الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العلماء».. ورثة الأنبياء وحماة العقيدة

5 يوليو 2014 22:56
العلماء في أي مجتمع يقدر المعرفة ويهتم بالعلم، هم على أولوية الاهتمام، وهذا ما قررته الشريعة ورسخه الإسلام، وجعله قيمة فكرية واجتماعية في الأمة المسلمة، فهم المبلغون عن الله تعالى، وحماة الإسلام من المبدلين والمحرفين، وقد رفعهم الله تعالى على بقية الناس لحملهم هذه الرسالة العظيمة، وعلماء الأمة هم ورثة الأنبياء، وقرة عين الأولياء، رفعهم الله بالعلم، وزينهم بالحلم، بهم يعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح، هم أركان الشريعة وحماة العقيدة، يكفيهم شرفاً وفضلاً اقترانهم باسم المولى وملائكته في قوله: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، «سورة آل عمران: الآية 18». قال الإمام القرطبي رحمه الله، هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء، لقرنهم الله باسمه، واسم ملائكته. وقد رفع الله شأن العلم وأهله، فشرفهم وكرمهم، ورفع منزلتهم، فقال سبحانه: (... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ...)، «سورة المجادلة: الآية 11». طريق العلم قال ابن القيم، قد أخبر سبحانه في كتابه برفع الدرجات في أربعة مواضع، فعادت رفعة الدرجات كلها إلى العلم والجهاد اللذين بهما قوام الدين، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه، أخذ بحظ وافر». وهذا ابن عباس الصحابي الجليل حبر الأمة رضي الله عنه يأخذ بزمام ركاب زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه ويقول هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، هذا مع علم ابن عباس وجلالة قدره، ويقول الإمام أبو حنيفة في حق شيخه حماد، ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا واستغفرت له مع والدي لأستغفر لمن تعلمت منه أو علمني. خلفاء الرسول وقال الإمام أحمد، هم خلفاء الرسول في أمته وورثة النبي في حكمته والمحيون لما مات من سنته، فبهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب، وبه نطقوا، قيضهم الله لحفظ الدين، ولولا ذلك لبطلت الشريعة، وتعطلت أحكامها وهم في كل زمان الأصل في أهل الحل والعقد، وهم المعنيون مع الأمراء، في قوله تعالى: (... أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ...)، «سورة النساء: الآية 59»، ولذلك كان الوقوع فيهم من أكبر الذنوب وفاعله لا يفلح أبداً، وقال لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن أكلها مات، أي قد يكون مرض ومات قلبه. وقال ابن المبارك، من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، وقال ابن الأذرعي، الوقوع في أهل العلم، لا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب، وقال الإمام الطحاوي، وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل. وبكل أسف، فإن الجرأة على العلماء أصبحت ظاهرة، تصويرهم على أنهم شخصيات، هذا إن لم تكن الجرأة بالاحتقار والنقد البذيء، فالطعن في العلماء، والتنقص منهم، من أسباب جفاء الشباب لهم، مما يسبب غياب من يرشدهم ويدلهم على الحق، فيصبحون لقمة سائغة أمام دعاة الفتن والضلال. نهضة المجتمع إن احترام العلماء من الأمور التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، فاحترامهم معلم من معالم الشريعة، فلقد بينت أهمية العلماء وعلو قدرهم، فبهم تنهض المجتمعات، ويعم نور الهداية، وينقشع ضباب الجهل وظلمته، وبهم يعرف المسلم أمور دينه، فيتحقق له من ذلك عبادة ربه على الوجه الذي أراده سبحانه وتعالى. وفي الحديث عن الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً، بيان فضل العالم على العابد، لأن الذي أفتاه أولاً بأن لا توبة له غلبت عليه العبادة، فاستعظم وقوع ما وقع من ذلك القاتل من استجرائه على قتل هذا العدد الكثير، وأما الثاني، فغلب عليه العلم، فأفتاه بالصواب ودله على طريق النجاة. (القاهرة - الاتحاد) إضاءة تعددت الأدلة من الكتاب والسنة الدالة على فضل العلماء، فنجد القرآن الكريم يذكر الذين اتصفوا بالعلم بأحسن الذكر، ويصفهم بأحسن الصفات، ويبين علو قدرهم ومكانتهم، والفرق بين الجاهل والعالم، فالعلماء هم أعلم الناس بالله تعالى، ولذلك خصهم الله بالخشية، فلقد قال سبحانه وتعالى: (... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)، «سورة فاطر: الآية 28».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©