الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«طاقة» تبدأ تشغيل منشأة تخزين الغاز بهولندا العام المقبل

«طاقة» تبدأ تشغيل منشأة تخزين الغاز بهولندا العام المقبل
20 يونيو 2013 10:05
أبوظبي (الاتحاد) - أنجزت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة” حتى الآن حفر 5 آبار جديدة، في مشروع منشأة تخزين الغاز الطبيعي في برجرمير بهولندا بالإضافة إلى 6 آبار قديمة، يبلغ عمق كل منها 2500 متر، إلى جانب حقن أكثر من 85? من غاز الأساس، بحسب معالي حمد الحر السويدي، رئيس مجلس إدارة الشركة، الذي توقع أن تكون المنشأة جاهزة لتوفير خدمات التخزين بطاقة جزئية في عام 2014. ويهدف مشروع منشأة تخزين الغاز في برجرمير إلى إعادة إحياء حقل غاز بيرجرمير بعد نضوب مخزونه من الغاز وتحويله إلى أكبر منشأة لتخزين الغاز في أوروبا عند الوصول إلى الطاقة التشغيلية الكاملة المتوقعة في عام 2015، حيث سيوفر الفرصة لتخزين الغاز صيفا في آباره التي تتميز بكبر حجمها وملاءمة تركيبتها الصخرية لتخزين الغاز ليتم استخدامه في أوقات تزايد الطلب عليه شتاء، مما سيساهم في تحقيق التوازن في سوق الطاقة الهولندية وتوفير الغاز للمستهلكين بأسعار أقل. ويفيد مشروع برجرمير في مضاعفة طاقة تخزين الغاز في هولندا التي تعتمد على الغاز الطبيعي لسد 43% من احتياجاتها من الطاقة حيث سيضيف إليها نحو 4.1 مليار متر مكعب تكفي لسد احتياجات 2.5 مليون منزل هولندي سنويا. وتبلغ كلفة المنشأة حوالي 4 مليارات درهم تتوزع نسب الاستثمار فيها بين 60% لشركة “طاقة” و40% للحكومة الهولندية. ويتضمن المشروع حفر 14 بئرا جديدة إلى جانب إعادة استخدام من 6 إلى 9 آبار قديمة بالإضافة إلى بناء منشأة ضغط لتنظيف الغاز المستخرج من الخزانات وتجفيفه وضغطه ومد خطوط أنابيب جديدة لنقل الغاز إلى الخزان في محطة المعالجة، ليُنقل من بعدها إلى نظام نقل الغاز الوطني الهولندي. وأعرب السويدي عن اعتزازه وسعادته بمدى التقدم الذي تم إحرازه في مشروع منشأة تخزين الغاز الطبيعي في برجرمير بهولندا، وذلك خلال جولة تفقدية له في موقع المشروع الواقع بالقرب من ألكمار على بعد 40 كيلومترا شمال العاصمة أمستردام والذي يعد أحد الاستثمارات الاستراتيجية لشركة “طاقة” في أوروبا. وجاءت هذه الجولة التفقدية في إطار زيارة قام بها معاليه لمملكة هولندا التقى خلالها هنك كامب، وزير الشؤون الاقتصادية، حيث جرى بحث الدور الإيجابي الذي تلعبه “طاقة” ومساهماتها المهمة في دعم النمو الاقتصادي بهولندا والخطط المتعلقة بتوسيع التعاون بين الإمارات وهولندا في مجال ابتكارات الطاقة ومشاركة المعرفة إلى جانب زيارة كامب المرتقبة إلى الإمارات. وأشاد السويدي خلال زيارته لموقع مشروع برجرمير بحسن سير العمل في المنشأة، مؤكدا أهمية الدور الحيوي الذي ستلعبه في ضمان أمن الطاقة وتوفير مرونة إمدادات الغاز في منطق شمال غرب أوروبا وفي تحقيق طموح هولندا بأن تصبح مركزا إقليميا للغاز الطبيعي. وقال السويدي: “يُعدّ الغاز المنتج الرئيسي في الاستراتيجية طويلة الأجل لشركة “طاقة”، ويمثل مشروع برجرمير محور هذه الاستراتيجية. فمن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تزايدا واضحا في الطلب على الغاز الطبيعي وذلك في ظل تنامي احتياجات الطاقة في العالم، ولذا فمن المؤكد أن يشكّل توفر الغاز والقدرة على تخزينه عاملاً أساسياً في تحقيق أمن الطاقة.” وأكد رئيس مجلس إدارة “طاقة” أهمية المشروع بالنسبة إلى هولندا التي تحتاج إلى مصدر مرن من الغاز الطبيعي لضمان استمرار إمكانية توليد الكهرباء وتوفير إمدادات مستقرة من الطاقة الكهربائية للمستهلكين، خاصة في ظل تفاوت إمدادات الطاقة عبر مصادر الطاقة البديلة مثل طاقة الشمس أو الرياح. وأشار السويدي إلى إقبال كبرى شركات الطاقة الأوروبية على مشروع برجرمير، وأضاف: “هذا ما يؤكد الطلب الكبير على الطاقة التخزينية المتوافرة لدينا ومدى حاجة منطقة شمال غرب أوروبا للمرونة الموسمية التي يوفرها هذا المشروع، كما يؤكد أن منشأة بيرجرمير ستدخل إلى السوق في الوقت المناسب، وستسهم في إحداث تغييرات نوعية في أسواق الطاقة الأوروبية”. وعلى صعيد آخر، لفت السويدي إلى حرص شركة “طاقة” على إقامة علاقات إيجابية مع المجتمعات التي تعمل فيها من خلال ما تقوم به لتحقيق مصالح هذه المجتمعات، مشيرا إلى توفير مشروع برجرمير حاليا لأكثر من ألف و300 فرصة عمل ومدى تأثير ذلك على الاقتصاد المحلي وسط الأزمة التي تعاني منها أوروبا. وأكد الجهود التي بذلتها “طاقة” للحد من الآثار البيئية للمشروع، حيث عملت على شراء أرض مساحتها 24.5 هكتار لإنشاء منطقة “محيط المخاطر” حول المنشأة تلبية للمخاوف المتعلقة بالسلامة، وحرصت على استخدام أفضل التقنيات الحديثة لضمان خلو عملية الإنتاج من الانبعاثات الضارة، كما تم إنشاء محمية طبيعية في الحقول المجاورة لموقع الحفر التي تبلغ مساحتها 18 هكتارا لتكون مأوى آمنا لإدارة برنامج تزاوج الطيور وتكاثرها. وخضع مشروع برجرمير لدراسات مكثفة أجرتها جهات مستقلة فيما يتعلق بالمخاوف المرتبطة باحتمال وقوع الهزات الأرضية، وخلصت جميع التقارير إلى استبعاد خطر حدوث هزات أرضية تزيد قوتها على 3.9 درجة وفق مقياس ميركيلي. ونوه السويدي إلى “أن منشأة التخزين في برجرمير ليست مشروع “طاقة” الوحيد الذي يلعب دورا رئيسيا في ضمان أمن الطاقة في القارة الأوروبية، بل لدى الشركة العديد من مشاريع الغاز والنفط الأخرى هناك، حيث تقوم، بتشغيل منشأة أخرى لتخزين الغاز الطبيعي في ألكمار وخطوط أنابيب لنقل الغاز بهولندا وخط أنابيب برنت في منطقة بحر الشمال المسؤول عن نقل نحو 10% من إجمالي إنتاج المملكة المتحدة من النفط، وهي كلها أصول ذات أهمية كبيرة وتسهم في تعزيز الدور الحيوي الذي تلعبه شركة “طاقة” في أوروبا”. وحول التطلعات المستقبلية، قال السويدي إن “طاقة” تحرص على اغتنام الفرص الاستثمارية في أوروبـا وفـي مناطق أخرى من العالم، وتركز على مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى حرص “طاقة” على الاستفادة من خبراتها في مشاريعها المنتشرة في العـديد من أنحاء العالم لتطبيقها في إقليم كردستان العراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أهمية المشروع وضعت طاقة، التي تعد أكبر مستثمر إماراتي في هولندا، حجر الأساس لمشروع منشأة برجرمير في أواخر أكتوبر الماضي وذلك بعد حصولها على الموافقات والتصاريح النهائية المطلوبة لتشغيل المنشأة.كما تعاقدت مع شركة غازبروم لتزويد غاز الأساس للحقن خلال أشهر الصيف، وهذا النوع من الغاز ضروري لضمان حصول الخزان على الضغط الأمثل المناسب لبدء عمليات التخزين. ويعد مشروع برجرمير حيويا جدا ليس بالنسبة لاقتصاد هولندا وحسب، بل بالنسبة إلى أمن الطاقة في شمال غرب أوروبا بأسرها، حيث توجد مشاريع أخرى لتخزين الغاز في أوروبا، ولكنها ليست بهذا الحجم، كما أنها ليست متاحة لأطراف ثالثة كما هو الحال في منشأة برجرمير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©