تطبيق إلكتروني للتحكم في الكمبيوتر عبر العين المجردة

تمكن المهندس المواطن أحمد سلطان الشريف من تسجيل براءة اختراع لبرنامج إلكتروني يتيح للمستخدم التحكم بجهاز الكمبيوتر عبر بؤبؤ العين المجردة. وتخرج الشريف 23 سنة من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث فرع الشارقة عام 2011 وتعين بعدها موظفا في شرطة أبوظبي، ولم يشأ أن ينشر اختراعه الذي بدأه عام 2010 ويتحدث عنه لوسائل الإعلام حتى انتهى من تسجيله بمساعدة لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا«برنامج تكامل». وعن الشرارة الأولى التي انطلقت منها فكرة الاختراع، قال: بينما كنت طالبا أدرس هندسة كمبيوتر في جامعة خليفة كان يشغل ذهني مشروع تخرجي، الذي سأختم فيه سنوات دراستي، وبدأت التفكير والبحث مبكرا وأسأل أستذتي حول المشاريع الموجودة لديهم وما يقترحونه علي من مشاريع جديدة لم يسبقني إليها أحد رغبة مني في التفرد والتميز ولأحصل على أعلى درجة حيث أن الطالب الذي يعمل على مشروع جديد غير مسبوق وينجح فيه يمنح درجة امتياز في مشروع التخرج، فاقترح علي الدكتور هريش باشكار والدكتور يوسف عراقي أن أصمم برنامجا الكترونيا يتيح للمستخدم التحكم به عبر عينه فتحمست للفكرة على الرغم من صعوبتها الشديدة، وقررت أن أقبل هذا التحدي. فكرة المشروع ويتابع الشريف:بعد أن حددت فكرة المشروع مع أساتذتي انطلقت أبحث في الإنترنت وبعض الكتب عن كل ما له صلة من قريب أو بعيد بمشروعي، ووجدت اختراعات عدة تطرح أفكارا مشابهة لكن لكل منها عيوبها وميزاتها، وصرت أحلل تلك العيوب وأتخيل كيف يمكنني عمل نظام إلكتروني مختلف يتجاوز كل هذه العيوب، وفي الوقت نفسه دراستي لمميزات البرامج الأخرى جعلتني أفكر بالإضافات التي يجب علي أن أضمنها في مشروعي بشكل يطور ما توصل إليه غيري ومن ثم أخذت أصمم البرنامج باستخدام لغة البرمجة C++، دون أن أجد صعوبة في التعامل مع هذه اللغة لأنني طالما درستها في مساقات عدة خلال سنوات دراستي الأولى، لكن الصعوبة والتحدي الأكبر كان في أنني مقبل على بناء برنامج غير مسبوق ولا أعلم ماذا سيعترضني من عقبات وإخفاقات وكيف يمكنني أن أعالجها بالطريقة الصحيحة. وأشار الشريف إلى أن مميزات البرنامج الذي ابتكره تكمن في جوانب عدة أولها في عدم حاجة هذا البرنامج إلى أجهزة إضافية لتشغيله على خلاف البرامج الأخرى التي تحتاج إلى معدات ونوع كاميرات خاصة، فكل ما يحتاجه يكمن في كمبيوتر مزود بكاميرا عادية قد تكون موجودة في الأصل في الكمبيوتر أو غير موجودة فيتم شراؤها من السوق بسعر زهيد ووصلها بالكمبيوتر وإنزال البرنامج عليها. التحكم بالبرنامج وهذا ما فسر كلام الشريف عندما قال إن برنامجه هو برنامج سوفت وير، الميزة الثانية للبرنامج بحسب الشريف تكمن في أن التحكم بالبرنامج والذي يتم عبر بؤبؤ عين المستخدم وليس رأسه أو أي حاسة أخرى، وكذلك عمل هذا البرنامج على كاميرا عادية يعني أنها ليست عالية الوضوح لا تستطيع أن تلتقط هذا الجزء الصغير في جسم الإنسان«بؤبؤ العين»، بوضوح كاف مما يعني وجود تكنيك معين اتبعه سلطان لجعل هذه الكاميرا تقوم بعملها على أكمل وجه ، كما تقصد أن لا تستبدل هذه الكاميرا بكاميرا متطورة حتى بعد نجاح البرنامج يكون في متناول الجميع ولا يستهدف فئات معينة من الناس ويضيف عبئا ماديا عليهم. والفأرة الافتراضية التي يتم فيها التحكم بالكمبيوتر عبر العين البشرية هو الاسم الذي اختاره أحمد سلطان الشريف لبرنامجه المخترع، أما بالنسبة لآلية عمل هذا البرنامج على أرض الواقع فيصفها سلطان: بمجرد تشغيل البرنامج على الكمبيوتر تبدأ الكاميرا الموجودة عليه بتتبع بؤبؤ عين المستخدم دون حفظ هذه العين في ذاكرته واقتصار عمله على صاحبها بل يعمل على بؤبؤ عين أي مستخدم دون تحديد، وتسمى هذه العملية تسجيل المستخدم وتتم بظهور مربع على 3 أماكن متتابعة في شاشة الكمبيوتر أعلى اليسار ومن ثم الوسط ومن ثم أسفل اليمين وهنا يقوم المستخدم باللحاق بهذا المربع عبر النظر إليه مع الجلوس بشكل صحيح أمام الكمبيوتر بحيث لا يكون قريب جدا وليس ببعيد وبشكل يتيح له أن تظهر صورة وجهه في هذا المربع ولو اقتصر على تقريب عينه من المربع الظاهر على الشاشة لن يعمل البرنامج وكذلك لو وقف في زاوية بعيدة عن شاشة الكمبيوتر، وتأخذ هذه المرحلة من 10 إلى 30 ثانية. وأوضح أنه بعد ذلك يصبح الماوس جاهزا لتحريكه بالعين بصورة طبيعية وبكل سهولة ومرونة وأريحية، وللضغط على أزرار الفأرة الأيمن والأيسر لفتح ملف ما يتطلب الأمر الغمز أو تغميض أحد العينين مرة واحدة لعدة ثواني نحن نؤقتها ومن ثم يفتح الملف، وللضغط على الزر الأيمن للفأرة نغمض العين اليمنى لعدة ثوان معينة حتى يفتح الملف وكذلك الأمر بإغماض العين اليسرى وذلك للضغط على الزر الأيسر للفأرة وهذه الآلية تمنع العشوائية وتجاوب البرنامج مع كل رمشة عين عادية لا يلقي لها البرنامج بالا ، إلى جانب أن تغميض العينين لفترة طويلة يجعل الكمبيوتر يفهم بأن المستخدم نائم فيقوم بالإغلاق أو الدخول في وضعية النوم. معوقات ولفت أحمد الشريف إلى أهمية اختراعه في مساعدة كل من يرغب في استخدام الكمبيوتر ولا يستطيع ذلك نظرا لوجود إعاقة جسدية في يديه أو جسده ككل أو هؤلاء الذين أصيبوا تمنعه إصابات بليغة أو كسور تمنعهم من استخدام إحدى اليدين أو كلتيهما ، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه من قبل الناس الأسوياء كنوع من الترفيه. وحدد الشريف الصعوبات والمشاكل التي واجهها في أثناء بناء البرنامج وعلى مدار 7 شهور استغرقتها هذه العملية، مررت بصعوبات عدة، منها الإحباطات التي وجدتها ممن حولي فبعض أصدقائي شجعوني وبعضهم اعتبر أن ما أحاول عمله مستحيلا وأنني لا أمتلك القدرة الكافية على ذلك، وصعوبة أخرى كما أسلفت كانت في التقاط الكاميرا التي لا تمتلك الكفاءة العالية في وضوح ما تلتقطه لبؤبؤ العين الصغير الحجم، ووجدت صعوبة ثالثة في تشغيل البرنامج في الأماكن التي تكون فيها الإضاءة عالية وانعكاسها على الكاميرا مما يعطل عمل البرنامج ، إضافة إلى ذلك ارتداء بعض المستخدمين للنظارة فوجدت أن هذه النظارة قد تعكس الإضاءة وتعطل عمل البرنامج خصوصا إذا كانت نظارة شمسية أو مخفية عاكسة أما إذا كانت النظارة طبية فلا بأس في ذلك. وبين أن المدة الزمنية التي يجب على المستخدم أن ينتظرها أثناء الضغط على الزر الأيمن أو الأيسر بتغميض العين محددة ب3 ثوان فوجد أن ذلك ليس عمليا وقام ببرمجة النظام بحيث يتسنى لكل مستخدم أن يحدد المدة الزمنية التي يرغب بها ويعتبرها مريحة له يؤقت عبرها المدة اللازمة للضغط على زري الفأرة. إضاءة حصل أحمد سلطان الشريف على جوائز عدة عبر مشاركته باختراعه، منها اعتبار مشروعه واحدا من أفضل 5 مشاريع على مستوى الوطن العربي ضمن مسابقة أطلقتها جامعة زايد عام 2011، ومسابقة أخرى في جامعة مانيبال الهندية في دبي خاصة ببرامج الكمبيوتر. كما حصل فيها على المركز الثاني، بالإضافة إلى حصوله على المركز الرابع في مسابقة المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين العالمية، التي أقامتها جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث العام الماضي.