاستسقاء منها مؤكدا أن السفن غير مهيأة ليسكنها أحد لأنها في الأساس مخصصة لنقل البضائع، لذا لا تتعجب عندما تجد الأسرّة الخاصة ببعض عمال المركب عـبارة عن أجولة المواد الغذائية على ظهر اللنش أوفي الهواء الطلق·
ويقول عبد المنير كونيوتي ويعمل في كافتيريا ملحقة بالمرسى: رغم العمل الشاق إلا أن السمر له مكان - ولو بسيط - في حياة هؤلاء، حيث يوجد بالمرسى ثلاث كافتيريات تجتذب روادها من الباحثين عن البساطة في أحضان الخور·
دوريات تفتيشية
ويقول محمد عبد الرحمن رئيس شعبة البيئة البحرية في بلدية دبي: لسنا بمفردنا في العمل وإنما هناك تعاون بيننا وبين الهيئات المعنية بموجب القوانين المنظمة لهذا الشأن، وفي حالة اكتشاف مخالفات على طول الخور الذي يمتد لمسافة 14 كيلو مترا يتم تغريم المتسبب 500 درهم مشيرا إلى هناك قوارب ومفتشين وضباط أمن منتشرون على امتداد الخور في دوريات متحركة للرقابة على سلوكيات المتعاملين مع الخور·
ويؤكد رئيس شعبة البيئة البحرية: نتعامل مع البلاغات الواردة إلينا بسرعة لكن لا يمكن أن يجلس مفتش تابع للبلدية في مرسى السفن التجارية على مدار اليوم ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©