السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السياحة الحرام والحلال..!

19 يونيو 2013 22:02
لم أكن أتصور يوماً أو يتصور غيري من أهل الصحافة والإعلام أننا يمكن أن نصل إلى هذه المرحلة من الفوضى الإعلامية..! في السابق كانت الأخبار والأنباء تمر بعدة مراحل قبل أن ترى النور ويراها القارئ أو المشاهد، وأهم هذه المراحل كانت ما يسمى في عالم الصحافة “الديسك المركزي” وهو قسم يجب أن تمر عليه كل الأخبار والموضوعات، وكان عليه أن يتأكد من كل معلومة وكل رقم وكل تفصيلة ولو صغيرة، وبالطبع أعضاء هذا القسم يجب أن يكونوا على دراية بالعديد من الأمور والمجالات وما يجري على مدار الساعة. كان عند هذا القسم أيضاً اعتبارات أخرى منها عدم الإساءة للآخرين، وعدم إثارة الفتن أو النعرات بين الفئات المختلفة والدول والجنسيات، وغيرها من الأمور التي تحافظ على التقاليد والآداب الاجتماعية. ومن بعد “الديسك المركزي” تأتي مراحل أخرى حتى تصل إلى رئيس التحرير صاحب القرار النهائي. الآن تغير المشهد، يمكنك أن تكتب ما تشاء وتقول ما تشاء وتضعه على موقع إخباري على الإنترنت، أو في تغريدة على تويتر، أو بوست على الفيسبوك، وفجأة ينتشر بين الناس ربما أسرع من البث المباشر على القنوات الفضائية..! والأغرب أن القنوات الفضائية والصحف بدأت تنقل عن هؤلاء، أو تنفي وتؤكد هذه الأخبار التي لا يعرف أحد مصدرها. والمشكلة الأكبر عندما يكون المنشور ليس خبراً أو معلومة، ولكن بكل أسف فتوى..! نعم فتوى يطلقها شخص يطلق على نفسه اسم “العالم أو العلامة أو غيرها من الألقاب الدينية”، ثم يفتي ويرد على الاستفسارات والتساؤلات على تويتر أو الفيسبوك، اجتهادات وآراء شخصية دون أن يكون عند فضيلته أي اعتبارات أو قواعد، فهو لا يعرف أو ربما يعرف ماذا يمكن أن تحدث فتواه..! منذ أيام قليلة طالعتنا وسائل الإعلام بفتوى “تويتريتة” لرجل دين سعودي يفتي بحرمانية السفر إلى دبي..!! أي والله هكذا قالها مجيباً على سيدة سألت إذا كان من الممكن أن تسافر إلى دبي بدون محرم..؟ فقال لها بدون أو مع محرم السفر إلى دبي حرام..! فهل يعلم هذا الذي يدعي العلم بأي أمر نطق وتحدث وغرد على تويتر..؟! أشك في أن هذا الرجل يعرف شيئاً عن دبي أو غيرها من المدن، فكل مكان في العالم به الصالح والطالح، حتى مع أشد درجات الرقابة وأعتى القوانين. وهل يمكن أن يجيب فضيلته على سؤال: هل “السكين” حلال أم حرام..؟ يكون حلالاً يا سيدي لو استخدمته في أعمال المطبخ، وحراماً لو استخدمته في القتل أو السرقة..! هكذا بكل بساطة هي كل مدينة في العالم، وهكذا هي السياحة وغيرها من الأعمال والأنشطة الإنسانية..! السياحة يا سادة ليست حراماً أو حلالاً، ولكن تصرفات البعض هي التي يمكن أن نحكم عليها، ومئات الملايين من السياح يجوبون العالم كل عام، ولكن بعض العقول هي التي تحتاج إلى إعادة تأهيل.. رحم الله أيام الصحافة الجميلة التي كانت تراعي أخلاقيات المهنة قبل أن تنشر كلمة واحدة.. وحياكم الله. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©