الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حميد الصفار يحلق بأحلامه إلى هندسة الطيران في شرطة أبوظبي

حميد الصفار يحلق بأحلامه إلى هندسة الطيران في شرطة أبوظبي
19 يونيو 2012
فتح النقيب المهندس حميد سيد الصفار من إدارة جناح الجو التابع للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، ملف ذكريات الدراسة الجامعية وبين سبب اختياره لدراسة هندسة الطيران، حيث راوده حلم بأن يكون طياراً، لكن درس هندسة الطيران، حصل على منحة دراسية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بعد أن انتهى من مرحلة الثانوية العامة. وقال النقيب المهندس حميد الصفا 32 سنة إن تخصص الطيران لم يكن مدرجاً ضمن التخصصات الأكاديمية للحصول على البعثة آنذاك، فاضطر إلى أختيار تخصص آخر بالتوجه نحو هندسة الطيران بوصفها تخصصاً قريباً من الطيران، وعلى اعتبار أن مهندس الطيران يعد واحدا من طاقم الطيران الذي يعمل بصورة مباشرة في مجال الطائرات. أوضح النقيب المهندس حميد سيد الصفار من إدارة جناح الجو التابع للقيادة العامة لشرطة أبوظبي أنه بموجب المنحة الدراسية سافر إلى فرنسا وبدأ هناك رحلته مع الدراسة والغربة، التي كانت لا تخلو من صعوبات الحياة لاختلاف الثقافات ولتغيير البيئة الاجتماعية والأكاديمية ومن بين تلك الصعوبات هي تعلم اللغة الفرنسية لا سيما وأن دراسته تعتمد عليها. ويتابع :من حسن حظي أنني بدأت مشواري الدراسي الجامعي بجامعة تقع في مدينة تولوز الفرنسية، التي تشتهر بصناعة الطائرات فدرست صناعة الطائرات لمدة سنتين، فكنا ندرس ونتعلم كيفية صناعة الطائرات بصورة عملية بدءاً من مرحلة تصميم هيكل الطائرة، فحساب المواد التي تحتاجها وكيفية تصنيع هذه المواد وتركيبها، وكلما تعمقت بالدراسة زاد شغفي أكثر بالتخصص الذي اخترته لدرجة إنني كنت أستغل فترة إجازة الصيف بالتدريب العملي بشركة طيران الإمارات. الظروف الصعبة وبين أنه في المحور الثاني لدراسته انتقل إلى مدينة بوردو، حيث تعلم كيفية إجراء صيانة للطائرات وملحقاتها، ومن حسن حظه أنه استطاع في السنة الأخيرة أن يتدرب في إحدى اكبر الشركات الرائدة بصناعة الطائرات ورجال الأعمال بجمهورية فرنسا (داسو افيأشن) رغم الظروف الصعبة التي مر بها بعد أحداث 11 سبتمبر وبعدها قدم بحث التخرج وحصل على شهادة بكالوريوس هندسة وصيانة الطائرات. وأشار النقيب المهندس حميد الصفا إلى أنه وجد كل الرعاية والاهتمام خلال فترة دراسته، لذلك تقدم بالشكر إلى سفارة دولة الإمارات بجمهورية فرنسا على اهتمامها بالطلبة وتوفير كل الإمكانيات المتاحة لهم للوصول لأهدافهم المرجوة وخص بالذكر الدكتور عبدالرحمن الرفاعي المشرف الأكاديمي لما قدمه له من تشجيع ونصح وإرشاد لتخطي صعاب الدراسة والغربة. كما أشار الصفار إلى أنه انضم إلى القيادة العامة لشرطة أبوظبي منذ أن كان طالباً مبتعثاً في فرنسا وذلك لرغبته في العمل لدى هذه الجهة نظراً لمكانتها المرموقة، ولحبه للعمل الشرطي بوجه عام، وبمجرد عودته إلى أرض الوطن في نهاية عام 2003 شرع بالعمل مهندساً للطيران في إدارة جناح الجو. سلامة الطائرات ولا يعتبر حميد عمل مهندس الطيران في الشرطة مختلفا عن عمله في أي شركة أخرى تعمل في مجال الطيران، حيث إن لهما المهام نفسها التي يخبرنا عنها بقوله، مهام مهندس الطيران تتلخص في التأكد من سلامة الطائرات قبل التحليق وبعد عودتها من الرحلة، وعمل الصيانة لها حسب ما هو منصوص عليه في كتيبات الصيانة المجدولة، وعمل صيانة شاملة للطائرات وإصلاح الأعطال الموجودة فيها، ولا يمكن لمهندس الطيران أن يجتهد ويقوم بإجراء شخصي في إصلاح العطل الموجود في الطائرة دون الرجوع إلى كتيبات الصيانة التي هي المرجع الأساسي له، ويتبع الإرشادات التي وضعتها الشركة المصنعة للطائرة في هذه الكتيبات، ومن الضروري أن يتابع مهندس الطيران آخر نسخة مستجدة من كتيبات الصيانة لأن الشركات المصنعة للطائرات تبحث دائماً على التجديد والتطوير وتضع سلامة الطائرة وركابها من أولويات عملها. وتنطوي بعض المهن على مخاطر تضر بصحة العاملين فيها، وقد يكون في مهنة مهندس الطيران بعض المخاطر التي تستلزم الانتباه والحرص واتخاذ الإجراءات الاحترازية وذلك من خلال المواد التي يتعامل معها مهندسو الطائرات، حيث يلفت حميد إلى أن المخاطر التي يتعرض لها مهندسو وفنيو الطائرات كثيرة منها على سبيل المثال الضجيج النابع من المحركات، العمل تحت أشعة الشمس، العمل مع أجهزة ذات حركة ميكانيكية عالية السرعة بالإضافة التعامل مع الزيوت الهيدروليكية التي تستخدم بنظام أجهزة التحكم بالطائرة ويؤدي استخدامها على المدى الطويل إلى التعرض لأمراض سرطانية وأخرى متعلقة بحساسية الجلد، لذا فإنه من الضروري ارتداء القفازات والكمامات كإجراء وقائي منها، وفي إطار الحديث عن الأجهزة التي يستخدمها مهندس الطيران في عمله يضيف الصفار أنهم يستخدمون أجهزة كثيرة صنعت خصيصاً لفحص أنظمة الطائرة، وعلى المهندسين اجتياز دورات خاصة للتعرف على كيفية استخدام هذه الأجهزة. العمل الميداني وأفاد الصفار أنه تمت ترقيته في عام 2006 إلى رتبة ملازم وذلك بعد أن التحق بكلية شرطة أبوظبي لمدة 6 شهور تلقى فيها العلوم الشرطية والتدريبات العسكرية، وهنا بدأت تزداد مسؤولياته نظراً لتعيينه في نفس الوقت مديرا لفرع الكهرباء والالكترونيات في قسم الصيانة في إدارة جناح الجو، وعن مسؤولياته في تلك الفترة يذكر:صار جزء من عملي ميدانيا وجزء منه إداريا، حيث كان دوري التأكد من سلامة الأجهزة الالكترونية ، وخلق بيئة عمل مناسبة لورشة الالكترونيات والكهرباء، وصيانة أجهزة الطائرات في الوقت المحدد، والتأكد من توافر المواد الخاصة بالأجهزة الالكترونية قبل دخول الطائرة إلى الصيانة والإشراف على المهندسين والفنيين الذين يقومون بصيانة الطائرات. في عام 2008 تمت ترقية حميد الصفار إلى رتبة ملازم أول ومنها إلى رتبة نقيب في عام 2009، ومنذ 4 شهور عاد ليزاول عمله كمهندس طيران، وحول الفرق بين مهندسي الطيران وفنيي الطيران يوضح حميد بأن مهندسي الطيران هم الموظفون الحاصلون على مؤهل علمي (بكالوريوس هندسة طيران) أو رخصة مزاولة مهنة مهندس طيران بعد اجتيازه اختبارات هيئة طيران المدني وأما فني الطيران فهو الموظف الذي تم تدريبه على أساسيات علوم الطيران أو الحاصل على شهادة الدبلوم بمجال الطيران حيث يقومون بأعمال الفحص الروتيني للطائرات وإجراء الصيانة لها وإصلاح الأعطال سوية جنبا إلى جنب مما يشعر الفني بالثقة نظرا لوجود المهندس إلى جانبه ومساندته له، وهذا الأمر يخلق جو روح فريق العمل، وهناك بعض المهندسين الذين يشرفون على عمل الفنيين ويطمئنون على سير العمل بشكل صحيح بفحصه بعد انتهاء الفني منه لأنهم يتحملون في النهاية مسؤولية ذلك، أما بالنسبة لي فأنا أجد متعة أكبر وأنا أعمل إلى جانب الفني وأعيش في أحضان العمل الميداني. مهام كما لفت النقيب حميد الصفار إلى أن في ظل الدعم الكبير من القيادة الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية للحفاظ على السلامة العامة وإنقاذ الأرواح والحد من الجريمة فقد تم تزويد إدارة جناح الجو بطائرات حديثة لإتمام مهام إدارة جناح الجو والتي تتمثل في الإسعاف الجوي، العمليات الشرطية، نقل منتسبي القيادة العامة لشرطة أبوظبي، البحث والإنقاذ، نقل مرضى من مستشفى إلى آخر داخل الدولة أو بعض الدول المجاورة. وأكد النقيب المهندس حميد سيد الصفار أهمية الدور الذي يلعبه مهندس الطيران في سلامة الطائرات وانعكاس ذلك على سلامة جميع أفراد المجتمع سواء الذين تحملهم الطائرة أو الطاقم الذي يتعامل مع الطائرة أو حتى الناس الذين يسكنون في بيوتهم، فالمهندس بجناح الجو يحمل على عاتقة أمانة تجهيز الطائرة بالمعدات اللازمة توافرها للقيام بالمهام الإنسانية والشرطية فعليه المثابرة والاجتهاد والتأقلم مع مختلف الظروف للقيام بواجبه المهني والإنساني. ولخص الصفار الصعوبات التي يجدها مهندس الطيران في عمله بأنها تتمثل في أن الحالة الجوية لبيئة الإمارات تؤثر على عمل الطائرات، فارتفاع الحرارة والرطوبة الشديدة خلال الصيف عوامل تساعد على تعطل الأجهزة الإلكترونية بالطائرات الحديثة وتمنع تشغيلها، ومن الإجراءات التي تتخذ لحل هذه المشكلة ولا تزال قيد الدراسة بحسب الصفار بناء مباني أو حظائر خاصة للطائرات في إدارة جناح الجو، كما يشكل ارتفاع درجة حرارة الجو مشكلة أيضا للعاملين على صيانة هذه الطائرات وإصلاحها إذ يضطرون للعمل تحت أشعة الشمس الحارقة. المهندس الناجح أوضح النقيب المهندس حميد سيد الصفار، أن المهندس الناجح هو الذي يتسم بصفات الأمانة والصدق والاستقامة والإخلاص والنزاهة بما يتناسب وبالمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقه، وأن يكون مهتماً بالصالح العام ومستعدا لاستخدام مواهبه ومعلوماته لمنفعة البشرية. وأشار إلى ضرورة تحمل المهندس الناجح لمسؤولية وظيفته وتبعات أفعالة، ويستطيع تكوين فريق عمل متجانس يبث فيهم روح الفريق الواحد بحيث يحترمه الآخرون وقادر على إيجاد الحلول ويحترم مبدأ احترام الوقت، وأن يكون مهتماً بكل ما هو جديد ومتطور في عمله من أدوات ودراسات وأبحاث.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©