الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائلكم وصلت

19 مايو 2006
اتقين الله في أزواجكن
إلى/ صحيفة 'الاتحاد'···
تحية طيبة وبعد ···
رداً على مقالة الأخت الفاضلة مريم مبارك الظاهري التي نشرت على رأس الموضوعات يوم الجمعة 14 ربيع الآخر 1427 في مقدمة الصفحة الغراء تحت عنوان 'اتقوا الله في زوجاتكم'· بعد الثناء والمدح والاعجاب بمقالتك التي تعرب كلماتها عن تسلط الأزواج وفقدانهم للأحاسيس الفياضة بالحب والاخلاص تجاه زوجاتهم وما قد يترتب عليه من فقدان الزوجة لصوابها واندفاعها بل غرقها في بحر الرذائل والمحرمات، أعجبت بحديثك بأن الخيانة سلوك شائن وكريه وهي فعل تحرمه الاديان ولكن ما أثار عجبي ودهشتي أنك أردفت ذلك بالمبررات التي تدفع الزوجة لخيانة زوجها·
ومنها كما ذكرت في مقالتك 'إهمال زوجها لها وأنها تريد من زوجها أن يدرك مدى حاجتها له وتريده أن يفهم أنها تحبه وأنها فعلت ذلك بطريقة خاطئة ولكن ماذا تفعل وقد أوصلها زوجها إلى ذلك'، فطريقة السرد يبدو من خلالها وكأن ما تفعله الزوجة من خطأ يوجب علينا العطف والشفاعة لها ومما هيج مشاعري عبارتك ماذا تفعل؟ وكأن وسائل النجاة قد نفدت ولم تجد الا الخيانة واقتراف الخطيئة لتكون عبارتها وتستحق على ذلك منا التهليل والانصياع وتلمس عذرها فهذا هو العذر الأقبح من الذنب كما يقال وما أكثر وسائل النجاة التي رسم خطاها لنا ديننا الحنيف وأي طريقة هذه التي تعبر بها عن حبها لزوجها فهل أضحت الخيانة الزوجية وسيلة للتعبير عن الحب·
أما عن تعبير الأخت بأن خيانة المرأة تعبير عن صرخة مكتومة وبركان من الأسى في صدرها ليت هذه الصرخة المكتومة مناجاة لرب العالمين بالدعاء وتلاوة القرآن الكريم بدلاً من الانسياق في اقتراف الكبائر والرذيلة·
أما الحديث عن الوقوع في بحر الظلمات والاقبال على الرذيلة قلما قد تنساق إليها الزوجة بسبب سوء معاملة زوجها لها فهناك الكثير من النساء اللواتي خلقن من أجل اشعال النيران وقتل الاحاسيس في قلوب ازواجهن بتسلطهن وضيق أفقهن أو من أجل اثبات قوتهن مما قد يؤدي إلى هجر الأزواج لمنازلهم بل خوفهم وارتعادهم من جدران بيوتهم، أما اقتراف الرذائل فلا مبرر يبيحه مهما كانت الأسباب والمبررات والدوافع وما منبعه إلا ضعف إيمان وانصياع لوسوسة الشيطان·
نهاية لا أختم مقالي بأن أطلب من الأزواج كما طلبت الأخت مريم منهم أن يذيبوا جبل الجليد الراسخ في قلوبهم تجاه زوجاتهم بل أناشد وأناجي كل الأزواج والزوجات أن يقرؤوا سيرة نبيهم مع زوجاته وأن يتبعوا هدى كتابهم دستور الحياة القرآن الكريم وأن يأخذوا منه العبرة والعظة·
أيها الازواج والزوجات اتقوا الله في أولادكم ودينكم وتصرفاتكم· فمنكم النبت الطيب والخبيث، واغرسوا الحب بين جدران منازلكم وارووه بدمائكم واحاسيسكم لتفوح دنيانا عطراً وخيراً وحباً·
محمود عبدالباقي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©