الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوراق عمل الامتحان

19 يونيو 2012
حصل أحد الطلبة على ما مجموعه 65% في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2011 ـ 2012، هذه العلامة لم ترق للوالدة التي اعتبرت نفسها جاهدت واجتهدت، وأن ولدها يستحق أكثر، موضحة أنها لن ترضى أبداً بمثل هذا المعدل، ما دفعها للتدخل، فذهبت إلى المعلمة وتساءلت عن تدني مستوى ابنها، ولم تكتف بالمشرفات المباشرات على الطالب، بينما تجاوزتهن إلى المديرة، محملة المسؤولية لهذه المدرسة، وما تمارسه من ضغوط وصعوبات في الأسئلة التي تثقل الكاهل، وغيرها كثير... وخوفاً على مشاعرها، تقدم ابنها خطوات كبيرة في الفصل الدراسي الثاني، وحصل على ما مجموعه 93%، فالتساؤل هنا مشروع: ما المجهودات التي قام بها الطالب من جهة؟ وما المجهود الذي قامت به الأم أو الأب لتحسين قدرات ابنهما على التحصيل الجيد؟ فإذا تضافرت كل الأطراف وأعطت هذه النتيجة، فذلك جيد، بل هائل، لكن إذا أصبح تأثير الأهل على المدرسة، بحكم أنهم يدفعون مبالغ كبيرة من المال لتدريس أبنائهم فتلك الطامة الكبرى. درسنا في مدارس، شكل فيها الرسوب والنجاح وجهين لكل عام دراسي، كانت الغالبية تحظى بالنجاح دون إهمال الترتيب، حيث هناك من الطلبة من يأتي في المرتبة الأولى، والذي يليه في الدرجة الثانية، وهكذا إلى أن يحصل آخر طالب على ترتيب في أسفل سلم الصف الدراسي، وكما هناك ترتيب، هناك من يستدعي أمره إعادة السنة الدراسية، ولم يكن يحتج الأهل ولا يستغربون، لأن النجاح كما الرسوب يلازمان الإنسان، يختبرهما ليعرف نواقصه ويستدركها، بل قد تكون حافزاً للانطلاقة بشكل أحسن من الأول. ولكن ما أصبحنا اليوم نراه من تدخلات الآباء أظنه يضر بالعملية التعليمية ويفرغها من مضمونها وهدفها، فالطالب يدرك بذكائه أن والدته أو والده يدفع للمدرسة، ومن واجبها أن تلقنه وتمنحه معدلات عالية بأسهل الطرق، حيث عادة ما تعطي بعض المدارس نموذجاً مشابهاً جداً للامتحان ”أوراق عمل”، وتوزعه على الطلبة ليحفظونه عن ظهر قلب في البيت، بل تختبر فيه الأولاد بأيام قليلة قبل الامتحان النهائي، فهذا يدفع التلميذ للتكاسل، ولعدم الاكتراث، ويعلمه الاعتماد على الغير لتزكيته أمام المدرسة، فينشأ بعيداً كل البعد عن تحمل المسؤولية، ويتعود على عملية التلقين والتفريغ، والغريب في الموضوع، أن الأهل أنفسهم يزكون هذه العملية ويسعدون بتلك العلامات التي تكون أحياناً مطلقة 100%، وهذا غير موجود في أي بلد من البلدان، حيث يترك المجال للطالب للبحث والتنقيب عن الجواب الصحيح، وطريقة الوصول إليه من خلال دراسة كل ما هو مقرر له في الامتحان وليس ورقة العمل فقط. فقد سبق وجاء في نشرات أخبار بعض الجرائد المحلية تقرير علمي أعدته شركة «ماكينزي العالمية»، نقلاً عن نشرة أخبار الساعة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حول تدني مستويات الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وأوضح التقرير أن مستويات الطلبة تتراوح بين المقبول والضعيف مقارنة بالنسب العالمية، وتبقى الحالات الجيدة والممتازة استثنائية. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©