السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قابيل» أول قاتل على الأرض

5 يوليو 2014 22:57
كانت حواء تلد في كل بطن ولداً وبنتاً، فيحل زواج ابن البطن الأول من بنت البطن الثاني والعكس ويقال إن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه، فأمرهما آدم أن يقدما قرباناً، فقدم كل منهما، فتقبل الله صدقة هابيل، لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل صدقة قابيل لسوء نيته، وعدم تقواه ووقعت أول جريمة قتل في التاريخ على الأرض، والتي انتهت أحداثها بقتل الأخ لأخيه، حسداً وعدواناً. ويروي القرآن القصة في آيات موجزة بليغة في موضع واحد من كتابه الكريم ذكرهما الله دون ذكر اسميهما صراحة بل اكتفى بوصفهما ابني آدم قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ.. إلى آخر «سورة المائدة: الآيات 27 - 31». علامة القبول قال ابن كثير نقلاً عن أئمة السلف إن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الآخر وأن قابيل أراد أن يتزوج بأخت هابيل، وكان أكبر منه، وأخت قابيل أحسن، فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه، وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قربانا وذهب آدم ليحج إلى مكة، واستحفظ السماوات والأرضين والجبال على بنيه، فأبين، فتقبل قابيل بحفظ ذلك، فلما ذهب قربا قربانهما، فقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب غنم، وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه، فنزلت نار، فأكلت قربان هابيل، فالتهمته وكانت هذه علامة قبول قربانه، بينما لم تمس النار قربان أخيه وتركته فغضب، وقال لأقتلنك، فقال إنما يتقبل الله من المتقين. وذات ليلة أبطأ هابيل في المرعى فبعث آدم أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذ هو به، فقال له تقبل منك ولم يتقبل مني، فقال له هابيل إنما يتقبل الله من المتقين وكان هابيل رجلا موفور الجسم والعقل، وهب الحكمة وآثر رضا الله وطاعة والديه راضياً بقسمة ربه. وقد غلت نار الحسد والغيرة والحقد في قلب قابيل، فقام بقتل أخيه، وهو نائم وعن عبدالله بن عمرو قال وأيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين، ولكن منعه التحرج أن يبسط إليه يده وقال هابيل لا أريد مقاتلتك، وإن كنت أشد منك وأقوى، فتتحمل إثم قتلي مع ما لك من الآثام قبل ذلك. دفن الموتى غضب قابيل، وضربه بحديدة كانت معه فقتله، وقيل إنه إنما قتله بصخرة، رماها على رأسه وهو نائم فشدخته، وقيل بل خنقه خنقاً شديداً وعضاً، كما تفعل السباع وكل تلك الأقوال لا طائل منها، ولا ينبغي الوقوف عندها لأن الآية ساكتة عن كل ذلك. كان القتيل أول إنسان يموت، وجلس القاتل أمام شقيقه، ولم يكن دفن الموتى قد عرف بعد وحمل جثته، وراح يمشي بها، ثم رأى غرابا حياً بجانب جثة غراب ميت وضعه على الأرض، وساوى أجنحته إلى جواره، وبدأ يحفر بمنقاره ووضعه برفق وأهال عليه التراب. وقيل لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله، وكره أن يأتي به آدم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء الغرابان وقيل إنه لما قتله حمله على ظهره سنة، وقال آخرون حمله مئة سنة، ولم يزل كذلك حتى بعث الله غرابين فتقاتلا، فقتل أحدهما الآخر، فلما قتله عمد إلى الأرض، يحفر له فيها، ثم ألقاه ودفنه وواراه، فلما رآه قابيل يصنع ذلك، قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي، ففعل مثل ما فعل الغراب، ودفنه وأخذ يلوم نفسه على ما أقدم عليه، كيف لا يكون مثل الغراب، وهو من أخس أنواع الطيور، وكان أهدى منه سبيلا، فعض أصابع الندامة على حمله، حيث لم يدفنه حين قتله قال ابن عباس ولو كانت ندامته على قتله لكانت الندامة توبة منه. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©